التنمّر الزوجي يهدّد استقرار العلاقات الأسرية

  • 3/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتقد البعض أن التنمر يحدث في المدارس وفي مكان العمل فحسب، إلا أن هذا السلوك السلبي يشهد انتشارا واسعا في وقتنا الحاضر، وقد تسلل إلى العلاقات الزوجية حيث يمارس الطرف القوي في العلاقة سلوكيات مبنية على الاستهزاء والسخرية من الشريك، متجاهلا مخلفاتها النفسية والعاطفية والأسرية المدمرة. لندن - يتعمد كثير من الأزواج إهانة شركاء حياتهم والسخرية منهم لأتفه الأسباب مما يتسبب لهم في أذى نفسي كبير. وتصنف هذه السلوكيات تحت مسمى التنمر الزوجي، ولا يختلف مفهومه عن التنمر العام إلا أنه يكون في الحياة الزوجية عبارة عن شكل من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل الزوج أو الزوجة تجاه الطرف الآخر، والذي عادةً ما يكون هو الحلقة الأضعف في العلاقة. وتتناقل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بين الحين والآخر نهايات مؤثرة لبعض العلاقات الزوجية بسبب تنمر أحد الشركاء على الطرف الآخر. ومن بين هذه الحوادث قتل رجل أميركي يدعى مانزاناريس كينيث لزوجته بسبب غضبه منها، لأنها كانت تسخر منه باستمرار حتى أمام أطفالهما، وأقر كينيث (42 عاما) أمام المحكمة بأنه مذنب في جريمة قتل زوجته بعد ضربها خلال رحلة عائلية في عام 2017 إلى ألاسكا، وكان كينيث قد اشتكى إلى ضباط الأمن على متن السفينة السياحية برينسيس، بأن زوجته لا تتوقف عن الضحك عليه والسخرية منه. واعترف أنه تشاجر مع زوجته كريستي في غرفتهما على متن السفينة، وطلبت الزوجة الطلاق خلال تلك الليلة، فما كان منه إلا أن لكمها على وجهها بقبضته، وراح الدم ينسال على وجهها، قبل أن يوجه لها ضربة ثانية قاتلة. ويعرف التنمر الزوجي الذي يعد من المفاهيم الحديثة في علم النفس بأنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل الطرف الأقوى في العلاقة الزوجية نحو الطرف الأضعف. وأوضح أخصائيو العلاقات الزوجية والأسرية أن التنمر الزوجي هو تعمد الزوج أو الزوجة إيقاع ضرر نفسي أو عاطفي أو جسدي بالطرف الآخر، دون أن يكون هناك سبب يدعو لذلك، لأنه إن كان هناك سبب يصبح الأمر عنفاً زوجياً وليس تنمراً. وتبرز مظاهره من خلال السيطرة المفرطة وعدم السماح للشريك بالتمتع بالحرية أو الاستقلال الذاتي وهو علامة من علامات الترهيب. وقال الخبراء إن النقد والانتقاد المستمرّين مثل “ألا يمكنك أن تفعل شيئًا صحيحًا؟”، “أنت مخطئ!” و”دعني أوضح لك كيفية القيام بذلك بشكل صحيح”، عبارات تجعل الشريك يشعر بالضيق وقد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة. وأكد المختصون أن سخرية أحد الطرفين من الآخر، واستغلال سلطته وقوته في فرض الرأي تعد من مظاهر التنمر، مشيرين إلى أن اكتشاف خيانة الشريك قد يكون سببا من أسباب التنمر لأن الشريك الخائن يكون في موقف ضعف نظرا إلى خوفه الدائم من افتضاح أمره، وتستغل الزوجة هذا الإحساس لتمارس التنمر لإظهار سلبيات الشريك الذي يكون عاجزا عن الدفاع عن نفسه. وأضافوا أن بعض الأزواج يتهكمون من شركاء حياتهم ويسخرون منهم إذا حاولوا مقاومة الهجمات اللفظية أو الجسدية التي يتعرضون إليها، سواء كانت توبيخًا أو وسيلة للتحكم في الطرف المقابل. المرأة المتنمرة تعاني من فراغ شديد، ومن عدم الثقة في النفس ورغبة في السيطرة لذلك تحتاج إلى تغافل الزوج في النقاشات كما تحتاج لدورات لتطوير الذات المرأة المتنمرة تعاني من فراغ شديد، ومن عدم الثقة في النفس ورغبة في السيطرة لذلك تحتاج إلى تغافل الزوج في النقاشات كما تحتاج لدورات لتطوير الذات ومن سلوكيات التنمر الشائعة بين الأزواج إطلاق تسميات غريبة وغالبا ما تكون سلبية على الطرف الآخر مثل “الأحمق”، “الوغد” أو ما هو أسوأ من ذلك، ولكن غالبا ما تتخذ شكل عبارات مهينة. وبالإضافة إلى توجيه الإهانة من خلال الألقاب، يمكن للمتنمر أن ينخرط في عبارات لفظية مسيئة للطرف الآخر ويتبنى سلوكيات عدوانية جسدية أو جنسية، وتكون هذه الهجمات العدوانية خطيرة وغالبًا ما تكون محفزات للشريك لطلب المساعدة أو لإنهاء العلاقة الزوجية، كما يعد الحديث السلبي مع الآخرين عن الشريك شكلا آخر من أشكال التنمر، حيث يتعمد الشريك المتنمر مشاركة أسرار الشريك مع الآخرين بطريقة سلبية. ونبه الخبراء إلى وجود العديد من الدوافع للتنمر حيث يخفي العديد من المتنمرين مشاعرهم الخاصة بعدم الثقة في النفس وانخفاض احترام الذات من خلال التقليل من شأن الآخرين. ويتسم الأزواج المتنمرون بالنرجسية وحب الذات وبعدم المبالاة بمشاعر الآخرين وبمدى تأثير سلوكهم عليهم، كما أن بعض المتنمرين قد يكونون ضحايا للتنمر، أو أنهم قد يتعرضون للتنمر في مكان العمل ويعودون إلى منازلهم بمشاعر السلبية فيحاولون توجيه الضغط الذي تعرضوا إليه إلى شركائهم. ويؤدي التنمر الزوجي إلى مشاكل متعددة تؤثر سلبا على الحياة الأسرية وتصيب الشخص المتنمر عليه باضطرابات نفسية وعاطفية مما يؤدي إلى الاكتئاب والانطوائية والقلق والشعور بالوحدة، وقد يصل الأمر إلى محاولة إيذاء النفس أو إيذاء الطرف الآخر. ويرى البعض أن التنمر في الحياة الزوجية قد يحدث كنوع من أنواع الحيل الدفاعية المبتكرة بقصد الدفاع عن النفس والخصوصية والتفرد، وسرعان ما يصبح سلوكا يثبت من خلاله الفرد أنه محق، وفي الوقت ذاته تصبح الحياة ذات نمط مخيف ومهددة بسبب عدم وجود الأمان والرغبة في الانتقام. وبينوا أن تبادل الحوار ووضع حدود وقيود لا يتعداها كلا الطرفين يولدان علاقة جيدة وعشرة تتسم بالتفاعل والانسجام. وعليه، لتكن الزوجة واعية ومثقفة ومتبنّية قيما تبني من خلالها شبكة علاقات متزنة داخل الأسرة وتكون نموذجا مثاليا لأولادها وأحفادها وبذلك لن يسمح بالتنمر في العلاقة بين الزوجين. وأضافوا أن المرأة المتنمرة تعاني غالبا من فراغ شديد، ومن عدم الثقة في النفس ورغبة في السيطرة لذلك تحتاج إلى تغافل الزوج في النقاشات والحوارات الحادة كما تحتاج لدورات لتطوير الذات أو البحث عمل يشعرها بكيانها. ونصح الخبراء بالحصول على المساعدة، وطلب النصحية من المختصين للحصول على نظام دعم، منبهين إلى أن الوقوف في وجه الشريك المتنمر قد يكون محفوفا بالمخاطر ويمكن أن يؤدي إلى زيادة في سلوك التنمر، ولكنه خطوة مهمة.

مشاركة :