واصلت الأسهم المحلية والخليجية، مسيرة الهبوط الحادة، متأثرة بمخاوف تزايد تفشي فيروس «كورونا»، وتوقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي، وانهيار مؤشرات الأسواق العالمية، ما ساهم في مواصلة المحافظ الأجنبية في عمليات التسييل لتغطية مراكزها المالية المكشوفة عالمياً. واكتست شاشات التداول في الأسواق المالية الخليجية باللون الأحمر، مع زيادة موجات البيع التي قادتها المؤسسات والمحافظ الأجنبية، بعدما شهدت أسعار الأسهم المدرجة بقطاعات الطاقة والسفر والسياحة انخفاضات قوية. وساهمت عمليات تسييل شهدتها معظم الأسهم المدرجة في الضغط على مؤشرات الأسواق المالية المحلية، خلال جلسة أمس، متخلية عن مستويات دعم هامة، لتغلق مع نهاية الجلسة مكتسية باللون الأحمر، وذلك رغم وصول الأسعار لمستويات مغرية للشراء، حيث تراجعت معظم الأسهم المدرجة. وسجلت القيمة الإجمالية للتداولات، نحو 628.2 مليون درهم، بعدما تم التعامل مع 391 مليون سهم، من خلال تنفيذ 8889 صفقة، حيث تم التداول على أسهم 61 شركة مدرجة. وواصل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية، خلال الجلسة، مسيرته الهابطة بفعل زيادة وتيرة الضغوط البيعية، التي طالت عدداً من الأسهم البنكية والعقارية، بقيادة سهمي «أبوظبي الأول» و«اتصالات»، ليغلق منخفضاً بنسبة 7.83%، عند مستوى 3548 نقطة، بعدما تم التعامل على 118.8 مليون سهم، بقيمة بلغت 276.9 مليون درهم، من خلال تنفيذ 3457 صفقة، حيث تم التداول على أسهم 27 شركة مدرجة. كما تأثر مؤشر سوق دبي المالي، بسيطرة النزعة البيعية على معظم الأسهم الكبري، وفي مقدمتها سهما «الإمارات دبي الوطني» و«دبي الإسلامي»، متخلياً عن مستويات دعم مهمة، بانخفاض قدره 6.14% عند مستوى 1842 نقطة، بعدما تم التعامل على 272.2 مليون سهم، بقيمة بلغت 351.3 مليون درهم، من خلال تنفيذ 5432 صفقة، حيث تم التداول على أسهم 34 شركة مدرجة. وقال وليد الخطيب، مدير شركة «جلوبل» للأسهم والسندات: إن العوامل الخارجية أصبحت المتحكم الوحيد في مسيرة الأسواق المحلية والخليجية، مؤكداً أن المخاوف من تفشي فيروس كورونا وتباطؤ الاقتصاد العالمي أصبح المتحكم الرئيسي في زيادة وتيرة البيع الجماعي، التي تتعرض لها الأسواق المالية في الوقت الراهن. وأضاف، أن التراجعات الجماعية التي تشهدها مؤشرات الأسواق الخليجية، في الوقت الراهن جاءت نتيجة عمليات التسييل التي تجتاح أسواق الأسهم، والضغوط التي تتعرض لها معظم القطاعات الاقتصادية، ومنها أسواق النفط وقطاعات الطيران والسفر والسياحة، فضلاً عن الهبوط الجماعي الذي شهدتها معظم مؤشرات الأسواق المالية العالمية، والغياب التام لصناديق التوازن وصانعي الأسواق، فضلاً عن سيطرة حالة من الخوف والفزع على تعاملات المستثمرين من المؤسسات والمحافظ الأجنبية. وفي سوق أبوظبي، تصدر سهم «الدار العقارية» مقدمة الأسهم النشطة بالكمية والقيمة، بعدما تم التعامل على أكثر من 59.7 مليون سهم، بقيمة تداولات بلغت 88.8 مليون درهم، ليغلق على هبوط قوي عند سعر 1.45 درهم، خاسراً 16 فلساً عن الإغلاق السابق، فيما جاء سهم «أبوظبي الأول» في مقدمة الأسهم النشطة المؤثرة في تراجع المؤشر العام للسوق، مسجلاً مع نهاية الجلسة تداولات بنحو 75.6 مليون درهم، ليغلق على هبوط عند 9.45 درهم، خاسراً 1.05 درهم عن الإغلاق السابق.
مشاركة :