من «حنين المرايا» إلى «حمام الروح» ثم «على وسادته مس من القلق» ثلاث مجموعات شعرية يلتقط فيها الشاعر حسن النجار مفارقات الحياة بوعي وانتماء لعوالم الإبداع الشعري عبر مراحل مختلفة، أظهرت قدرته على التفاعل بحيوية مع أنماط الشعر وأشكاله بعطرها الفواح، معبراً من خلالها عن حالات الفرح والحزن وتناقضات الذات، والرثاء أحياناً، وفي المشهد الشعري الإماراتي يراهن على الأسماء الشعرية الجديدة كونها تمتلك حضورها بكثافة في هذه الأيام. يقول حسن النجار: خربشاتي الشعرية المبكرة كانت مجرد تعبير عن إحساسي بالشعر ولغته الباهرة، فقد انجذبت في صباي الباكر للكلمة الشاعرة بكل أشكالها، وهو ما شكل لدي حلم كتابة القصيدة بشكلها المعهود الذي تتوافر فيه الممكنات الطبيعية التي تبرهن على أن من يكتب يقف على أرض صلبة، وقد اقتربت مما كنت أطمح إليه في نهاية المرحلة الثانوية وبداية الدراسة الجامعية. وبطبيعة الحال بدأت بكتابة القصيدة العمودية ثم التفاعل بشكل تلقائي مع الأنماط الشعرية الأخرى، لافتاً إلى أنه أصبح في هذه المرحلة أكثر قرباً من الشعر، بخاصة أنه تفاعل مع التجارب الشعرية المختلفة من خلال حضور اللقاءات الشعرية. ويبين أنه لا ينظر إلى الشكل الشعري كونه يكتب القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة نثرية، بقدر ما ينظر إلى قيمة الكلمة في إطارها الشعري، لذا فهو لا يعارض أي شكل للقصيدة، مؤكداً أن مستقبله في عالم الإبداع غامض، لكونه لا يعرف كيف سيكون غده في الشعر. ويلفت إلى أنه أصدر مجموعته الشعرية الأولى «حنين المرايا» عام 2007، مبيناً أن شعره في الغالب يتمحور حول العواطف الإنسانية والوجدانية، والصراع مع الذات، وأشجان الفقد والرثاء، موضحاً أنه شارك في مسابقة «أمير الشعراء» في العام 2009 وأنه استفاد منها كثيراً، إذ وضعته أمام تجربة مختلفة، وجعلته لا يرضى بكتابة أي قصيدة، وهذا هو السبب في أنه مقل في كتابة الشعر، وأنه بطبيعة الحال ينتظر القصيدة حتى تكتمل في داخله دون استدعاء، وأنه بعد هذه المشاركة أصدر مجموعته الشعرية الثانية. ويورد النجار أن أقرب دواوينه الشعرية إلى قلبه هي «على وسادته مس من القلق»، كاشفاً عن أنها تمثل تجربة خاصة لكونه وضع فيها بعض التجارب التي يشعر بشيء من الرضا عنها، مشيراً إلى أنه من المهم حين تكتمل لدى الشاعر مجموعة شعرية أن يبادر بنشرها حتى يفكر في الانفتاح على تجارب أخرى أكثر ثراء، ويبين أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لها دور في انتشار الشعراء، وعلى الرغم من أهميتها، فإن الشاعر بحاجة فعلية إلى توثيق أعماله وعدم الاكتفاء فقط بنشرها في «السوشيال ميديا». وحول المشهد الشعري في الإمارات، يلفت النجار إلى أن هناك العديد من الأسماء الشعرية الشابة المتميزة التي تمتلك حضورها الخاص، ووهجها في عالم الشعر، وأن هذه الأصوات تشكل حركة شعرية تنبئ عن مستقبل واعد، وأنه يراهن على قدرتها على التأثير في المشهد الشعري، ويرى الكتابة الشعرية فناً خاصاً، وأن الكتابة السردية لها شكلها المختلف، وأنه لا يؤمن بأن الشعر هو جواز المرور للولوج إلى الكتابة السردية المتمثلة في الرواية والقصة القصيرة.
مشاركة :