وصف متابعات أفعى صفراء مرقطة، تطل في بيت مهجور بدمشق، تحلق فوقه طائرة هليكوبتر عسكرية، وعلى التماس، الوقت يمر، ليصل إلى مشاهد العام الرابع على مرور الأزمة في سوريا أرادها المخرج محمد عبدالعزيز في فيلمه الروائي الطويل الرابعة بتوقيت الفردوس، الذي تم عرضه في مهرجان وهران للفيلم العربي. ويقودنا محمد عبدالعزيز لنعيش دمشق من الداخل، بعيداً عن مسرحة الفيلم، قريبا إلى الواقع برمزيته. وسبع قصص جريحة تروي مآسيها عاشقة للحياة تنتظر نحبها فتكاً بالسرطان، وناشط حقوقي خانه الأقرب إلى قلبه، وسياسي ينتحر حاملا معه سر الحقيقة، وولادة على الرصيف، وفتيات ثائرات في سوق الحميدية، ووالد يرفض مغادرة الأرض وابن يحاول النجاة وعائلة من الريف، تستعين بحنطور، لجر أمهم المريضة. قصص متشعبة تجد لنفسها مداخل ومخارج وروابط بين البدايات والنهايات، تحمل في تفاصيلها ذكاء لمحمد ودهاء لعبدالعزيز، كاتب السيناريو، الذي تنتجه المؤسسة العامة للسينما في سوريا. زخم كبير في الحكايات، تجعل المرور عبر حواجز الجيش السوري في دمشق أمراً رومانسيا، بالنسبة لــ(يارا عيد) راقصة الباليه، التي خطف الجندي قلبها مثلما خطفتها السيارة المفخخة قرب الحاجز.
مشاركة :