حوار: نجاة الفارس أكد الشاعر الإماراتي حسن النجار، أن كل إصدار شعري ابن مرحلته، وبوح لحظته، وكلما كنا حقيقيين قرأتنا القصيدة مثل مرآة تخبرك عن ملامحك ولا تراوغك، وقال في حوار مع «الخليج»، إن المكان قد يكون مفتاح القصيدة وسرها. أما الإلهام فهو ذلك المحفز الذي يرمي في روحك خيط سنارته، فيصطاد من بحر روحك القصيدة. صدرت للنجار ثلاثة دواوين شعرية هي، «على وسادته مس من القلق» 2017، و«حمام الروح» 2011، و«حنين المرايا» 2007، وفاز بالريشة الذهبية في ملتقى الشعراء الطلبة العرب في دورته الثالثة 2020 في تونس، وشارك في مسابقة أمير الشعراء في موسمه الثالث 2009، كما شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية داخل وخارج الدولة. * ماذا يضيف لك الفوز في الملتقى؟ - مشاركتي في هذا الملتقى في تونس أضافت لي الكثير، الانغماس في المكان الذي يحمل في طياته تاريخاً وحضارات مرت وعبرت، والمكان الذي يعج بالحياة والناس، وأيضاً الناس الذين يلاقونك ببشاشة قلوبهم وأرواحهم التي تحيطك بالترحاب، هذا هو فوزي الحقيقي. أما الريشة الذهبية فكانت من نصيب قصيدة «تجول في الذاكرة»، وهذا الفوز يضيف لي مسؤولية أكبر أمام الكلمة والكتابة، والتطلع إلى قصيدة أعمق. ومطلع هذي القصيدة: أسير هنا في مكان تعج تفاصيلُه بالحكايا وتشهقُ فيه الزوايا/الأماكن موسومة بالحنين/ الأماكن كل الأماكن ترتدّ فينا وتخطو بداخلنا تتجوّل في الذاكرة. * صدرت لك عدة أعمال شعرية، ما الإصدار الذي تعتبره نقلة نوعية في مسيرتك؟ - كل إصدار شعري هو ابن مرحلته، وهو بوح لحظته، ويمثل جزءاً من سيرتي الشعرية، وكل ديوان يعد محطة أخرى تحمل في طياتها خرائط الروح والتأملات، والإنسان يتغير مع الزمن؛ لذلك قد أعارض قصيدة كتبتها سابقاً، ولكنها تظل بنت ساعتها. الحكاية هي أننا نكتب ونمضي، وحين ننظر للوراء تتلون الروح بشتى المشاعر. إذن، كل ديوان يمثل الوقت الذي جاء فيه، وأما الإصدار الأخير (على وسادته مس من قلق)، فأشعر أنه أكثر ما يمثلني حالياً لأسباب، منها أنه الأقرب زمنياً لهذه اللحظة، وكذلك لا توجد به كثير من الرتوش التي تخفي وجهي. كلما كنا حقيقيين قرأتنا القصيدة مثل مرآة تخبرك عن ملامحك ولا تراوغك. * ما مصدر الإلهام في شعرك؟ - ربما كلمة عابرة، وربما حزن عميق، وربما يأس قاهر، وربما ضحكة لمحتها من بعيد. الإلهام هو ذلك المحفز الذي يرمي في روحك خيط سنارته، فيصطاد من بحر روحك القصيدة وهي تنتفض بالحياة والعنفوان للخلاص والنجاة. * ماذا يحتاج الشاعر كي يكون مميزاً ومتألقاً؟ - ألا ينقطع عن المحاولة والتأمل؛ أن يكتب ذاته؛ ألا يقع في فخ الاستسهال الكلامي، وألا يستسلم لناقده الداخلي حين يُوبِّخه فيتركه صامتاً، أن يتمرد عليه ويبتكر قصيدة قادمة. * ما أحدث نتاجك وما مشروعك الأدبي القادم؟ - آخر ما كتبته هو قصيدة «في سيرة الكمأ»، وقد كانت نتاجاً لمعرض فني مشترك بين الشعر والفن تمت إقامته مؤخراً في رواق الفن في جامعة نيويورك بأبوظبي، أما ديواني القادم، فهو لا زال قيد الكتابة، حتى تكتمل لدي مجموعة من القصائد التي من الممكن أن تشكل بعددها ديواناً، وبعدها يأتي دور المزاج والقناعة ليقررا ذلك. * شاركت في برنامج أمير الشعراء في موسمه الثالث، ما أثر ذلك في تجربتك الشعرية؟ - ما أصعب القصيدة! وما أبعد الكلمة! هذا ما تيقّنته بعد المسابقة. * تعد رسالة الدكتوراه في الأدب العربي، ما موضوع الرسالة، ولماذا اخترته؟ - لم أختر بعد موضوعاً، ما زلت في هذا البحر الواسع أبحث عن مكان لألقي فيه مرساة التجربة. * يقال إن البيئة تشكل الشاعر، كيف أسهمت بيئة حسن النجار المحيطة به في تكوينه الشعري؟ - لا شك أن للبيئة أثرها في القصيدة، فهي تنعكس في النصوص حتى تمتزج بها، ولا خيار لنا في ذلك. * تقول في كتاباتك «الأماكن موسومة بالحنين».. إلى أي مدى يؤثر المكان في قصيدتك؟ - المكان قد يكون مفتاح القصيدة وسرها. * كيف تنظر إلى إغراق الشاعر في الذاتية، وربما أنت من هؤلاء؟ - هي الصدق، أنا أحكي عن ذاتي، وفي اللحظة ذاتها أحاول استكشافها، والتأمل في التفاصيل المخفية، وقد يتقاطع هذا الحديث عن الذات مع ذوات الآخرين، ففي النهاية الحديث عن الذات الشخصية، هو حديث عن الذات البشرية؛ هو حديث عام ولو تطرقنا إليه بشكل خاص.
مشاركة :