سلام قد يدعو الى جلسة بعد أسبوعين حتى لو غاب وزيرا عون والمتضامنون معه

  • 6/10/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تزايدت المواقف الرافضة لتعطيل اجتماعات الحكومة اللبنانية وشلّ عمل السلطة التنفيذية، بعد تريث الرئيس تمام سلام في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء تفادياً لمزيد من التشنج على خلفية موقف وزيري «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي رفض بحث أي بند قبل البت بتعيين قائد أصيل للجيش. وقالت مصادر وزارية إن سلام قد يقرر الأسبوع المقبل الدعوة الى عقد جلسة للأسبوع الذي يليه، بعدما يستنفد الوقت اللازم والجهود السياسية لإقناع وزيري عون ومن يتضامن معهما (وزيرا حزب الله ووزير المرده) بعدم مقاطعة الجلسة في حال لم يؤخذ بمطلب العماد ميشال عون البت بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش. وكان التأزم على هذا الصعيد موضوع اهتمام السفراء الأجانب، فاستفسر السفير الأميركي ديفيد هيل أول من أمس من سلام ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط عن الجهود لوقف الشلل في عمل الحكومة، من باب الحرص على أن تتابع المؤسسات الدستورية عملها في ظل الشغور الرئاسي. كما كان الموضوع مدار بحـــث بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير التربية إلياس بو صعب، وقبله النائب في تكتل عون إبراهيم كنعان أول من أمس، خصوصاً أن بري يرفض تعطيل الحكومة ويؤيد موقف سلام ويدعم دعوته مجلس الوزراء الى الانعقاد لأنه يعتقد أن البت بالتعيين في قيادة الجيش يحتمل حتى شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، مع اقتراب انتهاء مدة خدمة العماد جان قهوجي. كما بحث بري الأزمة مع وزير الدولة محمد فنيش (حزب الله). وفي وقت تقول مصادر سياسية إن عون لن يتراجع من موقفه إعطاء الأولوية لتعيين قائد للجيش، قبل أي بند آخر في مجلس الوزراء، وبالتالي سيقاطع أي جلسة حكومية تبحث أموراً أخرى، فإن مصادر وزارية قالت إن الحاجة الملحة لبت الحكومة في مجموعة من القضايا المالية قد توجب اجتماعها حتى لو غاب وزيرا عون وتضامن معهما وزيرا «حزب الله» والوزير روني عريجي (المرده) باعتبار أن أكثرية الثلثين مؤمنة. الى ذلك، تابع وفد من كتلة «المستقبل» ضمّ النواب: أحمد فتفت، جمال الجراح، هادي حبيش، رياض رحال وأمين وهبة، جولته على قيادات ومسؤولين، والتقى في بيت «الكتائب» في الصيفي الرئيس أمين الجميل، والنواب: إيلي ماروني، سامي الجميل، فادي الهبر وسامر سعادة، وتم خلال اللقاء بحث الوضع في عرسال وتعطيل عمل المؤسسات. ولفت الجميل الى «تضامن الكتائب والمستقبل في السراء والضراء». وإذ أعلن أنه «كانت هناك وجهة نظر موحّدة»، تحدّث عن المنحى التعطيلي سواء كان على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية أو على مستوى أعمال مجلس الوزراء وقيادة الجيش. واعتبر أنه «بات نهجاً»، ووصف هذا الأمر بـ «القاتل في الوقت الحاضر»، مشيراً الى أنه «منحى انتحاري لن يوفر لا المعطّلين ولا الأطراف الآخرين الذين يحاولون إنقاذ الدولة من هذا المستنقع». وتطرّق الى سلوك «حزب الله» في لبنان وفي عرسال وغيرها، معتبراً أن «المقاربة المذهبية وبغضّ النظر عن صواب القضية التي يطرحها، فهي ستأخذ في النهاية منحى مذهبياً، وهذا الأمر لا يخدم البلد ولن يقبل أي مكوّن بالتنازل لمصلحة مكوّن آخر، بما فيه الدفاع عن الوطن». وشدّد على أن «لا خلاص إلا بأن تصبّ كل