أغلقت الجامعات حرمها الجامعي في كل مكان حول العالم، وألغيت الاختبارات وأصبح التعلم الافتراضي واقعاً- وكل هذا مع قدر قليل من التحذير، حيث يواصل القطاع الأكاديمي بأكمله ركوب موجة كبيرة من التغيير بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (COVID19)، ويرى القائم بأعمال رئيس الجامعة الملكية للبنات، د. ديفيد ستيوارت، أن ذلك بمثابة تنبيه لإيقاظ المعلمين في جميع أنحاء العالم.«في ظل الوضع الراهن، أصبح الحديث الرائج في الأوساط الأكاديمية هو التكنولوجيا.حيث يناقش أعضاء هيئة التدريس والموظفون جميع الخيارات الممكنة التي يمكن استخدامها لتعليم الطلاب، في الوقت الذي تُطبق فيه جميع الدول ما يعرف بالتباعد الاجتماعي، وفي حين أن فهم كيفية استخدام التكنولوجيا في التعليم لضمان الاستمرارية الأكاديمية أمر بالغ الأهمية، فمن المهم التواصل العاطفي مع الطلاب وتزويدهم بمهارات الذكاء العاطفي التي تساعدهم في الإبحار خلال أوقات عدم اليقين وزيادة قدرتهم على التكيف مع التغيير».«قد يكون فيروس كوفيد 19 قدم لنا لمحة عن عالم تهيمن عليه التكنولوجيا، ولكن بينما نلتقي افتراضياً ونتحاور افتراضياً ونتواصل افتراضياً، فقد أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الثورة الصناعية الرابعة تتقدم وأن العالم الذي تهيمن عليه التكنولوجيا سيصبح واقعاً قريباً، لذلك تظهر حاجتنا كبشر إلى اختراق الجدار الرقمي وإقامة اتصالات بشرية حقيقية».«الطلاب بحاجة إلى تلبية احتياجاتهم العاطفية والنفسية والجسدية والروحية. على الرغم من أن هذه العناصر كانت تعتبر عناصر هامشية على مر التاريخ في بيئة تعليم الطالب الأساسية، إلا أننا نعتقد أنه من مسؤولية المعلمين توفير تجربة تعليمية شاملة تلبي جميع هذه الاحتياجات التنموية البشرية».«تمكين الطلاب، ليس فقط من خلال المعرفة الأكاديمية، بل أيضاً الذكاء العاطفي، الذي يساعدهم في بناء علاقات ناجحة وفعالة، هو الخيار الأمثل والوحيد لنساعدهم في التغلب على التحديات الحقيقية للحياة وقيادة التغيير الإيجابي في بيئة العمل وفي المجتمع».إذا كان فيروس كوفيد 19 قد علم العالم الأكاديمي أي شيء، فينبغي أن يكون التعلم الاجتماعي والعاطفي بنفس أهمية الإعداد الوظيفي.إن الحياة تشكل عددا لا يحصى من التحديات التي تفرض مواقف مرهقة مليئة بعدم اليقين ولا يمكن السيطرة عليها بسهولة، وفي غياب مهارات التكيف الاجتماعي والعاطفي اللازمة للتغلب على المشاكل، فإن مواجهة هذه التحديات سوف تكون أمرا مرهقا للغاية.طلاب الجامعة هم بالفعل عرضة للقلق والاكتئاب، وفي الوقت الراهن، أضف إلى ذلك العزلة الاجتماعية، لذلك نحن أمام موقف يتطلب رعاية مدروسة.إذا كنت موجهاً تربويا أو أحد اختصاصيي التوعية في الجامعة، فعليك سد هذه الفجوة.اكتب رسائل تحفيزية عبر البريد الإلكتروني إلى طلابك وذكِّرهم بأنك لا تزال موجوداً لأجلهم ولدعمهم.دعهم يعبرون عن خوفهم ويتأكدون من وجود ناصح لهم ليتصلوا به ويستشيرونه في أمورهم.تذكر أن ضمان الاستمرارية لا يعني المزيد من العمل. كن صبوراً، أعد شرح الدروس، وذكّرهم بمجتمعهم الجامعي وطمأنهم بأنهم سيعودن إلى حياتهم الجامعية الطبيعية قريباً.
مشاركة :