داء الأمعاء الالتهابي.. حياة بطعم الألم

  • 3/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشير داء الأمعاء الالتهابي إلى وجود مجموعة من الاضطرابات، والتي تشمل التهاباً مزمناً يصيب القناة الهضمية، ويصنف هذا المرض ضمن أمراض المناعة الذاتية، لأن جهاز المناعة يهاجم الجهاز الهضمي. وأبرز نوعين لهذا المرض داء كرون، ويؤدي إلى التهاب بطانة القنوات الهضمية، وينتشر في عمق الأنسجة المصابة، والنوع الثاني التهاب القولون التقرحي، ويتسبب في التهابات وقرح طويلة الأمد في الأمعاء الغليظة، القولون، والمستقيم. توجد مجموعة من الأعراض المشتركة بين النوعين، كالإسهال الشديد وألم البطن، والإصابة بالتعب والإجهاد وفقدان الشهية وتراجع الوزن. ويعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة في بعض الحالات، وبالذات لو تطور المرض للمضاعفات، غير أنه ليس من الأمراض المميتة. ونتناول في هذا الموضوع داء الأمعاء الالتهابي بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. خلل وظيفي ترجع الإصابة بأمراض التهاب الأمعاء في كثير من الحالات إلى وجود خلل وظيفي في الجهاز المناعي، وهو أحد العوامل المرجحة، وذلك لأن العلماء والأطباء لا يزالون يجهلون السبب الرئيسي لهذه الحالة، وذلك حسبما جاء في موقع «المركز الأمريكي للوقاية والسيطرة على الأمراض المزمنة». وعزا البعض في الماضي الإصابة بهذه الحالة إلى الإجهاد الزائد ونمط الغذاء المتبع، إلا أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن هذه العوامل ربما تتفاقم، غير أنها لا تؤدي للإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية. ويفسر البعض الخلل الوظيفي في الجهاز المناعي بأنه محاولة منه لمحاربة فيروس أو بكتيريا تهاجم الجسم، إلا أن الاستجابات المناعية غير الطبيعية تؤدي إلى مهاجمة المناعة لخلايا الجهاز الهضمي. وتشير كثير من الحالات إلى أن للوراثة دوراً في التهاب الأمعاء، حيث تنتشر الإصابة بين الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بهذا المرض، وإن كان كثير من المصابين ليس لديهم تاريخ عائلي. العمر والتدخين وأضاف الموقع: تلعب مجموعة من العوامل دوراً في زيادة خطر الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، ومنها العمر حيث إن معظم المصابين يتم تشخيص إصابتهم قبل عمر 30 سنة، وإن كان هناك مصابون تجاوزوا 50 عاماً. ويزيد خطر الإصابة كذلك لدى مدخني السجائر، كما أن لبعض الأدوية دوراً في هذه الإصابة، وربما زادت من حدة الأعراض، وتؤثر العوامل البيئية في الإصابة بهذا المرض. وتشمل العوامل البيئية الإقامة في إحدى المدن الصناعية، ومن يعيشون في مناخات باردة، وكذلك أصحاب النظم الغذائية الغنية بالدهون أو الأطعمة المصنعة. خفيفة وشديدة ونشر موقع «ويب مد» أن أعراض داء الأمعاء الالتهابي تتراوح بين الطفيفة إلى الحادة، ويأتي الاختلاف بناء على مكان الإصابة ودرجة الالتهاب، وكثيراً ما يعاني المصاب فترات نشاط وفترات سكون. وتشمل الأعراض الشائعة لكل من مرض كرون والتهاب القولون التقرحي الإصابة بالإسهال، والحمى والإرهاق، ويعاني المريض آلاماً في البطن وتشنجات. ويظهر في الفضلات دم، كما أن المصاب يفقد شهيته للطعام، وهو الأمر الذي يترتب عليه فقدان الوزن، وينصح بالحصول على استشارة طبية بالنسبة لمن يشعرون بتغيير مستمر في عادات الأمعاء، وكذلك عند ظهور أحد الأعراض. ويعد التهاب الأمعاء من الأمراض الخطيرة، وذلك لأنه في بعض الأحيان من الممكن أن يتسبب في مضاعفات تمثل خطورة على الحياة، وإن كان المرض لا يعد قاتلاً في الغالب. مضاعفات مشتركة وبين الموقع أن داء كرون يشترك مع التهاب القولون التقرحي في بعض المضاعفات، بالإضافة إلى أن هناك أعراضاً أخرى تميز كل مرض منهما على حدة. وتشمل المضاعفات التي توجد في كلا الحالتين الإصابة بسرطان القولون، حيث إن أمراض الأمعاء الالتهابية تزيد خطر الإصابة به. ويمكن أن تتسبب نوبات احتدام المرض في الإصابة ببعض الاضطرابات، كالآفات الجلدية والتهاب المفاصل، والتهاب العنبية الذي يصيب العين. وتتسبب بعض أدوية علاج هذا المرض في زيادة خطر الإصابة بأنواع من السرطان، كما أن للبعض الآخر آثاراً جانبية، فتؤدي إلى هشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم. ويمكن أن يتسبب الالتهاب في حدوث ندبات داخل القنوات الصفراوية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تضيقها بصورة تدريجية، وبالتالي تسبب تلف الكبد، كما أن أمراض الأمعاء الالتهابية تزيد خطر الإصابة بالجلطات في الأوردة والشرايين. ويعتبر انسداد الأمعاء أحد مضاعفات داء كرون، لأن هذا المرض يؤثر في سمك جدار الأمعاء، وربما أدى إلى زيادة سمك بعض