الحياء وحاجة بعض شبابنا الرياضي إليه | سعد بن جمهور السهيمي

  • 4/29/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

استوقفني أحد الأصدقاء الإعلاميين الرياضيين قبل أيام، ودار بيني وبينه نقاش فقال: لماذا لا تُخصِّص شيئاً من مقالاتك لمناقشة بعض الظواهر الشبابية التي أصبحت تسود حياة بعض الشباب، وفيها من خدش الحياء الكثير، فقلت: ماذا تعني يا صديقي؟! قال: ظاهرة لبس السراويل القصيرة والذهاب بها إلى الأماكن العامة وفي الأسواق بشكلٍ تزايد عن ذي قبل، إضافة إلى ممارسات أخرى يحتاج شبابنا فيها أن يكون الحياء سائداً في حياتهم، وقال أيضا: لا أبالغ إذا قلت: إن بعضهم يحضر بها إلى المناسبات الاجتماعية، وفعلاً ما قاله هذا الصديق مشاهد، وتجد بعض الشباب يتفنَّن فيه بموضات مختلفة، مع أن ديننا الحنيف حثّ على الحياء، ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛ فقد أمر الشرع بالتخلُّق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان، ففي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان». وفي الحديث أيضًا: «الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر»، والسر في كون الحياء من الإيمان: أن كلاًّ منهما داعٍ إلى الخير مقرب منه، صارف عن الشر مبعدٌ عنه، وصدق القائل: وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني وبين ركوبها إلا الحياءُ!! فإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه فقدان الحياء، قال صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت». وفي هذا المعنى يقول الشاعر: إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي ولم تستحِ فاصنع ما تشاءُ يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاءُ فمن استحيا من الناس، ولم يستحِ من نفسه، فنفسه ليست لها قدرها عنده، فعلى كل من يُفرِّط في خُلق الحياء في الملبس وفي التعامل مع الناس وفي عدم التلفظ بالألفاظ النابية ضد من يُخالفونك الميول، أن يُراجع نفسه ويعود للاطلاع على سنّة نبيه التي حثّه فيها على الحياء والتمسك به، وليعلم أن كل صغيرة وكبيرة مُسجَّلة عليه يوم القيامة.. يقول الله تعالى: (وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) سورة الكهف. نسأل الله أن يُصلح شباب وشابات المسلمين، ويُوفِّقنا وإيَّاهم لما يُحب ويَرضى.. إنه جواد كريم.

مشاركة :