تقطعت السبل بآلاف العائلات السورية في مصر، ويضع السوريون في الأسكندرية الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط هدفهم الأول وربما الوحيد. وعلى الرغم من خطورة الوضع، فإن الكثير من اللاجئين في مصر يصرون على قطع المتوسط في اتجاه أوروبا التي تعتبر بالنسبة لهم دار الأحلام، بعد أن دخلت الحرب السورية عامها الخامس من دون بصيص أمل في انتهائها. ويأتي هذا الإصرار بعد أن تفاقمت أوضاع اللاجئين المالية والصحية، ولم تجد عائلات سورية حلاً سوى المحاولة الأخيرة بالسفر إلى إيطاليا، عبر قوارب تقليدية تديرها عصابات التهريب. ومن هؤلاء الفتاة سناء التي تنوي المغامرة مع شقيقها إلى ألمانيا مروراً بإيطاليا. ويعتزم الشقيقان الالتحاق ببقية أفراد العائلة. وتقول سناء، إنها ظلت تحاول إقناع والدها لمدة سنتين حتى يسمح لها بالسفر، إلى أن نجحت في ذلك. وتضيف أنا في الـ 20 من العمر وأنا راشدة تماماً، ولهذا يتوجب عليّ أن أقوم باتخاذ قراراتي بمفردي. ويقول أبوسليمان إنه بعد موجة العنف التي اجتاحت البلاد، وتبعتها سلسلة من الاعتقالات والتعذيب أصيب عقب سقوط صاروخ أطلقته ميليشيات تابعة لـ حزب الله اللبناني على منطقته. ويوضح الأب لخمسة أطفال أن المفوضية السامية للاجئين قدمت له المساعدة، ولكن ثمن الدواء مرتفع، ولهذا فهو يأمل أن يتلقى العلاج المجاني في أحد البلدان الأوروبية. ويقول اللاجئ، إنه حين كانت عائلته بصدد عبور المتوسط، أعلنت وسائل الإعلام أنه تم العثور على حطام القارب الذي راح ضحيته مئات الأشخاص، ولكن المركب المنكوب غادر من ليبيا وعائلتي غادرت من مصر. أمّا المسؤول في إحدى المنظمات الإنسانية في مصر، محمد كشافي، فيؤكد أن نحو 10 قوارب تغادر السواحل المصرية كل أسبوع، والرقم في تصاعد مستمر.
مشاركة :