تأخر الإنجاب.. مشكلات متعددة وعلاجات مؤكدة

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجستتعدد الأسباب لتأخر الحمل عند الزوجين، وتبدأ رحلة البحث عن أسباب عدم الإنجاب بعد مرور عام على الأكثر من الزواج، في حالة أن الرجل والمرأة بصحة جيدة، بزيارة الطبيب الخاص بهما لتحديد الفحوص الطبية اللازمة في الوقت المناسب، لاكتشاف الأسباب التي تمنع حدوث الحمل، والتي يوجد منها عوامل جينية أو مناعية، ويؤكد خبراء الخصوبة على أن هناك طرقاً عدة لعلاج مشكلات ضعف الخصوبة والعقم، وهذا سنتعرف إليه خلال السطور القادمة. يوضح الدكتور هومان فاطمي اختصاصي الطب التناسلي والجراحة التناسلية، أن أحدث الإحصائيات تشير إلى أن عائلة واحدة من كل ست عائلات تعاني مشكلات تتعلق بالخصوبة وتعاني مشكلات في الإنجاب، وهناك العديد من الأسباب لحالات العقم عند الرجال والنساء ومن أكثر أسباب العقم شيوعاً عند النساء الضعف في عملية الإباضة، وانسداد قناة فالوب، وتقدم العمر والمشكلات في بطانة الرحم، في الوقت الذي يعتبر فيه ضعف النطاف هو أكثر أسباب العقم شيوعاً عند الرجال، وتشهد المنطقة ارتفاعاً في معدلات ضعف الخصوبة أو العقم وهذا يعود لثلاثة أسباب رئيسية همي: نقص فيتامين (D)، زيادة الوزن والسمنة المفرطة، وزواج الأقارب، حيث إن هذه العوامل الثلاثة تعتبر من المؤثرات الرئيسية في الخصوبة، وتملك منطقة الشرق الأوسط واحداً من أعلى المعدلات العالمية في كل من هذه العناصر الثلاثة. التشخيص السليميذكر د. فاطمي أن الخطوة الأولى في علاج جميع حالات العقم تبدأ من التشخيص السليم للحالة ومعرفة مسبباتها وأبعادها، وبمجرد معرفة أسباب حالة العقم ودراستها بشكل جيد، تكون الخطوة التالية بوضع برنامج علاجي مخصص للمريض أو المريضة، لأن كل مريض يشكل حالة منفصلة ولا يمكن تعميم العلاجات على جميع المرضى. علاج حالات العقم يبدأ بمواجهة الأسباب وتلافيها في البداية إن أمكن، ومن ثم تكون هناك دورات علاجية للمريض سواء كان ذكراً أو أنثى، وفي حالة الضرورة فإن تقنية التلقيح الصناعي تساعد بنسبة كبيرة على علاج حالات العقم في حال تعذر حدوث الحمل بشكل طبيعي.ويضيف: تعتبر عملية الإخصاب أو التلقيح الصناعي، أحد أبرز علاجات العقم عند الرجال والنساء على حد سواء، وتتم عن طريق تخصيب البويضات بواسطة الحيوانات المنوية خارج الرحم، بسحب البويضة خارج المبيض، ووضعها في أنبوب خاص لتقوم الحيوانات المنوية بعملية التلقيح، ومن ثم تتم إعادة زرع الجنين في رحم الأم، وتوجد العديد من التقنيات المختلفة لإجراء عملية التلقيح ومتابعة الجنين، وإعادة زرعه في الرحم، حيث يتم استخدام الطريقة المناسبة لكل حالة، ومن التقنيات الحديثة:- الحقن المجهري (ICSI)، إنضاج البويضة خارج الجسم (IVM)، زراعة الكيسة الأريمية، ترجيع الأجنّة، التلقيح داخل الرحم، ثقب جدار الجنين بالليزر، عمليات تحفيز المبيض عند النساء، وتقوية النطاف عند الرجال.ويستكمل: يتم اللجوء للإخصاب الصناعي بعد التأكد من عدم نجاح جميع الوسائل والعلاجات الأخرى بالمساعدة في حدوث حمل طبيعي، بالإضافة إلى ذلك فإن أحد أهم الأسباب للجوء للإخصاب الصناعي هو تجنب حدوث الأمراض الوراثية أو خلل في الكروموسومات عند الأطفال، وذلك إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما حاملاً لأمراض وراثية، أما بالنسبة لأخطار العملية، فإن التشخيص السليم، وبشكل عام إن عملية الإخصاب الصناعي عملية آمنة، ولكن تبقى أكبر التعقيدات التي يمكن أن تحدث، هي احتمالية حدوث الحمل بتوأم أو أكثر من ذلك، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة الحمل ويرفع من احتمال حدوث الإجهاض، ولكننا نستخدم حالياً العديد من التقنيات لتلافي الحمل المتعدد، وتبقى النتائج المتوقعة لعملية الإخصاب الصناعي هي حدوث حمل ناجح لدى الأم، وإنجاب طفل صحيح لا يعاني أي أمراض أو تشوهات وراثية.