«فورين بوليسي»: دعم أردوغان للسراج يفاقم الصراع في ليبيا

  • 3/20/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حملّت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية المرموقة، تركيا مسؤولية تفاقم الصراع الدموي الدائر في ليبيا، مُحذرةً من أنه سيتصاعد بشكل أكبر خلال الشهور المقبلة، بفعل مواصلة النظام الحاكم في أنقرة، تقديم دعم عسكري ولوجيستي مباشر لحكومة فايز السراج، المحتمية بالميليشيات الإرهابية المتحصنة في العاصمة طرابلس. ورجحت المجلة، أن تشتد وتيرة المعارك بين الفرقاء الليبيين في المرحلة المقبلة، في ظل «عدم اكتراث أيٍ من الأطراف المعنية (في إشارة إلى تركيا) بالتوصل إلى تسوية سلمية، ما يعني أن المواجهات قد توقع المزيد من القتلى وبأعداد كبيرة، خلال الشهور المتبقية من العام الجاري». وفي تقرير، حمل عنوان «الحرب الأهلية الليبية على شفا الدخول في مرحلة أشد سوءاً»، قالت «فورين بوليسي»: إن «التطورات الميدانية التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، تشير إلى أن القتال في ليبيا غالباً ما سيصبح أكثر ضراوة من أي وقت مضى». وألمحت إلى أن التدهور المطرد في الأوضاع على الساحة الليبية، يعود بشكل كبير إلى اللا مبالاة الغربية، حيال تدخل نظام أردوغان على نحو متزايد في الشأن الليبي، بجانب شيوع إحساس بعدم وجود عواقب لمثل هذه التدخلات. لكن التقرير، استبعد أن تتمكن حكومة السراج والمسلحون المتطرفون الموالون لها، من إحراز النصر في الحرب الحالية، رغم الدعم التركي الذي تحصل عليه هذه الحكومة بشكل متزايد منذ نحو عام، والذي تسارعت وتيرته مع الاتفاقيتين المثيرتين للجدل اللتين وقعتهما مع أنقرة في نوفمبر، وتتعلق أولاهما بما وُصِف بـ «التعاون الأمني» بين الجانبين، بينما منحت الأخرى النظام التركي، حقوقاً غير مشروعة للتنقيب عن الغاز والنفط في مناطق بحرية خاضعة أصلاً للسيادة الليبية. وكشف التقرير النقاب عن أن نظام أردوغان، أرسل إلى حكومة السراج في الفترة التالية لذلك «وتحديداً خلال شهري يناير وفبراير الماضيين وحدهما، ما يصل إلى 11 ألف طن من المعدات والذخيرة، على متن ما لا يقل عن ثلاث سفن شحن كبيرة»، توجهت إلى الموانئ التي لا تزال حكومة السراج تسيطر عليها. ويُضاف إلى ذلك - بحسب «فورين بوليسي» - نشر تركيا «بضع مئات من عسكرييها على التراب الليبي، لتولي عمليات تدريب مسلحي حكومة السراج على القتال في المناطق الحضرية، والتكتيكات الخاصة بمواجهة المركبات المدرعة.. فضلاً عن نشرها منظومات للدفاع الجوي، يتمركز جانب منها في قاعدة جوية بمدينة مصراتة، الواقعة إلى الغرب من مدينة سرت»، التي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني الليبي، منذ مطلع العام الحالي. كما يعكف النظام التركي «على تحديث أسطوله من الطائرات المسيرة المقاتلة، التي ينشرها في مناطق مختلفة من شمال غربي ليبيا، جنباً إلى جنب مع عشرات الضباط الأتراك، الذين نسقوا شن 250 ضربة جوية» لصالح حكومة السراج، في محاولة تبدو يائسة لإنقاذها من السقوط، في ظل مواصلة القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر حملتها الرامية لدخول طرابلس. وحذّرت المجلة الأميركية، من أن الدعم العسكري التركي لحكومة فايز السراج، لم يمنع من حدوث «تصدعات في أوساط هذه الحكومة»، التي تنحسر بصورة متسارعة سيطرتها على المناطق الاستراتيجية في ليبيا.

مشاركة :