نافذة على الصحافة العالمية: متى ينهار الاتحاد الأوروبي؟

  • 3/24/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، حوارا مع عالم الأوبئة والمدير العام السابق للصحة لوسيان أبينهايم Lucien Abenhaim حيث يرى أن تعامل الصين مع فيروس كورونا كان حاسما وينبغي أن يكون بمثابة مثال لبقية الدول، مضيفا إن هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 1.4 مليار نسمة، ويتألف من العديد من المقاطعات والأقاليم التي تضاهي مساحة كل إقليم فيها مثيلتها في البلدان الأوروبية الكبيرة، تم فيها السيطرة على الوباء في كل مكان. وما يثير الاهتمام، كما يقول عالم الأوبئة ليومية ليبراسيون، أن الصين شهدت في الواقع حالتين متميزتين: من جهة هناك مقاطعة هوبي التي يعيش فيها ما يقرب من 60 مليون نسمة والتي كانت مركز الوباء حيث بدأ كل شيء، ومن جهة أخرى هناك المقاطعات والأقاليم الأخرى، بما في ذلك هونغ كونغ. في مواجهة فيروس كورونا.  مصر تلاحق المعلومات الكاذبة وكتبت صحيفة «لوموند » الفرنسية، إن السلطات المصرية تقوم بملاحقة كل المعلومات الكاذبة حول حجم تفشي وباء فيروس كورونا في البلاد. فمصر قامت بإغلاق مطاراتها منذ التاسع عشر من شهر مارس/ آذار الجاري حتى نهاية الشهر. وكان هذا الإجراء حتميا في هذا البلد السياحي حيث أصيب عشرات السياح الأجانب ..وتابعت يومية لوموند: إن السلطات المصرية انتظرت حتى منتصف الشهر الجاري لاتخاذ إجراءات شاملة والإفراج عن 100 مليار جنيه مصري، كما أمرت القاهرة بإغلاق المدارس والجامعات ودور السينما والمسارح وإلغاء الأحداث الرياضية.   متى ينهار الاتحاد الأوروبي؟ تحت نفس العنوان، يتساءل المحلل السيايي الروسي الشهير، ألكسندر نازاروف : هل ينجو النموذج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي من وباء فيروس كوفيد-19؟ ويقول: أجازف بالقول إن التهديد الأساسي لوجود الاتحاد الأوروبي يأتي من أولئك الذين أسسوه في البداية. فليست اليونان، أو أوروبا الشرقية من يهددون بقاء الاتحاد، وإنما أكثر الدول نجاحا واستقرارا، مثل مجموعة البنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) وألمانيا، والتي يمكن أن توقف نشاط أي من أو كل المؤسسات الأوروبية، أو أن تخرج منها في ظل ظروف معينة، إذا ما قضت المصلحة القومية لهذه البلدان بذلك..إن حرية الحركة، وسوق العمل المشتركة، فيما أظن، هي المنحة الأكبر والأهم التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لمواطنيه العاديين، وخاصة في الدول الأعضاء الأقل تطورا في الاتحاد الأوروبي. وفي عصر النمو الاقتصادي، كان تيار اليد العاملة الشابة المتدفقة من الأطراف الفقيرة لأوروبا نحو أوروبا الأساسية، التي تخطو نحو الشيخوخة، مفيدا للجميع. لكن تلك الميزة تحولت إلى عيب مع اندلاع الأزمة الأولى. وسبب تدفق اللاجئين السوريين هزة عنيفة لأساس أيديولوجية الاتحاد الأوروبي، وجاء إلى السلطة أو تسبب في نشوء تيارات يمينية، كثيرا ما تعارض عضوية الاتحاد الأوروبي. ثم بدأت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وضع الجدران (الافتراضية والواقعية) على الحدود بين بعضها البعض. وقامت إحدى الدول الأعضاء، بريطانيا، بالخروج من الاتحاد بسبب هذه الأزمة بشكل كبير.   وأنا لا أتحدث هنا عن إغلاق الحدود منعا لتفشي وباء فيروس كوفيد-19، فهذا أمر مؤقت سوف يزول مع مرور الوقت. لكنني أتحدث عن الانكماش الاقتصادي، الذي اعترف بحتميته الغرب، والذي سيؤدي إلى خفض كبير في أعداد الوظائف بجميع أنحاء أوروبا، سواء في الدول الغنية أو الفقيرة من الاتحاد على حد سواء. يعدون بأن تكون التداعيات الاقتصادية للحجر الصحي كارثية. وكما يبدو الوضع حتى الآن، أن تلك الصدمة يمكن أن تكون القشة الأخيرة التي تقصم ظهر العولمة الاقتصادية الهشة، المبنية على 250 تريليون من الدين العالمي، ولن تكون هناك فرصة لسداده. أي أنه بنهاية وباء فيروس كوفيد-19، لن تنتهي الأزمة الاقتصادية، بل ستنتعش وتعيش حياة خاصة بها..في الاتحاد الأوروبي تمتلك البلدان الفقيرة غالبية الأصوات داخل الاتحاد. لذلك فإن القرارات التي يتم اتخاذها كثيرا ما لا تناسب الدول التي تمثل «النواة» الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، ويصبح الحل الوحيد أمام ألمانيا وغيرها هو مغادرة الاتحاد الأوروبي.   