إبراهيم رضوان يكتب: أمي .. طعنة نجلاء

  • 3/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

- أعترف أن مصائبي كثيرة ، واختبارات القدر لي كبيرة بحجم الجبل ، وفي جميعها حصلت على صفر ، ففي العام 1992 ، وذات مساء مات أبي بين يدي وللأسف دفنه الجيران ولم امش في جنازته ، وبعد إسبوع ماتت امامي أختي العشرينية " زكية " حزنا وكمدا ، وكل ما فعلته أني أشتريت لها كفنا ولم أمش في جنازتها أيضا لأني كنت مكسور القدم ، ودفنها نفس الجيران ، ومرت السنين والأيام ونسيتهما  ، وفي العام 2006 ماتت أمي ، ولم أمش في جنازتها أيضا ، ولم أودعها ، فقد كنت في الغربة آنذاك ، جاءني هاتف من أخي الكبير " نبيل " أمك الله يرحمها ، لم أصدق ، مسحت دموعي بكمي وواصلت العمل ، كنت صحفيا في جريدة اليوم السعودية مسئول الصفحة الأخيرة ، حاولت التماسك ، لم أستطع ، بكيت بحرقة ، لم أجد صدرا أبكي عليه ، لم أتمكن من السفر ، عرفت فيما بعد أنها طلبت رؤيتي قبل أن تسلم الروح  ، مرت الأيام والسنين ومازال جرح أمي نازفا ، طعنة نجلاء في صدري وفي قلبي ، وفي كل عيد أم أتذكرها ، لم تطلب مني شيئا أبدا ، ولم أهديها شيئا أبدا ، وكأنها كانت شيئا عاديا في البيت ، كل صباح نجدها ، كل مساء نجدها ، كل وقت هي تحت أقدامنا تلبي وتجيب بلا ضجيج  ، آه يا أمي ، لم أعرف قدرك إلا بعد موتك ، كنت أسمعك تناجين الله مع كل صلاة ، لا أتذكر إنك ارتحت يوما ، ربما جاء الموت راحة لك  ، أتذكر وجهك الوضاء ، إبتسامتك الدائمة حتى وأنت تتألمين ، كم كانت أمانيك بسيطة ، وقليلة ، وكم كانت نفسك راضية ، موتك وانا بعيد عنك سيظل طعنة في قلبي حتى القاك ..- أخيرا استجاب محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف وأزال سوق الجمعة والحمام بغرب الإسكندرية ، هذا السوق الذي كان يقام كل يوم جمعه ، تحول الي بؤرة تلوث ، وأصبح سبة في جبين المدينة ومسئوليها ، وقلت هذا الكلام لمحافظين سابقين للمحافظ الحالي ولكن للأسف لم يكونا على نفس المستوى من المسئولية ، فالسوق تحول الي ما يسمى بـ " بالصين الشعبية " حيث تتعطل المواصلات العامة ، وسيارات الإسعاف تفشل في إختراق جموع المتسوقين القادمين لشراء الحمام والكلاب والثعابين والقرود وغيرها من الحيوانات ، كل ما نطلبه من المحافظ أن يكون هذا المنع دائما وليس فقط بسبب الوضع الصحي لفيروس "كورونا" ، وعلى كل حال نشكر "كورونا" كل الشكر لأنها عجلت بإنهاء هذا الموقع البشع بغير رجعة ..- ما يحدث في مدرسة كلية النصر للبنات EGC  لا يرضي أحد ، الخلاف وقع بين مجلس الإدارة والمديرة  السيدة سحر زيدان ، وتم عزلها من منصبها ، بسبب تهم وجهها المجلس لها ، هي ترفضها جملة وتفصيلا ، صحيح أن الأمر برمته بين يدي نيابة الأموال العامة ، ولكن الخاسر الأكبر هي المدرسة والعملية التعليمية ، إنقذوا ذلك الصرح التعليمي الكبير في مدينة الإسكندرية حيث أنشئت المدرسة في العام 1935 ، وكان من أهم خريجاتها الملك صوفيا ملكة إسبانيا الحالية ، المجلس يتهم المديرة بقبول طالبات دون السن القانونية ، وإخفاء خطاب من الضرائب الأمر الذي تسبب في إهدار أموال عامة ، إضافة الي جملة أخرى من الاتهامات ، السيدة سحر زيدان بدورها تنفي هذا الأمر ، وتدعي أنها تعرضت لمكيدة من مجلس الإدارة ، ليت الأمور تستقر في المدرسة العريقة ، وستكشف لنا الأيام ما يدور ،  فتحت الرماد وميض نار يوشك أن يضطرم ..- الدكتور محمد علي البدوي، أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية ، رجل رقيق القلب ، مهذب الخلق ، متواضع النفس ، اقتربت منه عدة مرات فوجدته إنسانا يمشي على قدمين ، عف اللسان ، غزير العلم ، يضحك كالطفل ، لا يحمل غلا ولا حسدا لأحد ، دوما أقبل رأسه محبة وامتنانا ، ما أحوجنا إلى هذه النماذج في جامعاتنا ليكونوا قدوة للشباب في زمن "شاكوش".

مشاركة :