طوبى لروحك قصيدة حزينة أبكت كل من قراءها الباحة روافد كتب الشاعر السوداني الدكتور زكي مكي إسماعيل قصيدة شعرية حزينة يودع فيها ابنه ( حسام ) رحمه الله الذي فقده قبل عدة شهور ، حيث تميزت القصيدة ببناءً مميز، سواء في بنية الكلمات داخل القصيدة أو في تركيبه ونظمه ، فترى تكرار اسم المرثي وصفاته نظماً مطرداً ، فيه زيادة في اللوعة , والحسرة . وصُدِمَ الشاعر بفقد ولده بعد أن اختطفه الموت ، فامتلأت نفسه بالحزن ، وفاضت دموعه أسفاً وحسرة ، فأبدعَ هذه الكلمات الباكية المؤثرة تعبيراً عن أحزانه التي لا تنتهي ، ورضائه بقضاء الله وقدره. ويعد الشاعر الدكتور زكي مكي من ابرز الشعراء العرب حيث تبرز موهبته الشعرية الأصيلة كشاعر وجداني مرهف دقيق الملاحظة ، نافذ البصيرة ينفذ بشعره إلى أعماق الوجدان الانسانى ، وبالرغم من أن تخصصه بعيدا عن اللغة العربية إلا انه نابغة في اللغة العربية والشعر ، له عدة دواوين شهيرة منها إرهاف ، وإرهاف هي ملحمة شعرية حزينة ودع فيها ابنته الصغيرة ( إرهاف )، وقد نالت هذه القصيدة الجائزة الأولى بتلفزيون الشرق الأوسط عام 96من بين 3500قصيدة لشعراء من مختلف أنحاء العالم العربي . الجدير بالذكر أن الشاعر الدكتور زكي مكي إسماعيل من مواليد الغابة بالولاية الشمالية بالسودان حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال – يعمل حليا أستاذ جامعي بكلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة الباحة. الدكتور زكي مكي حسام المتوفي ابن الدكتور زكي مكي اسماعيل إنى مناجيك ياكَبدي أتسمعُني ؟! هلّا أجبتَ دعائي أو مُناجاتي؟! كم كنتُ أحسبُ أن تحيا لتُقبرَني وبالدُّعاءِ تُكفرُ أخطائي و عَثراتِي أنتَ التقيُّ نقيٌّ في سَريرَتِه ويحي فقدتُكَ في صُبحِي وليلاتي كم كنت آمل أن تبقى لتُسندني أنت القريبُ مُعينٌ في الملماتِ قالوا رَحلتَ فياوجعي ويا ألمي لله ُدرُّك يا كَبِدي ومُنياتي لا خيرً فيها وإن جادت بمارَحُبت تَفري وتَردِفُ كيًاتٍ بكيَات هلّا رحمتَ قلُوباً مُزِّقت كمداً تَبكي تُمازجُ عبَرّاتٍ بعبراتِ كيفَ الوداعُ حبيبي عزٌ مجمعُنا صرنا ببُعدكَ أشتاتاَ بأشتاتٍ واللهَ نأملُ بالفردوسِ يجمعُنا يَشفي يُضمُّد بالسلوى جراحاتي يامن حفرتَ بأعماقي وذاكرتي نوراً تلألأ في الوجدانِ والذّات 2 ونبأُ عظيم0000ٌيزلزلُ حياتي يُجلّجل00ّيُدمّرُ000كوقع الحُسامِ تَداعى00تَهاوى00توارى حُسامي شهيدٌ 00شهيدٌ 00بغيرِ الحُسامِ فصبرٌ جميلٌ00 وقولٌ كريم000ٌوخيرُ الكلام وكُنتَ كيوسفَ ليعقوبَ مني00 صديقي00رفيقي00 عقيقي ودُرّي 00وحُبّي حُسامي وحُزني عليك 00مُبيّضُ عيوني وليلي طويلٌ 00وصُبحي ظلامي فإنّي حَزينٌ 00حَزِينٌ كظِيمٌ شرُودٌ بعقلِي 00كثيرُ الهِيامِ حسامٌ ربيع00ٌوماءٌ نميرٌ00 (حسامٌ) حسام00ٌرفيعَ المقام ونجمٌ وشمس00ٌوبدرُ التمام تُوفَّى حُسام00ُ وولّى حُسامُ00النّقيُّ 00التّقيٌّ الصدُوق00ٌُالوفّي00ُُّالندَي00ُُّالسّخيُّ وولّى حُسام ُالطّهورُ الزّكىُ00ّ الشّفيفُ العفيف00ُالظّريفُ اللّطيفُ وولّى حُسامُ الرقيقُ الشفيقُ00 النبيلُ الجميلُ00الوسيمُ الأنيقُ وولّى حُسامُ البليغُ الطليقُ00 الحبيبُ اللبيبُ00الذّكيُّ النّجيبُ وولّى حُسامُ الودودُ الخلُوقُ00 البديعُ الوديع00ُالبشوشُ الضّحوكُ وولّى حُسامُ الرزينُ السكُوت00ُالحنُونُ القويُّ الأمين00ُالأنيسُ النَفيسُ وولّى حُسامُ الهَدِيُّ الرَضِيُّ الصّبُورُ المُطيعُ00الولُوفُ العطُوفُ فجُودي وجُودي00 مليّاً بناتي00 فخطبي عظيمٌ00وجُرحي أليمٌ00 حُسامٌ حياتي00وكلُّ أُمنياتي فولّى وراحت به أُغنياتي00 وولّىَ وماتت به مُزهراتي00 حسامٌ حبيبي00وزهري وطيبي حسامٌ ربيعي00وكَبدي ورُوحي حسامٌ شفائي00وبلسمُ جُرُوحي حسامٌ أديمي00وغصني ودوحي حسامٌ صديقي00 حسامٌ رفيقي00 حسامٌ حبيبي00حسامٌ شقيقي حسامٌ شفيعي00ومسكُ ختامي ليوم الرّحيل00 3 (كَدُوسة) قطّتُك الأليفةُ ياحُسام ظلت تُشاركُنا 00تُواسينا 00تُعبّرُ بالمَواءِ (كدُوسة) تبحثُ عنك00َفي كلَ الغُرف! خلفَ الجدارِ00 على السّريرِ00بكُلِّ أرجاءِ المكانِ وتجُوبُ عبرَ الدَّار00ِداخلةً وخارجةً تُفتّشُ عنكَ00تبحثُ يا حُسام وتمُوءُ00تصرخ00ُأين أنت؟! (كَدُوسة ) يُوحشُها نداؤُك يا حُسام (كدُوسة) يُوحشُها طعامُك يا حُسام هلّا أجبتَ سُؤالَها00وأرحَتها؟! تربت يداك00 (كَدُوسة) يُوحشُها غطاؤُك يا حُسام تشتاقُ تلمسَها يداك00 تشتاقُ لهفتها إليك00 لكنّها فُجعت بفقدك يا حُسام وهى الّتى كانت تُقاسمُك الفِراشَ ! وتنوُمُ قربُك 00بالفِراشِ ! والحزنُ يَثقبها00 ويقتُلها فِراقُك 000يا حُسام هي مثُلنا00 لا تشتهي بعدَك حياة00َ ولا تشوُقُ إلى الطّعامِ والهرّةُ البيضاءُ 00 لا تدري بأنّ حبيبها (حسُّومُ)00 ضمّاهُ الثّرى00يا ويحُها00 من هَولِ هذا الإبتلاء