امنح عشاءك لعدوّك - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الذين يتابعون العادات الغذائية في قديم بلادنا سيلاحظون أن عادة تناول طعام العشاء عند الآباء كانت في الغالب بعد صلاة العصر. وأعتقد أن تلك العادة لا تفتقر إلى الحكمة، أو أنها ثقافة غذائية سليمة، واعية. ولا أعتقد أن الآباء كانوا يدركون الفائدة من وجوب خلو المعدة من الطعام عند النوم. علمت أن الفلبينيين لا يتناولون الوجبات بعد غياب الشمس، وقال أحدهم إنها أيضا فلسفة صحية موروثة، وبعضهم يعتبرها عادة مقدسة جاءتهم من حكمائهم القدماء. كان الآباء يخوفون الأطفال الذين يستلذون بأكل التمر في الليل، خصوصاً عند الموسم. وأهل الطب الحديث يقولون إنه رغم فائدة التمر الكبيرة، ووجود الألياف الغذائية والضرورية، إلا أن الحالي من الطعام يتعب المعدة إذا لم يتله مشي أو حركة جسمية. ثمة أمثال إنجليزية اطلعت عليها تقول ترجمتها ما نصّه: أكثر من الإفطار (وجبة الصباح)، وشارك مع صديق وجبة الغداء، وأعط العشاء لعدوّك. «نم خفيفا» تعبير آخر قاله الآباء، ولا تزال فائدته معروفة لتجنب السمنة المفرطة. ولاحظتُ أن الانجليز يتناولون ما يسمى بالحلى بعد الأكل SWEET بعد الغداء فقط. أو في وجبة خفيفة بعد الظهر، مع شاي الظهر، المعروف عند الانجليز بتعبير TEA TIME. شيء آخر كان الآباء يفعلونه بعد تناول وجبة العشاء بعد صلاة العصر، وهي المشي والخروج إلى المزارع القريبة للوضوء لصلاة المغرب، أعجب من وفرة «بوفيه» الحلويات في الأعراس. ليته كان تمراً بل هو خليط من مواد سكرية يعلم الله مقدار ما تعطي وما تمنح للجسم النائم من سعرات غير ضرورية. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :