الجماهيرية الكبيرة التي حظيت بها الرياضة نتيجة الانفتاح والاهتمام الإعلامي لاسيما على لعبة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم تسببت في إخراج منافسات هذه اللعبة كثيراً عن النص أو لنقل عن المربع الأخضر لتصبح حاضرة في مجالسنا ونوادينا الاجتماعية نقداً وتندراً حتى انتقل ذلك إلى شاشاتنا ما يستوجب ضرورة إعادة ضبط معطيات تشجيعنا ودعمنا لتلك الفرق الرياضية، والواضح أن الاهتمام بالمجال الرياضي في المملكة على مدى عقود كان محط أنظار القيادة فدعمت وخططت وأسهمت عبر مشروعات ضخمة التأسيس للإنجازات الرياضية بشكل عام، وقد حصل ذلك في لعبة كرة القدم دون باقي الألعاب والرياضات، إلا أننا في واقع أمرنا نعيش مرحلة تحولات رياضية تستوجب إعادة النظر في المشهد الرياضي بشكل كامل. بالأمس كان لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مهماً وذا مغزى، فلقاؤه بالمسؤولين عن الرياضة في المملكة فرصة لإبلاغهم حجم المسؤولية المنوطة بهم سواءً بالحرص على ضرورة تحقيق منجز يوازي الدعم المرصود لتطوير المرافق الرياضية أو إرساء واحترام قواعد التنافس الرياضي وضرورة أن تصبح إحدى أدوات التماسك الاجتماعي وليس العكس، وبدا ذلك مباشراً عندما قال -حفظه الله- "الشباب سفراء لبلدهم ومجتمعهم، وعليهم مسؤولية كبيرة، فالنشء يتابعهم ويتأثر بهم، وعليهم أن يكونوا قدوة حسنة لهم، ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم، والتنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد وبما يعزز الولاء والانتماء للوطن، فوطنكم محسود على نعم كثيرة حباه الله بها، ومنها التماسك والتلاحم في وجه كل من أراد به السوء". لقد أصبحت الرياضة اليوم واجهة لكثير من الدول شأنها في ذلك شأن أي منجز حضاري، ومن هنا يجب أن يدرك المجتمع الرياضي أن دوره مهم ودقيق وأن يعيّ بأن مسؤوليته منوطة بسمعة وواجهة البلد وأن عليه صون ذلك أقصى ما يستطيع ويقدر، وأن القيادة في نفس الوقت تتابع التطور الحاصل في المشهد الرياضي، ولن تسمح إلا بالإنجازات التي يجب أن توازي الدعم المقدم والسخيّ والذي يجب أن يقابله تخطيط وعمل وجهد من قبل الجهات المسؤولة وعلى رأسها رعاية الشباب.
مشاركة :