واشنطن أ ف ب أثار إقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه لا يملك إستراتيجية كاملة لمحاربة تنظيم «داعش» موجة انتقادات شديدة في الداخل، لكن التاريخ أثبت أن كثيراً من أسلافه سبق أن تخبطوا في أزمات مماثلة. وفي بافاريا في جنوب ألمانيا، وعلى هامش قمة مجموعة السبع، أقر أوباما دون تردد «ليس لدينا حتى الآن إستراتيجية كاملة». وقد يكون يقصد بذلك الإشارة إلى «تدريب وتجهيز» القوات العراقية، علماً بأن عشرة أشهر مرت فعلياً على بدء غارات التحالف العسكري بقيادة أمريكية على مواقع وتسعة أشهر على اعتراف أوباما للمرة الأولى بعدم وجود إستراتيجية متماسكة. وفي هذا الوقت، كان تنظيم «داعش» يتقدم في سوريا والعراق وحتى ليبيا، لينشر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ويتساءل منتقدو أوباما: كيف لا يعلم حتى الآن ما يجدر به أن يفعل؟ واتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس الأمريكي بعدم التحرك لوقف المجزرة في حق مسيحيي الشرق. أما ريك بيري، أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية، فوصف ما يحصل بأنه «فشل في القيادة». وتابع «لو كنت القائد الأعلى للقوات المسلحة، لما تطلب مني الأمر تسعة أشهر للعمل مع القادة العسكريين لدينا لتطوير إستراتيجية كاملة لتدمير تنظيم «داعش» في العراق وسوريا وحماية المصالح الأمنية للأمريكيين وقيمهم». لكن مايكل بون، المدير السابق في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان لغرفة الأزمات في البيت الأبيض، القاعة الآمنة في الطابق السفلي لمقر الرئاسة الأمريكية حيث تعقد الاجتماعات الأمنية الأكثر حساسية، ليس من أصحاب هذا الرأي. بون، المسؤول السابق في الاستخبارات البحرية، درس بشكل مفصل 17 نموذجاً لعمليات اتخاذ قرارات رئاسية من إدارة هنري ترومان إلى إدارة باراك أوباما ونشر ما توصل إليه في كتاب بعنوان «رؤساء في الأزمات». ويرى أن كل رئيس يدخل البيت الأبيض راغباً في اتخاذ قرارات صارمة وجريئة يصطدم بالواقع ويضطر إلى العمل بشكل تصاعدي. من العراق إلى سوريا وأوكرانيا، يطالب منتقدو أوباما بتعزيز البرامج الحالية لتسليح وتدريب الحلفاء بدلاً من إرسال عشرات آلاف القوات إلى أرض المعركة. وهذا ما تبحثه إدارة أوباما فعلياً، وفق مسؤولين في وزارة الدفاع يدرسون إمكان إرسال مئات من الجنود إلى العراق للتدريب.
مشاركة :