عوامل عديدةعن العوامل التي تأثر في الخصوبة، يقول الدكتور محمد مازن داية، مختص الإخصاب وأطفال الأنابيب ومعالجة العقم، إن هناك عوامل عديدة تؤثر في خصوبة الزوجين أهمها: • أسباب غير مباشرة، وهي أسلوب الحياة، عدم ممارسة الرياضة، التغذية غير الصحية، التدخين بما في ذلك الشيشة، والبدانة.• أسباب مباشرة، وهي التقدم في العمر، والذي يأثر بشكل مباشر في جودة ومخزون البويضات عند المرأة.ويستكمل: ينصح دائماً بمراجعة مختص إخصاب في حال عدم حصول الحمل وذلك بعد مرور سنة كاملة على حياة زوجية منتظمة لزوجة لديها طمث منتظم، أما في حال من تعاني اضطرابات الحيض، هنا يفضل زيارة الطبيب فوراً لتهيئة الظروف الملائمة للحمل الطبيعي.ضعف الخصوبة والعقمويفيد د. مازن بأن مصطلح العقم أو عدم إمكانية حدوث الحمل إطلاقاً، أصبح من الحالات النادرة، وينحصر فقط في حالة عدم إمكانية استخراج النطاف من الرجل، أو غياب النطاف المطلق، وغياب البويضات عند المرأة وذلك بسبب العمر أو قصور المبايض الباكر غير معروف السبب، والجدير بالذكر أن ضعف الخصوبة يصيب الزوجين، وعند الرجل فهو قلة عدد النطاف أو حركتها وأشكالها الطبيعية، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى ضعفها عند المرأة، وعدم إمكانية حدوث الحمل، وأهمها التقدم في العمر، ووجود أمراض نسائية مثل الأندوميتريوز، الأورام الليفية، عيوب الرحم الخلقية، ضعف الإباضة، انسداد قناتي فالوب، وجود التصاقات حوضية. ويضيف: يعتبر فشل حدوث الإباضة عند المرأة من أهم العوامل التي تعيق حدوث الحمل أو تأخره عند النساء ومن أهم هذه المسببات وجود داء المبيض المتعدد الكيسات واضطراب في عمل الغدة الدرقية، أو ارتفاع في هرمون الحليب، ويضاف إلى ذلك انسداد قناتي فالوب، أو وجود التصاقات تؤدي إلى خلل عمل قناتي فالوب، كذلك وجود الآفات الرحمية أو التشوهات الرحمية، أو الخلقية والتي يتم اكتشافها من خلال فحوص خاصة، بما فيها الرحم ذات القرنين أو الرحم أحادية القرن، أو وجود حاجز رحمي أو مهبلي. طرق الإخصاب ويذكر د. داية أن هناك بعض العوامل التي تزيد نسب نجاح الإخصاب، مثل إجراء فحص الأجنة قبل التعشيش، ويعتبر ذلك من التقنيات المتطورة، التي تساعد على كشف العديد من الأمراض الجينية، وبالتالي يتم انتقاء الأجنة الطبيعية السليمة وإرجاعها إلى الرحم، ما يزيد من فرص الحمل إلى 70%، ومن طرق الإخصاب: • عملية التلقيح الخارجي أو أطفال الأنابيب، التي تجرى بعد إعطاء أدوية خاصة لتنشيط الإباضة، ومن ثم يتم سحب البويضات مباشرة من المبيض لدى المرأة وتلقيحها في المختبر بنطاف الزوج، وفي حال الضعف الشديد لدى الزوج نقوم بإجراء التلقيح المجهري أو حقن النطفة، مباشرة داخل البويضة، ثم تراقب البويضات الملقحة في الحاضنة، إلى اليوم الخامس، حيث يتم إرجاع الأجنة إلى رحم المرأة ويكون عدد الأجنة المرجعة إلى الرحم واحد أو اثنين فقط، وذلك لتقليل فرص حدوث الحمل المتعدد عالي الخطورة.• التلقيح الصناعي، وتعتبر هذه الطريقة بسيطة ويتم خلالها تحضير عينة نطاف الرجل، وحقنها مباشرة داخل الرحم في يوم الإباضة عند المرأة، وتستخدم هذه الطريقة في حالات العقم غير المفسر أو حالات ضعف الحركة البسيط لدى الرجل أو أحياناً في حالات الأندومتريوز خفيف الدرجة وتبقى نسب نجاح هذه العملية لا تتعدى 20 %. عوامل خارجية وعن المشكلات التي تعوق الخصوبة عند المرأة تفصيلاً تشير الدكتورة بريتي تاندون، أخصائية أمراض النساء والولادة، إلى أن قدرة المرأة على الحمل وتهيئة جسمها لحدوثه، تقل مع تقدمها في العمر، وحتى في أكثر سنواتها خصوبة فإن اختيارات الحياة وعوامل خارجية أخرى تؤثر في فرصها في الحصول على طفل سليم، ويجب أن تحذرها، وهي كالآتي: • السمنة، فإن زيادة الوزن تؤثر في إنتاج الهرمونات، وتجعل من الصعب حدوث حمل، وتؤثر سلباً في الخصوبة، فكلما زاد وزن المرأة، تكون أكثر عرضة لتكيسات المبيض، ما يعوق وظيفته.