أكد الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر، بجامعة الزقازيق، اليوم الاثنين، أن صراع النفوذ الدائر بين قادة الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج في ليبيا، سيشعل خلافات واسعة بين هذه المليشيات، بشكل يهدد بتفجير الأوضاع أمنيا.وتابع العفيفي، في بيان له اليوم الاثنين، أن هذا الصراع يضع أرواح الآلاف من الأبرياء في مناطق نفوذ هذه الميليشيات، وتحت تهديد خطير.وأوضح أستاذ التاريخ المعاصر، أن تبادل الاتهامات المستمر بين قادة هذه الميليشيات، يكشف عن حالة الغليان التي تجتاح قواعد هذه الميليشيات، بحثا عن النفوذ والمكاسب قبل كل شيء.وألقى العفيفي الضوء، على تصريحات ناصر عمار، آمر ”قوة الإسناد” التابعة لما يسمى بعملية بركان الغضب الميليشياوية في طرابلس، التي شن فيها هجوما لاذعا ضد نظيره أسامة جويلي، آمر غرفة العمليات المشتركة للمنطقة الغربية، مشيرا إلى أن الأول وجه رسالة فاضحة للثاني، متهما إياه بالخيانة وتعمد خسارة المعارك، زاعما أنه يمتلك ما يمكنه من دعم المقاتلين، لكنه لا يفعل.وأضاف العفيفي أن هجوم عمار على جويلي، لم يكشف فقط عن حجم الصراعات الدائرة بينهم لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، وإنما ألقى الضوء أيضا على توغل فكر التخوين في صفوف المليشيات، لا سيما في ظل ادعاء آمر قوة الإسناد بأن خصمه لا تنقصه العُدة، أو العتاد، أو المقاتلين، لخوض المعركة ضد الجيش الوطني الليبي.وقال العفيفي: "القائد المليشياوي ناصر عمار، زعم أنه بإمكانه تحرير المنطقة الغربية بالكامل من قبضة الجيش الليبي، خلال 3 أسابيع فقط، إذا تم إعطاؤه غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية، التي يقودها أسامة جويلي، وهو ما يدل على أن عمار هذا لا يفكر سوى في بسط المزيد من النفوذ على الميليشيات غير الخاضعة له، والإطاحة بخصومه، متجاهلا أن الخسائر التي أوقعتها قوات الجيش الوطني الليبي، بالميليشيات التابعة للسراج، ترتبط بقوة وصلابة مقاتلي الشعب المسلح وأبناء القبائل الداعمين لها، وليس بسبب سوء إدارة الميليشيات لإمكاناتها العسكرية كما يدعي ناصر عمار". وتابع أن الصراع العنيف بين قادة مليشيات السراج، يؤكد أنها أوشكت على الانفجار والاقتتال الذي ينتهي بتمزقها وفنائها، لكنه يطرح أيضا سؤالا حول مدى أمانة هؤلاء الإرهابيين إذا تمكن أي منهم من رقاب الليبيين، هذا ما أتم به الدكتور فتحي العفيفي أستاذ التاريخ المعاصر تصريحه، مؤكدا أنه لا مفر من تحرير ليبيا من الإرهاب، لضمان عودة الاستقرار للمنطقة بأسرها.
مشاركة :