لا أكتب عن المحافظ ـ فقد وعدته بألا أكتب عنه ـ فهو لا يعرفني ولا أعرفه ولا أرغب ، الموضوع أكبر من هذا بكثير ، أكتب عن المحافظة ، عن المدينة ، عن الإسكندرية التي كانت ثم أصبحت ..عندما قدم المخرج الكبير يوسف شاهين فيلمه الرائع والمعقد ـ إسكندرية كمان وكمان ـ كان يقصد أن نكون أكثر صراحة ووضوحا وجرأة مع انفسنا في طرح المشاكل حتى نصل الي الحلول ..شاء القدر أن أحضر عزاء في منطقة العجمي بغرب الإسكندرية ، وكان يوما عسيرا ، فضلا عن الطريق المكسر الملئ بحفر من أزمنة العصور الوسطى ، الي طبقة أسفلتية في حاجة الي إعادة تأهيل ، الي شوارع خطرة تسير فيها جميع أنواع السيارات والمركبات بلا رابط ولا ضابط ولا حتى عسكري نفر ، ومما زاد الطين بلة ، والقش ولعة ، مياة المجاري الآسنة التي تنضح بها الشوارع الجانبية ..أنا لست حزينا على سيارتي التي - تلخلخت عفشتها - خاصة وان السيد المحافظ عبد العزيز قنصوة كان حاضرا في مجلس العزاء ، حيث قلت لنفسي أكيد سيشعر بكل ما قلته أنفا وهو داخل سيارته المرسيدس السوداء ، وسيشعر بالأسى والحزن لما وصل اليه غرب المدينة التي هو مسئول عنها ، واكيد سيضع خطة عاجلة وحلولا ناجعة ..ولكن ياسادة إكتشفت أن الموضوع أكبر من المحافظ ، الإسكندرية في حاجة الي خطة إنقاذ عاجلة ، الإسكندرية في حاجة الي توجيهات الرئيس بإعادتها واجهة ومركزا حضاريا في بلادنا ، الإسكندرية في حاجة الي إهتمام رئاسي ..لقد أصبحت الأسكندرية مدينة مريضة ، عجوز شمطاء تنتظر رصاصة الرحمة ، ليست كما يدعي البعض بلد الثقافة والمكتبة والبحر والصيف ، صحيح ان بها المكتبة ولكنه مبنى بلا معنى ، صحيح أن بها البحر ولكن لا يراه أحد ، أصبحت مدينة العشوائيات والمباني المتهاوية التي تسقط بمرور الرياح ، وتغرق شوارعها برشة مطر ، وأيضا بلد الفساد في الأحياء ..لقد وعد المحافظ قنصوة بمؤتمر كبير بعد 3 أشهر على ولايته ليوضح ما تم إنجازه ، ولكن هل تم إنجاز شئ ؟؟ ، ليته يبدأ بمشروع كبير ، أكبر من مجرد المشاركة في ماراثون للجري ، او الدعوة لجمع القمامة بحي من الاحياء ، ليته يستلهم إنجاز المحافظ المحبوب عبد السلام المحجوب منذ سنوات طويلة ـ وليس هناك عيب في ذلك ـ عندما جمع كل أصحاب المال والأعمال وطلب مساعدتهم ، ليته يجلس مع كل من إستفاد من هذا الوطن ولم يقدم سوى الكلام ويطلب منه الدعم والمساندة ..الإسكندرية في حاجة الي خطة إنقاذ عاجلة أكبر من المحافظ ومن حوله .. اللهم قد بلغت اللهم فإشهد ..
مشاركة :