الهرةُ تفقدُ وعيَها00 وتهيمُ كالمجنُونِ تبحثُ عن حُسام ! وتشمُ أشتاتاَ بدُولابِ الملابسِ00 من حوائجِك الصّغيرةُ يا حُسام ! وجمعتُ بالدّولابِ مُرتجفا00ً! عُطُورَكَ والملابِسَ والجهازَ00! والساعةَ البيضاء00َوالأقلامَ! والنظارة َالسوداءَ00! والكُتُبَ الجميلة00َوكُلَّ مايهوى حُسام وحفظتُه00ذكرى تذكرني حُسام00 والقلبُ ينزفُ00والأناملُ ترتجف00 وأنا أقبًلُها00وأنزفُ يا حُسام والهرةُ البيضاءُ تبحثُ من جديد !! خلفَ السريرِ وتحتَه00 وتروُحُ خارجةً تموءُ00وتستغيثُ !! وتنوحُ باكيةً بقارعةِ الطريقِ00 هلّا00شفيتَ غليلَها00؟! هلّا00أجبتَ نداءها 00؟! تتلمسُ الحيطانَ00ياوَجَعي00!! وتبحثُ عن حُسام ! تتتبعُ الآثارَ عنك00باهتمام ! تجرى بأطرافِ الطّريق00 وتُقاربُ الرّيَان 00مسجدُ حيًنا00 أملاً00تُحاولُ أن تراكَ ! تبعتك مراتٍ إليه00 والآن عادت ذكريات00 يتبلدُ الإحساس00ُخلفَ السورِ00 والأشجارِ00ياطهرَ المكان (كَدُوسة) تنظرُ فى وجومٍ للسّماء ! وحُسامُ يمتطيُ 00الغمام ! يسرى من الرّيًان للعلياء00ِ صحواً كالحمام00! والهرةُ البيضاءُ تقفُز00 كى تعانقُ للسّماء 00!! تجري وتركُضُ في الفضاءِ و تبتسم 00!! بعدَ الصلاة00ِيضُمّها دوماً حُسام وتدُورُ(بالرّيان) في لهفٍ إليه00وتنتظرُ00 الآن00َقد يدنُوُ حُسام! الآن00َيأتيها حُسام ! لكنّه00ياويحَها00! يسموُ ويسبح00ُبين طيّاتِ الغمام!! وتعودُ تنظرُ للسّماء00!! لله درًكَ ياحُسام !! وتكادُ تقفزُ كي تُعانقُ للسّماء ! وحُسام ُ يحملُه الغمامُ00 ! يسري بأجنحةِ الحمام00! لله درَك ياحُسام00 ! طُوبى لرُوحِكَ يا حُسام00! تمضي تُهاجرُ بين طيَاتِ الغمام00! وتعودُ (للرّيَان ) تُدركُ للصّلاة00! طُوبَى لرُوحِكَ ياحُسام 00! والقطّةُ البيضاءُ تبحثُ من جديدٍ ! تبكي وتندُبُ حظَها00 ثكلى00وتلطُمُ خدَها00 ويكاد00ُينطقُ صوتُها00: (خُذنى بربك يا حُسامُ إلى السّماء) ! (لا خيرَ في دنيَاي بعدكَ يا حُسام ُ) !! وحسامُ مبتسمٌ00يعانقُ رُوحَها ويروحُ يرحلُ بين طيَاتِ السحاب إلى السّماء00 طوبى لرُوحِك ياحُسامُ00 ولّى حُسام00ُولا مُجيبَ 00 (كَدُوسة) تضرع ُفى خشوعٍ للسّماء00! كادت تُسبَح0ُ0 بالمَواءِ00 كم كنتَ تُؤثرُها طعامُك ياحُسامُ ! كم كنتَ تُؤثرُها نصيبك 00! إن جلست َ الى الطّعام ! كم كنتَ تُطعمُها الرقائقَ 00 والفطائرَ00كالصغار !! (كدُوسة ) تشعُرُ بالجميل00! (كدُوسة ) يا(حَسّوم ) تحفظُ للجميل00! (كدُوسة ) يا(حَسّوم ) رمزٌ للوفاءِ !! من ذا الّذي00 سيكونُ مثلَك يا حُسام ؟! بالرفق بالإنسانِ 00 بالحيوانِ 00! بالأطفالِ00بالأشجار00ِ بالأزهارِ00! بالأخوان والأخوات00والأصحاب00 مثلكَ ياحُسامُ!! من ذا الّذي00سيكون مثلك ياحسام ؟؟! شفتاك مانطقت بلا00!! غير التشهد في الصلاة !! كم كنتَ بارّاً يا حسامُ بوالديك ؟! كم كنتَ تُمطرُنا بحبّك ياحُسام؟! من ذا الّذي 00 سيكونُ مثلك ياحُسام؟!! من ذا الّذي يختارُ بعضَ ملابسي00 ؟! ثوباً يفصّله ويطمعُ يرتديه00 ! تبرُكّاً من والديه00ليرتديه00 !! وأنتَ تمتلكُ الكثيرَ من الثياب00!! وأنتَ تمتلكُ الجديدَ من الثياب00!! (إني أُحبُّك يا أبي00دعني بربّك أرتديه)!! خذ ماتريد ولن ترى00 غير الإجابةِ والمحبة00ِياحُسام من ذا الّذي 00 سيكونُ مثلكَ ياحُسامُ إلى أبيه؟؟! لله درَكَ ياحُسام00 لله درَك ياحُسام00 كم ذا أُحبّك ياحُسامُ؟!! كم ذا نُحبّك ياحُسامُ؟؟!! 4 شريطٌ من الذكريات00ِ يتواردُ تباعاً بالخاطر00 حُسام000ُ الميلاد00ُ مستشفى الخُبر التخصّصي00 بالسعودية00ِ بأطهرِ البقاع00ِ حيثُ العناية المركّزة ُ00بالاطفال00ِ وفى العشرِ الأواخرِ من رمضان00َ وفي ثُلثها الأخير00من العام(1416)ه كانَ الميلاد00ُ وكان مقدمُهُ الميمون00ُ وقد خلا البيتُ قبله فترة ً00 من مولود00ٍجديد كبُر عصام ُ 00وكبُرت إيمانُ00 ومازال فقدُ إرهاف 00 يؤججُ ناراً ولهيباً فى الأعماقِ00 فجاءت البُشرى00بغلامٍ اسمهُ حُسام وأنت تكبرُ 00رُويداً 00رُويدا00ً عوضاً لأختكَ إرهاف يا حُسام00 تملأُ الدّارَ بهجةً ومسرّة00ً وتكبرُ في نظري00 وفى عقلي كلَّ صباح00 حتى اكتملتَ00صبياً نديَا00ً وشابا00ًصبوحا00ً تشُدُّ من أزري00 وتُؤنسُ وحشتي00وترافقُني00 وكُنتَ منى كإسماعيلَ من إبراهيمَ عليه السلام00ُ وهارونَ من مُوسى00 ويُوسفَ من يعقوبَ00 عليهم السلامُ جميعا00ً ومن ثمّ يا حبيبي00 أصبحتَ 00الابنَ 00والأخَ 00والصديق تُلازمُني فى الطّريق00 تُقاسمُني الحملَ00 بل تحملُهُ عنِّي00 فى كثيرٍ من الحالاتِ00 كنتَ تطبع ُلي كلّ بُحُوثي00ومقالاتي00 وأشعاري00 وكان لك رأىٌ ونظرُ ثاقب0ٌ فى إصلاح بعضِها00 فيستقيمُ المعنى00بذوقِكَ السليم00ِ و أعدَلُ وأقبلُ رأيَكَ 00 بتواضُعِ العلماء00ِ كنتَ ياحبيبي00واسعَ الصّدرِ00 لا تَضيقُ أبداً من تكرارِ طلبي00 تلك الصفةِ الجميلة00 التى يفتقرُ إليها جُلّ إخوتكَ00 لذلك أحببتُك 00حتى الثَّمالةِ وكنتُ أنا كثيراً ما أراجعُ أعمالي وأطلبُ تعديلها00 فتُعدّل00ُوتُعدّل00ُوتُعدّل00ُ فى رحابةِ صدرٍ وابتسامةٍ00 ووجهٍ صبوح00ٍٍوأنت تُردّدُ: ولايهمك00تاني نُعّدل يا حَاجَ 00 وتُصلّح00ُوتقوًم00ً!! لله درَك يا حُسام00ُ ليتنا نتحلّى بقليلٍ من صبرِكَ00 أجل00نتحلّى بِصبرِك الجميل00 ونرتوي من رحابةِ صدرِكَ00 وكنتَ ياحُسام00ُزاهداً في الطّعام00ِ تجلسُ آخرَنا إلى مائدتهِ00 وتغادرُ أوّلنا00 وأنتَ تأكُلُ بأطرافِ أصابعكَ وتُؤثرُ قطّتك وهى تُداعبُ قدميك00! تُؤثرُها بأطيبِ الطّعام00ِ ويحتجُّ إخُوتك أحياناً على تصرُّفِكَ فتُجيبُ00بأنك تُعطيها نصيبكَ ! كبرُتَ يا حُسام00 وأنتَ بريئٌ 00 تحملُ رُوح َطفلٍ في أعماقِكَ ! وأصبحتُ لي القريبُ والحبيبُ وأصبحتُ أعدَ الثّواني لأراكَ مُهندساً مُهندساً كبيرا00ً(ادِّ الدُّنيًا)00 الهندسةُ التّي كنتَ تعشقُها00 وأنتَ تتفوقُ فى مادّةِ الهندسةِ الهندسةُ التّحليليّة00ُ وأنت بالمرحلةِ الثّانويّةِ00 دخلتَ مدرسةَ المعالي00 وكنتَ أهلاً للمَعَالي يا حُسام ومن ثّم كُليةَّ الهندسة00ِ جامعةُ النّيلين00جامعةُ أبيكَ التى خرَج الآلافِ من طُلّابِها بقسم إدارةِ الأعمالِ00 دخلتَ الهندسةَ تحقيقاً لأمنيتَك00َ ولم أعترض00 وكنتُ أتمنّى أن أراك طبيباً فقبلتَ رغبتك00َ إيماناً منّي 00بحريّةِ الإختيارِ وأصبحتُ أعدُّ الثّواني00لأراكَ مُهندسا ً وكنتُ أوكلُ إليكَ مراقبةَ مباني الشّققِ الشّققُ الجديدةَ بمنزلنا00 وكنتَ تأملُ في هندسةِ الدُّنيا00يا حُسام ! فاختارك اللهُ 00لجَواره ! فليقوى عُودُك بالجنان00ِ ويكونُ صبرُنا الجميل على فَقدِك00َ سبباً فى بناءِ بيتِ الحمدِ لنا بالجنانِ بشفاعةِ صبرِك ورحمةِ ربك00ياحُسام لله درَكَ يا حُسام فطُوبى وطُوبى00لك بالفردوسِ الأعلىٍ وصحبةِ الشُّهداءِ والصّديّقين00يا حُسام 5 وكنتَ ياحبيبي 000 زينةُ شبابِ الحيّ00 كنتَ بينهُم كمُصعب بن عُميرٍ بين فتيانِ مكّة00َ بهاءًا00ونقاءا00ً وصفاءا00ً وتقوى ًوطيب َمعشرٍ00 فجاءَ اختيارُك ربانيّاً إلى جَوارِه00 فى ريعانِ صبَاكَ00 وأنتَ الأقربُ إلى قُلوُبِ والديكَ وأنتَ الأقربُ لقلب كلَ من عرفكَ وإلى قُلوبِ إخوتك00 وإلى قلوبِ أُسرتِك وأهلكَ00 وها أنت تَمضِي00 ولمّا بلغتَ منّي السّعي لتوّكَ صبيٌ00ّتشدُ الأزرَ وتعُينُ على نوائبِ الدّهرِ00 رحلتَ عنّا00 فعظُم الإبتلاءُ00! وذهبتَ قُرباناً للواحدِ الأحد وللهِ ما أعطى وللهِ ما أخذ00 وكنت تُوحِي لكلّ من عرفَكَ بأنك راحلٌ لا محالة00َ!! لأن أمثالك يا حُسام لا يُعمّرون طويلا00ً فيختارهُم اللهُ الى جوارِه00ِ فأنت طيّبٌ00والله طيّبُ والله لا يحبُّ إلّا الطيّبَ00 فطُوبى وطُوبى وهنيئاً لكَ في رحابِه00مع الصّديّقين والشُّهداء والصّالحينَ 00 وحسنَ أولئكَ رفيقاً 00 فانعم في عليائهِ00 فنِعم المقام00ُونعم الانتماءُ وكلّنا على ذاتِ الدربِ سائروُنَ وإنّ العينَ لتدمع00ُ والقلبُ ليحزنُ وينفطرُ00 والكبدُ يحترق00ُمثنىَ0 أجلَ 00مثنىَ وثلاثَ ورُباع00 بفقدكَ ياحُسام00 وهو المُكتوي قبلك بفقدِ إرهافَ ولا نقولُ إلّا مايُرضِي الله0َ0 وإنا لفِراقِكَ يا حُسامُ لمحزونُونَ أمُّك الثكلى 00مِثلي00ِ تتمّزقً فى كلِّ لحظةٍ00 وإخوتُكَ الصغارُ00 آياتٌ وأبرارُ وإسراء00ُ وإيمانٌ الكُبرى00 فقد جفَّ الدمعُ فى عُيُونهِم ويحاولُ عبدُ العزيزِ وآياتُ أن يعبّرواُ عن فقِدك شعراً برُغم أنهُم وجمُوا جميعاً من هولِ الصّدمة00ِ امّا أحمدَ الصغيرِ00 فقد ظلّ يُمطرني 00 بأسئلتِه المتكرٍرّة عنكَ00 وأصبحتُ أنا المشتاقُ إليهم أبداً!! لا أحتملَ رؤيتهُم!! أجل00أصبحتُ 00 لا أحتملَ رؤيتهُم ياحُسام!! شفقةً بنفسي00وشفقةً بهم! وأصبحتُ أتلعثمُ00وأنا الطليقُ! البليغ00ُياحُسام00أتلعثمُ! يا سُبحانِ الله00ِوالكلماتُ في فمي! وأعجزُ عن إجابةِ أسئلتَهِم البريئةِ وأصبحتُ أنا المؤمنُ الصّابرُ00! القوىُّ 00الكاظم00ُ الصّامت00ُ! أهتزُّ وأرتجفُ في صلواتي! أنتحبُ في صمتٍ00 أتمزّقُ من الدّاخل00 وتتفتّتُ أحشائي فى كلّ ثانية00ٍ وأنت العابرُ بخيالي آلافَ المرّاتِ! في كلّ ثانيةٍ أراك بخاطري! آلافُ آلافٍ من المرّات00أجل في كلّ ثانيةٍ تمُرُّ بخاطرِي00 آلافُ آلافٍ من المرّات! فكيف لي أن أنساك 00ياحُسام ؟؟!! وارهافُ الصغيرة00ُ والّتي سميّناها بِاسم فقيدتنَا إِرهافَ هيَ الوحيدة ُالّتي لاتدري ما يجري !! وهى الّتي ظللتَ تُداعبُها00 وتُلاعبُها دوماً 00 ياحُسامُ وهي الّتي حملتَها بين ذِراعيكَ00 وأنتَ تطُوفُ بها بيتَ اللهِ الحرامِ !! وتَمسِكُ معها 00وبها أستارَ الكعبةِ !! الكعبةَ الشّريفةَ 00ونحنُ نعتمرُ معاً00 قبل أشهُرٍ00 و على مشارفَ شهرِ رمضانَ المُعظَّم ِ وها نحنُ نتأهّبُ لنعتمرَ العام ونُوهبُ عمرتَنا جميعاً إليك00َ إليكَ أنتَ ياحبيبنا حُسام00 نعتمرُ ياإلهي00وحُسامُ دُوننا!!؟ فمن الّذي سوفَ يحملُ إرهافَ الصّغيرةَ؟1 ويطوُفَ بها أشواطَها السّبعة00!! غيرك00 ياحبيبي00 ياحُسام؟؟!! أنا وأُمكّ 00لم تبقَ لنا طاقةٌ لحملِ أنفُسِنا00دعك عن إرهافَ!! فخطبُكَ أنهكَ القُوى00 وأضعفَ الأعضاءَ كُلّها00!! ونحسبُ أنكّ ستكونُ بيننا00 وتطُوفُ معنا00وتقبّلُ قبلنا00 لأستارِ الكعبةِ الشّريفة00ِ ولِمَ لا00؟!! ورسمُك محفورٌ في العيون00ِ!! واسمُك لم يُغادرُ الشّفاه لحظةً00!! وهمسُك مازال يرنُّ بآذانِنا00!! ومازلتَ تتوسّط00ُ وتسترخّي دوماً بأعماقِنا!! فكيفَ لنا أن ننساك يا حُسام؟؟!! وكيف أستطيعُ أنا أن أنساكَ ؟؟!! أمّا محمّدُ00رفيقُ دربك00 ورفيقُ طُفُولتك وصِباك00َ فقد أضحى00شاحِبا00ًيائِسا00 بائِساً00وزاهِداً في كُلّ شيء لم يحتمل عقلُه الصّغيرُ00 إستيعابَ أو امتصاصَ الصّدمةِ ففعلت به ماتشاءُ بغير حسابٍ وله العُتبى حتّى يرضى00 وهاهو يوجهُ رسالةً لأصحابه(بالفيس بُوك ) قائلاً لهملا تذكروا اسم حُسام عند ترحمكُمُ عليه00!! لأنّ ذلك يُبكيني 00 وبُكائي يُعذّبه في قَبرِهِ !!ٍ يا إلهيٍ أصبحُ محمّد00ٌ يشفقُ على حُسام الرّقيقِ في قَبرِه!! ويَنتحبُ كُلّما قرأَ اسمَهُ على صفحاتِ الجهازِ !! أو سمعَ اسمَهُ ينهمرُ دمعُهُ بغيرِ حسابٍ!! فكيف حالُنا نحنُ المُمزّقُونَ فى كُلِّ ثانيةٍ00؟!! نعم الكُل00ّمذبُوحُون00َمفجُوعُونَ مَوجوُعُونَ00 لكن مُؤمنينَ يا حُسام فصبرا00ً وصبراً جميلاً00آلَ حُسام فإنّ موعدكُم الجنّة00برحمةِ اللهِ وهذا الصّبرُ الجميلُ00 والحمدُ لله العظيمِ بما قضَى00 وغداً نلتقي في رِحابِ الجنَّة00 وفَردوسِها بإذنِ اللهِ00 يجمعُنا بيتُ الحمد00ِ وأُمّكَ وإخوتك00 إلهي 00أنت الرحيم00ُ الغفُورُ 00 وها نحنُ نرضى بقضائِك وقدرِك وحُكمِّك وابتلائِكَ لنا00 بهذا الفقدِ الاليمِ00 ولا نُزكّيه إليك00َ فأنتَ الأعلمُ بحالِهِ00 وقد عرفناهُ نحنُ00 بريئا00ًطهورا00َ وقورا00ً سخيّاً00نديّا00ًنقيّا00ًتقيّاً يا حيُّ يا قيُّوم00ُياحنّانُ يامنّان يابديعَ السّمواتِ والارض00ِ اُلزمنا الصبرَ00وجمّلنا به00ِ وعوّضهُ00عن شبابهِ الجنَّة مع الصّديّقينَ والشُّهداءِ والصّالحينَ وحسُن أُولئكَ رفيقا00 وإنّا لِله وإنّا إليهِ راجعُون00 والحمدُ للهِ ربِّ العالمين00َ
مشاركة :