الجهود في إطار وطني وطرح وطني، أكان بالنسبة الى عرسال أو للحكومة». ورأى أن «هناك محاذير كبيرة على الصعيد الوطني والاجتماعي، وهناك قضايا كثيرة عالقة في مجلس الوزراء تتعلّق بحياة المواطنين»، واعتبر أن «الأمور تطرح في شكل خاطئ وفوقي، ولا يمكن البلد تحمّل تبعات ذلك». ودعا الى «انتخاب رئيس في أقرب وقت، وتحريك عجلة الحكومة والمجلس النيابي، وبهذه الطريقة ننقذ الوطن». أما النائب فتفت الذي تحدّث باسم الوفد، فقال: «ما يقوم به البعض من تهديد لعمل مجلس الوزراء أمر مرفوض، ولا يجوز أن يعتبر أي فريق أن لديه صلاحية تعطيل الحكومة، لأن تعطيل عملها هو تعطيل لعمل اللبنانيين جميعاً». وتابع: «هناك تفاهم كامل مع الكتائب على رفض تعطيل الحكومة، على رغم بعض علامات الاستفهام حول عمل الحكومة وما يجري داخلها، والحاجة الى تنسيق أكبر بكثير في ما بيننا من ناحية إنتاج هذه الحكومة، وكيف يجب أن تتخذ القرارات نهائياً». وأضاف: «تحدّثنا في موضوع عرسال وما يجري في الجرود والمعارك الحقيقية أو الوهمية كوجود أبو مالك التلّي في عرسال، والذي تبيّن بعد زيارة أهالي العسكريين لأبنائهم، أنه موجود في الجرود»، مشيراً الى أن «هناك كلاماً تحريضياً يتحضّر لعرسال ولكل لبنان وعلى الجيش اللبناني، وكأنه يقصّر في واجباته. وزير الدفاع سمير مقبل، أكد «أن الجيش يقوم بواجبه، ولديه كل الإمكانات شرط ألا يضع أحد عليه «فيتو»، وأن يسمحوا له بأن يكون فاعلاً على كل الأراضي والحدود اللبنانية من دون استثناء، وألا يكون هناك سلاح غير سلاحه، لأن التشكيك في الجيش خطير. وأكدنا التزامنا «إعلان بعبدا» الذي يطلب من الجميع الكفّ عن التدخل في الأوضاع في سورية». وزار الوفد بعد ذلك رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، الذي أكد أن «تعطيل الحكومة أمر خطير جداً، وهذا ليس من ديموقراطية لبنان»، معتبراً أن «مسيرة التعطيل بدأت بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وبدأنا نعود الشعب على الفراغ». وشدّد على أن «قوة رئيس لبنان ليس بتمثيله المسيحي، بل بقوة المسلمين الذين يريدون رئيساً للبنان أن يكون مسيحياً». وقال: «طالبنا بقانون انتخابي جديد لتحسين التمثيل المسيحي، وما يحصل من جانب الأفرقاء المسيحيين في ملف الرئاسة لا يمثل المسيحيين»، موضحاً أن «جدول الأعمال يضعه رئيس الحكومة ويطّلع عليه رئيس الجمهورية، وهذا الأمر يجب أن يدخل في التعديلات الدستورية». وسأل سليمان: «هل تعيين قائد للجيش اليوم أهم من انتخاب رئيس؟»، معتبراً أن «القول انتخبوا هذا المرشح أو لا رئاسة، أمر غير مسموح وليس من مصلحة ممثلي المسيحيين، والشروط الموضوعة هي التي تعرقل حياة اللبنانيين». وعن ملف عرسال، دعا الى «تأمين الغطاء السياسي للجيش، ما يضمن له هيبته»، مشدداً على «عدم تعريض دولتنا وشبابنا للخطر تأييداً لأي مشروع خارجي». ودعا فتفت مجلس الوزراء الى أن «يكون على مستوى المسؤولية في هذه المرحلة الشديدة الحساسية». وشدد على «إصرارنا على العمل في المجلس الوزاري وفق الأسس الدستورية والأطر القانونية التي تحدّد كيفية الدعوة الى الاجتماعات، ووضع جدول أعماله واتخاذ القرارات». خليل: لإعادة صوغ مواقفنا وحساباتنا ودعا وزير المال اللبناني علي حسن خليل في افتتاح المؤتمر العلمي المتخصص الذي تنظــمه الوزارة بالتعاون مع نقابة خبراء المحــــاســبة المجازين والبنك الدولي، لإعــادة صوغ مواقفنا وحساباتنا ولا مصلحة بتعطيل أركان الدولة والمؤسسات.

مشاركة :