نافذة على الصحافة العالمية: محاربة كورونا بالأناقة

  • 3/21/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تناولت صحيفة«الجارديان» البريطانية، سبعة أيام غيرت العالم..وكيف استيقظ العالم على حقيقة جديدة.. ونشرت الصحيفة تقفريرا جاء فيه: إن الوباء أحدث انقلابا تاما في الحياة في الصين، وتكاد الحياة تكون متوقفة في إيطاليا وإيران منذ نحو شهر، لكن الأمر بدا مباغتا عندما بدا كما لو أن الدول شيدت جدرانا حول ذاتها وأصبحت دولا بأكملها في الحجر الصحي، وبعد شهر من نقاش الحكومات حول كيفية التعامل مع كورونا، جاءت القيود متسارعة الواحدة تلو الأخرى. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «إننا في حالة حرب»،لكن مع عدم وجود أسلحة كافية لمحاربة الفيروس، وعدم وجود أسرة مستشفيات تكفي، وقرر العالم الانسحاب بصورة تكتيكية، فإسبانيا بعدد سكانها البالغ 47 مليون شخص مغلقة منذ صباح الأحد الماضي، وبلغ عدد الذين توفوا جراء إصابتهم بالفيروس فيها إلى 288 شخصا. وأغلقت ألمانيا حدودها مع فرنسا، وسويسرا والنمسا، التي حذر مستشارها سباستيان كورتز من أن الأسابيع المقبلة ستكون «صعبة ومؤلمة».. وفي لاس فيجاس أتم روكي جيديك، وهو طبيب طوارئ، وردية عمله السادسة على التوالي دون توقف، وشهد أحدث دوام عمل له مريضا مصابا بمضاعفات في الجهاز التنفسي جراء إصابته بفيروس كورنا..وتقول الصحيفة إنه بين عشية وضحاها استيقظنا على حقيقة عالمية جديدة خلقها فيروس كورونا.   محاربة «كورونا» بالأناقة ونشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، تقريرا بعنوان «الفرنسيات اللاتي يعملن من المنزل منقسمات بشأن ما يجب ارتدائه».. ويقول التقرير: إن الملابس أنيقة وعلى أحدث صيحة، والمكياج منمق، والشعر مصفف بعناية، هذه هي صورة النساء في باريس وغيرها من المدن الفرنسية، لكن الآن، بعد اضطرار الكثيرين والكثيرات للعمل من منازلهم بسبب تفشي كورونا، يتساءل الفرنسيون عن الملابس التي يجب ارتدائها للعمل..وترى بعض النساء أن العمل من المنزل يعطي المرأة الفرصة للتخلص من قيود الملابس الرسمية والحلل والسترات وفرصة لارتداء ملابس فضفاضة مريحة..بينما ترى نساء أخريات أن ارتداء ملابس أنيقة يعطي الكثيرات الشجاعة ويمنح النساء إحساسا بالتغلب على الفيروس عبر التزين وارتداء أفضل ما لديهن من ثياب.بديلا عن حرب كبرى وتحت عنوان «تصحيح عالمي»، نشرت صحيفة «روسيسكايا جازيتا» الروسية، مقالا عن أسباب الحالة التي يعانيها العالم، اليوم، وهي أقرب إلى حرب كبرى، فهل تكون بديلا عن الحرب؟ وجاء في المقال: قطع العالم أنفاسه. قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، كان من المستحيل تخيل أن تُغلق البلدان كليا. فتوقف وسائل النقل العام، وإغلاق قاعات السينما والمسارح، وخلو المدارس والجامعات من الطلاب، والقيود الصارمة على الحركة، والرقابة الكاملة.. أشياء كانت ترتبط فقط بالحرب فيما سبق. إن شدة ردة الفعل ملفتة للنظر وتبدو غير متناسبة مع درجة الخطر..