ثلاثة أيام صعبة مرت علينا جميعا .. أيام جعلتنا نشهد أجواء جوية لم نشهدها من قبل .. الحكومة حذرت .. والشعب استجاب .. الكل ألزم بيته .. وقف يتابع تقلبات الجو من خلف النوافذ .. إلا من دعتهم ظروف عملهم للعمل فى تلك الأجواء شديدة الصعوبة .. وكان الجلوس فى المنزل فرصة لإعادة لم شمل الأسرة فى جلسة أسرية شيقة وممتعة تجاذب فيها الجميع أطراف الحديث .. واكتشف كل منهم الآخر .. وحرص الكثيرون على متابعة الأحداث وبثها بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى من منطلق عدم الانفصال عن أحداث الأمطار والسيول التى أحاطت بمصر كلها .. هذا يتابع الأمر بمتعة ممزوجة بالكثير من الفكاهة .. وذاك اعتبرها أحداثا ضارة ومؤسفة ومحنة شديدة تمر بها البلاد .. هؤلاء هم من يتعاملون مع الأمر مثل الذين ينظرون إلى الأمور من زاوية رؤية نصف الكوب الفارغ .. وآخرون يرون فى تلك الرياح وسيول المطر الشديد منحة من الله له فيها حكمة ولنا فيها حياة .. هؤلاء يرون فى المطر والسيول خيرا كثيرا أرسله الله سبحانه وتعالى لعباده .. وهؤلاء هم من ينظرون إلى الأمر من منظور رؤية نصف الكوب الممتلئ وهذا هو الأقرب للقلب وواقع الأمور .. وبتحليل بسيط ورؤية واقعية ومنطقية للأمر .. نجده وبكل بساطة مذكور فى القرآن الكريم فى أكثر من آية من آيات الذكر الحكيم .. وعلى سبيل المثال لا الحصر .. فى سورة الفرقان قال تعالى : " وهو الذى أرسل الرياح بشرى بين يدى رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا (48 ) لنحيى به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا (49) ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا (50 ).. وفى سورة لقمان قال تعالى : " خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى فيها رواسى أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم (10 ) .والقرآن الكريم يؤكد لنا أن الرياح التى يرسلها الحق سبحانه وتعالى هى بشرى للناس لأنها رياح تأتينا بأمره وبين يدى رحمته فهو الرحمن الرحيم الرؤوف بكل مخلوقاته .. وبشرنا الله بأن الماء الذى ينزله علينا من السماء ماء طهور يحيى به البلد الميتة.. وفى سورة لقمان يذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن نزول الماء لإنبات الأرض وإعمارها من كل زوج كريم .. ذكرنا الله فى الكثير من محكم آياته بكل جمال الرياح وماء المطر وقيمتها وإيجابياتها الكثيرة على البشر .. لذا علينا اعتبار الثلاثة أيام القاسية التى مرت علينا هى محنة داخلها منحة كبيرة من الله للعباد فيها كل الحياة .. فالرياح جعلها الله لتحمل كل الأوبئة الضارة بالكون بعيدا ليخفف عن عباده الأضرار التى تقع عليهم من وجودها .. والأمطار الغزيرة تغسل النفوس والقلوب قبل ان تغسل أرجاء الدنيا من الاوبئة العالقة فى الجو المحيط بنا .. والماء الغزير يقتل الوباء المنتشر فى الجو .. وعلينا أن نشعر بمتعة وجمال اليقين فى الله سبحانه وتعالى وعظمة حكمته فى اختيار التوقيت المناسب لنا فى إرسال الرياح والأمطار لكى تزيح عنا أخطار الوباء والقضاء عليه .. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
مشاركة :