ما زال الإنسان بحاجة إلى الاستفادة من عمره المتبقي بأن يحرص على المحافظة على نفسه دينيا وبدنيا (رياضيا) وخلقيا، حتى يجد لذة الحياة الحقيقية، وبقدر ما يبتلى العبد في الدنيا ما دام محافظاً على واجباته الدينية بقدر ما يكون المرض تطهيراً له في حياته، ومع ذلك فإن الإنسان مأمور بالاستشفاء وبالحرص على ما يُجنِّبه خطر الإصابة من الأمراض، ولذلك فإنني من خلال القراءة في بعض الأبحاث الطبية المنشورة التي تحث على ممارسة الرياضة أنقل بعضاً منها في مقالي اليوم، وهذه الأبحاث توضح مكانة الرياضة ودورها في المحافظة على النشاط البدني للإنسان، بل إن بعض هذه الأبحاث أثبتت أهمية النشاط البدني الحركي للوقاية من أمراض القلب والشرايين، حيث يحتفظ القلب بكفاءة عالية في عضلته، ويبقى الشريان التاجي بعيدًا ما أمكن من التصلُّب والجلطة بسبب انخفاض نسبة الكولسترول، وتحث هذه الأبحاث على أهمية ممارسة الرياضة، ولا تمانع من استخدام جميع وسائل الراحة الحديثة، لكن يجب ممارسة الرياضة الدائمة خارج أوقات العمل، للاحتفاظ بالقوة والنشاط في جميع الأجهزة: العضلات، القلب، والراحة الفكرية والنفسية، وتبين بعض هذه الأبحاث الطبية ضرورة ممارسة الرياضة للمدخنين، لما للتدخين من أثر في حدوث أمراض القلب والرئة، وخفض نسبة كفاءة الجسم بإنقاص الأوكسجين الوارد وتضييق الشرايين بسبب مادة النيكوتين، ومساعدته في تكوين الجلطات بتأثيره على تمثيل المواد الدهنية وصفائح الدم، إضافة إلى نوع الطعام الذي يفضل أن يكون مقاربًا ما أمكن للمأكولات الطبيعية الطازجة، كالفواكه والخضراوات التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن المقوية للعضلات، وأن نستعيض عن المأكولات الدهنية والنشويات التي يمثلها أكثر المعجنات والحلويات الحديثة. إن مثل هذه الأبحاث نحن بحاجة للاستفادة منها إذا أردنا أن نحافظ على صحتنا، مع أننا نحن السعوديين اعتدنا على حب الراحة والحرص على الوجبات الدسمة، وهي ما تمثل خطراً على حياتنا الصحية، مع أننا نسمع نصائح الأطباء لنا بضرورة الرياضة والبعد عن التدخين للمدخنين، لكن مع هذا لا يعطي كل من يعنيه الأمر الأهمية لهذه التوجيهات والنصائح، فلابد أن نحرص على إفادة أنفسنا، والوقاية خير من العلاج، ومع كل هذا، فإن على كل مسلم مع هذا الاهتمام الصحي أن يكون مستعداً للموت لأنه يأتي دون سابق موعد، متى ما حان الأجل، وهو ما ينبغي أن نضعه نصب أعيننا في كل وقت وحين، ويمكن بعض قراء المقال أن يقول: ماذا دهى الكاتب يتكلم عن أهمية الاهتمام بالصحة وضرورة ممارسة الرياضة، ثم يتحدث عن الموت، وأقول: إن الحياة والموت متلازمان، والتذكير بالموت ضروري حتى لا ننساه ونعيش حياة طول الأمل التي لا تنتهي، يقول سبحانه وتعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، فالحكمة من الموت والحياة متلازمان في هذه الآية من الابتلاء من الله للعبد والاختبار في الحياة.
مشاركة :