لم يكن الفيروس ليصبح محفزا قويا لو لم تتراكم، في النظام العالمي، اختلالات داخلية خطيرة للغاية، كانت عمليا على وشك الانفجار. والاختلالات، معقدة، وتمس أسس عمل الآلية الدولية برمتها. العالم المُعولَم الذي اعتدنا عليه، بدأ في التبلور قبل حوالي أربعين سنة، عندما حدث تحول نحو الليبرالية الجديدة في الدول الغربية الرائدة، ومع أن أزمة العام 2008 المالية نبهت كثيرين، إلا أنها لم تقد إلى تغيير في النهج الأساسي. إلى ذلك، فالعالم بدأ يتغير بالتحديد في الاتجاه الذي دعا إليه «الشعبويون». بدأ يُنظر إلى السيادة، بحكم الأمر الواقع، بوصفها حلا أكثر فعالية وأمانا من التعاون والترابط. وبالنظر إلى ما يحدث، يرى أن التراجع عن العولمة عملية لم تعد شاذة، بل طبيعية ومقبولة عالميا..ومن غير المجدي تخمين ما سيؤول إليه العالم الذي سيبدأ بالتعافي والخروج من الحجر الصحي والمحظورات، لأنه سيتشكل تحت تأثير اتجاهات متعاكسة. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون المقارنات العسكرية مسوغة في مسألة واحدة، وهي أن «الهجوم المثالي» الحالي يشكل بديلا عن حرب كبرى. وهي، في شكلها التقليدي، قليلة الاحتمال للغاية، ولكن هناك حاجة إلى طريقة ما لحل التناقضات المتراكمة. وبعد ذلك سيتغير كل شيء.   أهكذا يكون الحجر الصحي؟ وأشارت صحيفة «لي زيكو» الفرنسية، إلى قطاع استفاد من المرض هو صناعة ألعاب الفيديو التي أعطاها الحجر الصحي دعما كبيرا..ودعت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسيين لتحمل مسؤولياتهم والبقاء في منازلهم وتصدر الغلاف عنوان ساخر: «أهكذا يكون الحجر الصحي؟»، على خلفية صورة للمشاة الذين احتلوا الطرقات غير آبيهن بخطر العدوى.. بينما اعتبرت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، في افتتاحيتها، أن «الوفرة التي ننعم بها، جعلتنا ننسى أن العالم، كالطاقات التي في متناول يدنا، محدود، و في الأمر حافزا للتخلي عن الاحتياجات التي تخدّرنا لقاء الانفتاح على كامل الفرص التي تمنحها الحياة».الدول الغنية لا يمكنها الفوز في الحرب على «كورونا» بمفردها ونشرت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، مقالا بعنوان «الدول الغنية لا يمكنها الفوز في الحرب بمفردها»ن وجاء في المقال: إن الساسة في كل مكان في العالم يدركون الآن أنه لا توجد دولة معصومة من فيروس كورونا. إن الدول الصناعية، بعجزها الكبير في الموازنة والمصاعب المالية التي تواجهها بعد الأزمة المالية العالمية، لم تبدأ حربها مع كورونا من موقع قوة، وعلى الرغم من ذلك فإن الأجهزة الإدارية القوية لتلك الدول وثرائها الكبير سيسمح لهم باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجه الفيروس.. إن على الدول الغنية أن تضع في عين الاعتبار البلدان التي لا تملك الإمكانيات اللازمة لمكافحة الفيروس. فإيران وإيطاليا واسبانيا لم تتحرك بسرعة أو قوة كافية منذ البداية والآن أصبح نظامها الطبي غير قادر على مواجهة الفيروس، وعندما تلقي الكثير من الدول نظرة فاحصة على إمكانياتها، ستجد أنها ليس لديها الكثير من الموارد التي يمكن تخصيصها لمواجهة الفيروس..إن الفيروس لم يختبر حتى الآن قوة دول نامية ذات عدد سكان كبير مثل نيجيريا وبنغلاديش. ويضيف المقال: نظرا لأنها حرب يخوضها العالم بأسره، يجب علينا أن ننظم إنتاج الأسلحة الأساسية اللازمة لمواجهته، مثل أدوات الفحص، والكيماويات اللازمة للتطهير، والأقنعة والملابس الواقية وأجهزة التنفس الصناعي في شتى بقاع العالم. وعلى منظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات الدولية، العمل مع المؤسسات الصحية المحلية لمعرفة الأدوات الطبية الضرورية لشن حرب ناجحة على الفيروس.

مشاركة :