الخبرة بالكوارث تفيد شركات اليابان في التكيف مع الوباء

  • 3/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أربعة أعوام عندما تسبب زلزال بقوة 7.3 درجة في كوماموتو في تعطيل مصنع شركة سوني لأجهزة استشعار الصور في جنوب اليابان، سعت الشركة على الفور إلى الحصول على المشورة من شركة صناعة الرقائق رينيساس إلكترونيكس لاستعادة عملياتها. شركة سوني وشركات أخرى استفادت من الدروس المستوحاة من زلزال توهوكووالتسونامي عام 2011، عندما توقف جميع مصانع السيارات في جميع أنحاء العالم عن العمل، بعد أن أوقفت شركة رينيساس إنتاج وحدات التحكم الدقيقة المستخدمة في السيارات. بعد اندلاع فيروس كورونا في الصين، أثبتت تلك التجارب السابقة للتعطيل المفاجئ أنها حيوية في مساعدة الشركات اليابانية على التكيف. كانت "تويوتا" وغيرها من شركات صناعة السيارات الكبيرة في الأغلب قادرة على تحديد قطع الغيار التي ستبدأ بالانخفاض، ومتى بعد أن أصبحت سلاسل التوريد أكثر شفافية خلال العقد الماضي. في حين أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت، إلا أن ساتوشي ناجاشيما الشريك الأعلى القائم في طوكيو لشركة رولاند بيرجر، يقدر أنه يمكن الحصول على معظم مكونات السيارات التي تصنع في الصين من أماكن أخرى، بعد تنويع مواقع الإنتاج وإعداد القوائم الاحتياطية بعناية للموردين البديلين. حتى مع خطط استمرارية الأعمال التي تحسنت في كل مرة تحدث فيها كارثة كبيرة، لا يزال الوباء العالمي يضع الشركات اليابانية في منطقة مجهولة. أحد الاختلافات الرئيسة بين كارثة طبيعية واندلاع مرض يتمثل في عدم اليقين بشأن موعد تحول المد. في حال حدوث زلزال، تكون النتيجة المباشرة عندما يكون الضرر في أكبر أحواله حيث يمكن للشركات الحساب من هناك المخزون المطلوب، وبأي وتيرة ينبغي عليها استعادة الإنتاج. مع فيروس Covid-19، تأمل معظم الشركات أنه سيتم احتواء اندلاع المرض بحلول نهاية آذار (مارس) الجاري، لكن مع انتشار الوباء بسرعة خارج الصين، من الصعب التنبؤ بالذروة. إذا كان من الممكن السيطرة عليه خلال الربع الأول، فسيكون من المنطقي اقتصاديا أن تنتظر الشركات حتى وقت استئناف الإنتاج في الصين بدلا من نقله إلى أماكن أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يستلزم تكاليف إضافية، حتى لو كانت خطوط التصنيع موجودة في الأصل. عدم الوضوح يحدث معضلة لمثل هذا التخطيط. في حين أصبح الأسهل تتبع من أين تحصل الشركات على مكوناتها، إلا أن سلاسل التوريد تبقى معقدة في أكبر سوق للسيارات في العالم. ويقول التنفيذيون في قطاع السيارات، إن تحديد النقص المحتمل في المواد من الموردين من المستوى الأدنى في الصين، هو أمر صعب للغاية. رغم أن الشركات اليابانية شهدت عام 2011 زلزالا مدمرا في الداخل، إضافة إلى فيضانات غزيرة في تايلاند في غضون أشهر، إلا أنها أقل اعتيادا على التعامل مع مثل هذا الوباء الذي يتسم بامتداد جغرافي واسع، إضافة إلى مصانع فولكس واجن في الصين، أثار استفحال المرض إغلاقا مؤقتا لمصانع شركة نيسان في اليابان، ومصنع الهواتف الذكية لشركة سامسونج إلكترونيكس في كوريا الجنوبية، ومصنع قطع غيار السيارات الكهربائية، التابع لشركة تصنيع مكونات السيارات إم تي إيه MTA في إيطاليا. كما تقترب أزمة فيروس كورونا من دخول البلاد مع أكثر من 240 حالة مؤكدة في اليابان. اتخذت الحكومة تدابير جذرية مثل، إغلاق جميع المدارس لاحتواء الوباء، بينما أوصت شركات منها "باناسونيك" و"سوني" و"شيسيدو" أن يعمل موظفوها في طوكيو من المنزل. لم تتأثر مواقع التصنيع إلى حد كبير حتى الآن، لكن هذا قد يتغير بسرعة إذا أصيب عامل واحد في أحد المصانع بالفيروس. مع ذلك، كشفت الاستجابات إلى الوباء عن فجوات واسعة في مستويات الاستعداد، حيث إن كثيرا من الشركات الأصغر ليست لديها الأنظمة اللازمة للسماح بالعمل عن بعد. شركة واحدة من أصل خمس شركات صغيرة ومتوسطة الحجم قالت، إنها تخطط أو تتخذ تدابير لفيروس كورونا مثل توسيع خيارات الشراء، وفقا لاستطلاع حديث أجرته شركة أبحاث مقارنة بنسبة 40 في المائة من الشركات الكبيرة. حتى بالنسبة للمجموعات الأكبر، التي نجت من كوارث طبيعية متعددة وتعطيل في سلاسل التوريد، يشكل استفحال فيروس كورونا تحديا ذا طبيعة مختلفة تماما وواحدا يتطلب تغييرات أساسية في ثقافة وقواعد العمل الراسخة منذ فترة طويلة. ظاهريا، خيارات مثل ساعات العمل المرنة والعمل عن بعد ومزيد من مؤتمرات الأخبار عبر الإنترنت كلها موجودة. إلا أن التكنولوجيا وحدها لن تكون كافية لضمان قدرة الموظفين على العمل من المنزل، خاصة عندما يكون أطفالهم أيضا في عطلة طويلة. استئجار المربيات أمر نادر ومكلف في اليابان. قد يكون من المنطقي اقتصاديا أخذ إجازة بدلا من دفع 150 دولارا إلى 200 دولار لاستئجار جليسة أطفال ليوم واحد. غالبا لا يعيش الأجداد في مكان قريب للمساعدة، والأدوار بين الجنسين المضمنة ثقافيا تعني أن العبء غالبا يقع على عاتق الأمهات للتوفيق بين العمل في المنزل ورعاية أطفالهن. دور أصحاب العمل لا ينبغي أن ينتهي بمجرد تبني العمل عن بعد. يجب عليهم التأكد من أنه خيار عملي عندما تتطلب الظروف ذلك. لطالما أظهرت الشركات اليابانية المرونة والصلابة عند مواجهة كارثة طبيعية. تلك الصفات نفسها ستكون حاسمة في مواجهة ما يتشكل ليصبح جائحة عالمية.

مشاركة :