الأجزاء فتضيق، وبالتالي يقلل من تدفق محتويات الهضم. فقر الدم يمكن أن يؤدي داء الأمعاء الالتهابي كذلك إلى صعوبة تناول الطعام، أو أن الأمعاء لا تمتص ما يكفي من المواد الغذائية، بسبب الإسهال وألم البطن والتقلصات، ولذلك تنتشر الإصابة بفقر الدم، لأن هناك نقصاً في الحديد وفيتامين«12». ويؤدي الالتهاب المزمن في بعض الأحيان إلى الإصابة بقرح مفتوحة، وتكون في أي مكان بالجهاز الهضمي، حتى الفم وفتحة الفضلات. ويتسبب التهاب القولون التقرحي في الإصابة ببعض المضاعفات، والتي تشمل توسع القولون وتورمه بصورة سريعة، وتعرف هذه الحالة الخطيرة بتضخم القولون السمي. ويتسبب تضخم القولون السمي في كثير من الأحيان في الإصابة بانثقاب القولون، وإن كان من الممكن أن يحدث أحياناً بشكل تلقائي، ومن المضاعفات كذلك الإصابة بالجفاف نتيجة الإسهال المفرط. اختبارات المناظير يبدأ الطبيب تشخيص داء الأمعاء الالتهابي باستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض التي يعانيها المصاب، ويطلب منه إجراء عدد من الاختبارات. وتبدأ هذه الاختبارات بإجراء فحوص فقر الدم، وكذلك التأكد من وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية، ويحتاج إلى عينة من الفضلات للتأكد من وجود دم خفي فيه. ويلي ذلك إجراء مجموعة من اختبارات المناظير، كتنظير القولون، والذي يسمح للطبيب برؤية القولون بالكامل، وأخذ عينات صغيرة لتحليلها في المختبر، ومن الممكن أن تساعد هذه العينة على تأكيد التشخيص. ويمكن أن يقوم الطبيب بإجراء تنظير سيني مرن بدلاً من تنظير القولون الكامل، وذلك في الحالات التي يكون فيها القولون ملتهباً للغاية. ويلجأ الطبيب إلى إجراء أشعة سينية عندما يعاني المريض أعراضاً حادة، ويكون الهدف استبعاد المضاعفات الخطيرة كانثقاب القولون. ويستعين بالأشعة المقطعية والتي توفر صوراً للأمعاء الدقيقة أفضل، كما أن أشعة الرنين المغناطيسي تعتبر مفيدة في الحالات التي تعاني ناسوراً بالقرب من الشرج، وكذلك تخطيط حركة الأمعاء. تقليل الالتهاب يكون الهدف من علاج داء الأمعاء الالتهابي تقليل حدة الالتهاب الذي يسبب الأعراض التي يشكو منها المريض، وربما ساعد العلاج على شعور المريض بالارتياح، والتقليل من خطر الإصابة بالمضاعفات، ويشمل العلاج المقترح علاجاً دوائياً، وعلاجاً جراحياً. وتشمل الأدوية التي يوصي بها الطبيب المعالج الأدوية المضادة للالتهاب، وهي الخطورة الأولى، مع مراعاة أن الدواء يعتمد على المنطقة المصابة. ويمكن أن يتضمن العلاج أدوية مثبطة للجهاز المناعي، والتي تكبح استجابة المناعة التي تفرز مواد كيميائية تسبب التهاب بطانة الأمعاء. ويلجأ الطبيب إلى المضادات الحيوية، بالاشتراك مع غيرها من الأدوية، وذلك عند وجود مخاوف من حدوث عدوى. أدوية الإسهال تساعد على تخفيف الأعراض والسيطرة على العدوى كذلك الأدوية المضادة للإسهال، ومسكنات الألم، والمكملات الغذائية، كمكملات الحديد في حالات النزيف المعوي المزمن، أو مكملات الكالسيوم وفيتامين «د» لعلاج خطر هشاشة العظام. ويجب بصفة عامة أن يرجع المصاب إلى الطبيب قبل تناول أي من هذه الأدوية، والتي يحددها بناء على شدة الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي. ويمكن اللجوء للجراحة في الحالات التي لم تتحسن الأعراض لديها، بالرغم من كل خطط العلاج السابقة، ويوصي الطبيب باستئصال المستقيم والقولون، وهو الإجراء الذي يخلص المصاب من التهاب القولون التقرحي. ويزيل الجراح قسماً من القناة الهضمية التالف، وذلك في جراحة داء كرون، ثم يعيد توصيل الأقسام السليمة، ومن الممكن استخدام الجراحة لإغلاق النواسير والدمامل النزحية. النظام الغذائي تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن تغيير النظام الغذائي ونمط بعض المصابين بداء الأمعاء الالتهابي يساعد على التغلب على أعراض هذا المرض، وكذلك إطالة فترات الراحة بين النوبات. ويمكن لبعض الأطعمة والمشروبات أن تزيد من حدة الأعراض، وبخاصة أثناء الالتهاب، لذلك ينصح بتسجيل هذه الأطعمة كل مرة لتجنبها فيما بعد. وتتحسن أعراض المرض، كآلام البطن والغازات والإسهال، بالنسبة لهؤلاء الذين يقللون من تناول منتجات الألبان، أو يتوقفون عن تناولها تماماً، وكذلك التقليل من الأطعمة عالية الدهون، وبالذات للمصابين بداء كرون في الأمعاء الدقيقة. وتزيد الأطعمة التي تحتوي على ألياف غذائية كثيرة، كالخضراوات الطازجة والفواكه، من حدة الأعراض، وكذلك الأطعمة الحريفة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين. ويساعد على التقليل من حدة الأعراض تناول وجبات صغيرة بدلاً من 2 أو 3 وجبات كبيرة، وشرب السوائل بكثرة، وبالذات الماء، مع تجنب المشروبات الغازية.

مشاركة :