فشل وزراء مالية مجموعة اليورو (يوروغروب) خلال اجتماع عبر الفيديو مساء أمس الثلاثاء في الاتفاق على الإجراءات الواجب اتّخاذها لدعم اقتصادات التكتل في مواجهة تداعيات وباء كورونا المستجدّ، تاركين بذلك أمر الاتّفاق على هذه الحزمة لقادة دولهم الذين سيعقدون قمة افتراضية الخميس. والاجتماع الوزاري الذي استمر ساعتين انتهى إلى الفشل بدليل عدم تمكّن الوزراء من الاتفاق حتّى على بيان ختامي. ووصل الأمر برئيس مجموعة اليورو ماريو سينتينو إلى حدّ القول إنّه ينتظر "بفارغ الصبر" اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المقرّر انقعاده الخميس، عبر الفيديو أيضاً، لكي يعمل الوزراء بـ"التوجيهات" التي سيتّفق عليها القادة. وشدّد سينتينو، وزير المالية البرتغالي، على "أنّنا مستعدّون لوضع قرارهم موضع التنفيذ بعد وقت قصير" من صدوره. وفي مواجهة الانكماش الاقتصادي الناجم عن كوفيد-19 تسعى إيطاليا، الأكثر تضرّراً من الوباء، مدعومة من فرنسا وإسبانيا، إلى الحصول على مساعدة مالية ضخمة من بقية الشركاء في الاتحاد الأوروبي، وهو أمر تعتبره دول الشمال، بقيادة ألمانيا وهولندا، سابقاً لأوانه. ودول الشمال، الأكثر التزاماً بضوابط الموازنة من دول الجنوب، ترى أنّ خطة التحفيز المالي الضخمة التي أعلن عنها مؤخراً البنك المركزي الأوروبي، بوسعها، إذا ما لاقتها إجراءات إنفاق من الموازنات الوطنية، أن تفي بالغرض في الوقت الراهن لا سيّما وأنّ الأزمة المالية الناجمة عن الوباء لم تبلغ ذروتها بعد. وفي حين تطالب دول الجنوب بوضع "آلية الاستقرار الأوروبية" في متناول الدول الأعضاء في منطقة اليورو، ترى دول الشمال أنّ هذه الترسانة المالية الضخمة هي ملاذ أخير ومن السابق لأوانه اللجوء إليها اليوم.
مشاركة :