ويضيف نازاروف: إن الأزمة الاقتصادية سوف تدمر النموذج الاقتصادي نفسه، الذي بني عليه الاتحاد الأوروبي. فقد تسببت القرارات الشعبوية للأغلبية الفقيرة من دول الاتحاد في زعزعة استقرار الأنظمة المالية للدول التي تشكل «النواة» الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، إلى جانب ما تعانيه هذه الدول الغنية من حساسية زائدة في السياسة الداخلية، جراء تدفق العاطلين إلى سوق العمل بها. من جانبها تفقد الدول الفقيرة في الاتحاد إمكانية تصدير العاطلين عن العمل، وتحصد بذلك أزمة سياسية داخلية هي الأخرى، وتطالب بدعم وتضحيات من الدول الغنية لهذا السبب. إن الأساس الأيديولوجي للاتحاد الأوروبي يقوم على الازدهار الاقتصادي، بعيدا عن شعارات الحرية والديمقراطية وغيرها، إنه الازدهار الاقتصادي وحده. يريد الجميع أن يعيشوا كما يعيش الألمان، وذلك مقابل الحرية والسيادة وكل شيء. وبفقدان الازدهار الاقتصادي، ينتهي المشروع الطوباوي المسمى بالاتحاد الأوروبي، والذي قام على التمدد الاقتصادي لألمانيا، مع تعويض مؤقت لخسائر الدول الفقيرة في الاتحاد. سوف يستغرق الانهيار وقتا بالطبع، لكن هذا النموذج يحتضر، وأتوقع أنه في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة التي تعصف بالعالم الآن، سوف تصدر شهادة الوفاة لهذا الاتحاد رسميازدبلوماسية فيروس كورونا وكتبت صحيفة«لوفيغارو» الفرنسية، إنه بعدما كان ميدان الصراع بين واشنطن وبكين في التجارة وقضايا التجسس واختلاف وجهات النظر بين البلدين حيال هونغ كونغ والتوتر بشأن الأنشطة العسكرية التوسعية في بحر الصين الجنوبي، يضاف الآن الى الصراع موضوع فيروس كورونا كحجة جديدة لحربهم الباردة، ففي الوقت الحالي يقتصر قتالهم على التصعيد اللفظي وإجراءات الطرد، لكن الصراع بين البلدين بدأ يتضخم كل أسبوع..ان آلة الدعاية والتضليل في الصين باتت تعمل بأقصى سرعة ويتم توجيهها أولاً ضد الولايات المتحدة حيث اتهم الدبلوماسيون الصينيون الجيش الأمريكي بنشر Covid-19 او ما يعرف بفيروس كورونا في مدينة ووهان. ويزعم متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن وباء فيروس كورونا بدأ عام 2019 في الولايات المتحدة.وأوضحت الصحيفة الفرنسية ان الصين أصبحت تستثمر في القوة الناعمة لاستعادة سمعتها وتطوير نفوذها في أوروبا باستغلال «غياب» الولايات المتحدة، حيث قامت بإرسال طائرة مليئة بالأقنعة إلى إيطاليا مع دعاية كبيرة لها، كما قامت بمساعدة إيران وصربيا على تجاوز الأزمة، وباتت بكين تنتهج دبلوماسية فيروس كورونا من خلال تقاسمها لتجربتها في مواجهة الوباء مع العديد من الدول.  كيف يتمرد العالم في زمن الوباء؟ تحت نفس العنوان نشر قسم السياسة في صحيفة «غازيتا رو» الروسية، مقالا حول تأثير وباء كورونا على روح التمرد في العالم، وقدرة المعارضة على تنظيم مظاهرات..وجاء في المقال: أثر الانتشار السريع لفيروس كورونا حتما في مزاج الاحتجاج في العالم. ففي العراق، أدى انتشاره إلى همود احتجاجات، استمرت خمسة أشهر، وليس العراق البلد الوحيد الذي أنعكس فيه انتشار فيروس «كوفيد-19 » على المزاج الاحتجاجي. فاحتجاجات هونغ كونغ، التي لم تهدأ طوال عام، جرى آخرها في الأول من يناير/ كانون الثاني. وبعد ذلك، اقتصرت على مجموعات صغيرة. الاحتجاج، يتلاشى في روسيا أيضا. فكان من المفترض أن تخرج مظاهرة غير مرخصة ضد التعديلات الدستورية في موسكو في الـ 22 من مارس/ آذار، لكن المنظمين أعلنوا تأجيلها قبل أسبوع من موعدها..وما يحد من النشاط الاحتجاجي ليس فقط الوعي المدني بخطورة الوباء، إنما والتدابير التي تتخذها الحكومات لمكافحته. وفي هذا الصدد، قال المدير العلمي لمنتدى فالداي الدولي للمناقشة، فيدور لوكيانوف: «بعد استقرار الوضع، سيأتي الوقت الذي ستبدأ فيه القوى السياسية ومجموعات من المواطنين في طرح أسئلة على السلطات»..ووفقا للوكيانوف.   بعد تراجع الوباء، لن يقتصر الأمر على استئناف الاحتجاجات، إنما سيجري تغيير كامل في المشهد السياسي في بلدان معينة.وسوف تكسب من ذلك كل من القوى المناهضة للنظام، والتي ستعتمد على واقع أن النظام عجز عن حماية الناس، والحكومات القائمة، أيضا، إذا أثبتت فاعليتها في مكافحة الفيروس. فقد يميل تعاطف السكان نحو السياسيين المعروفين ذوي الخبرة الإدارية اللازمة

مشاركة :