• النحافة الشديدة، كما أن الوزن الزائد والدهون تؤثر في الخصوبة، فكذلك تفعل النحافة، والتي تسبب فقدان اللبتين، وعندما تقل نسبة هذا الهرمون يسبب غياب الدورة الشهرية. • التقدم في السن، عندما تصل المرأة لعمر 40-50 عاماً، فإن التبويض يتوقف ولا تصبح قادرة على الحمل، أو يصبح أقل انتظاماً، ما يقلل عدد البويضات.• الوراثة، فعندما تدخل الأم في سن اليأس مبكراً، فإن ابنتها معرضة لذلك أيضاً، كما أن المرأة تولد بعدد محدد من البويضات، وتوجد عوامل جينية، ربما تجعل عددها أقل أو أكثر من المعتاد. • الكيماويات، التلوث ومبيدات الحشرات والمركبات الصناعية، يمكن أن تقلل احتمالية حصول زوجين على أطفال بنسبة 29%، بالإضافة إلى أن هناك 15 منتجاً كيماوياً يسبب حدوث اليأس مبكراً• التدخين، فهو يؤذي الجنين، ويؤثر بشدة في قدرة المرأة على الإنجاب، ويشكل التدخين 15% من أسباب العقم. • المشروبات الكحولية، ويحذر منها الأطباء، حيث أنها تزيد مخاطر حدوث عدم انتظام في التبويض، وبالتأكيد يجب على الحامل أن تتوقف عن شرب الكحول.• الرضاعة الطبيعية، حيث إنها تؤثر في التبويض، ولكن لا يجب اعتبارها وسيلة لمنع الحمل، فحدوث الحمل وقت الرضاعة غير مستحيل. • الرياضة القاسية والعنيفة، التي تمارسها النساء ذوات الوزن الطبيعي لأكثر من 5 ساعات بالأسبوع، فإن ذلك يؤثر سلباً في عملية التبويض.• بعض المشكلات الطبية، مثل: تحوصل المبيض، التهاب جدار الرحم، والأورام الليفية، والتوتر الذي يغير مستويات الهرمونات والتبويض، وأمراض الغدة الدرقية، حيث دعمت دراسة نشرت عام 2015، أنها تؤثر في التبويض والحمل. علاجات متعددةوتؤكد د. تاندون على أن أهم نوعين من أنواع ضعف الخصوبة عند المرأة وأكثرها شيوعاً، ضعف الخصوبة الناجم عن انعدام أو انقطاع التبويض، ويكون العلاج بشكل أساسي، بواسطة الأدوية المركّبة من الهرمونات الأنثوية، وهدفه حثّ المبيض على إنتاج وإفراز بويضات صالحة للتلقيح، وإذا كان انقطاع الإباضة ناجماً عن نضوج ونمو غير كافيين في الرحم والأنابيب لأسباب تكوينيّة وخلقيّة، تعطى المرأة كميّات وافرة من هرمون الأستروجين لعدة أشهر أو أكثر، وفي حالة عدم الكفاية في إفراز المبيض، بسبب العجز على أثر التهابات أو صدمات نفسيّة وكبت شديد، يكون العلاج بواسطة هرمونات «الأستروجين» و«البروجيسترون» بالتناوب من أجل تحقيق «دورة شهريّة اصطناعيّة»، لمساعدة المبيض على الخلاص من عجزه.وتستكمل: أصبح في متناولنا اليوم أدوية هرمونيّة حديثة وفعالة جداً، بإمكانها حث المبيض على إنتاج بويضات صالحة للتلقيح، وباستطاعتي القول إن نسبة نجاح هذه المعالجة هي أكثر من 70%، إلا أن ما ينتج في بعض الأحيان هو حصول حمل توأمي أو ثلاثي أو رباعي، كما أن هناك إمكانيّة تكوّن كيس مبيضي، إذا لم تراع بدقة جرعات الدواء، كما أن تغيير نمط الحياة، وتحسين العوامل السلوكية يمكن أن يحسن فرص الحمل، بما في ذلك التوقف عن تعاطي الأدوية دون استشارة الطبيب، والقضاء على المواد الضارة،، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. انسداد الأنابيب الرحميّة يتوارد مُصطلح انسداد الأنابيب في حالات وجود العقم لدى الرجل والمرأة، وذلك عند حدوث انسدادات في الأجهزة التناسلية لديهما، ولكن أظهرت الإحصاءات أن حوالي 50 ـ 60 % من النساء اللواتي يعالجن من العقم، يشكون من انسداد في الأنابيب الرحميّة سببه الالتهابات المزمنة على اختلاف مصادرها، وهو يكلّف الإنسانية جهوداً مادية باهظة، وتشكّل هذه الإصابة حوالي 90% من الحالات، ويتم العلاج في حالات انسداد الأنابيب عن طريق فتح الانسداد الموجود في قناة فالوب بالعمليات الجراحية الميكروسكوبية وفك الالتصاقات الموجودة حولها عن طريق استخدام منظار البطن.

مشاركة :