مشروعات حوثية خطيرة لجنيف - هاشم عبده هاشم

  • 6/14/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

•• لدي شكوك قوية في الخروج بنتائج مرضية للشعب اليمني من وراء اجتماعات جنيف المقرر بدء عقدها غداً.. •• وكما قلت في مقال سابق.. فإنه لا الرئيس المخلوع.. ولا عبدالملك الحوثي.. ولا إيران من ورائهما.. مستعدون لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.. كما يتوقع البعض ويتمنى البعض الآخر حتى يعود الأمن والاستقرار إلى اليمن الغالي.. لأنهم ينفذون أجندة تقوم على فرض واقع جديد يتحول معه اليمن إلى كابوس جديد على المنطقة بأسرها وليس على دول الخليج العربية فقط. •• فلماذا إذاً جاءوا إلى جنيف إذا كان الأمر بالنسبة لهم سيؤدي إلى التخلي عن السلطة وتأجيل تنفيذ الأجندة الإيرانية؟ •• الجواب هو.. أن ثلاثي نكبة اليمن.. أتوا إلى جنيف للمناورة.. واستغراق الوقت.. فإذا نجحوا في ذلك فإنهم يكونون بذلك قد حققوا ما جاءوا من اجله.. وإذا وجدوا نفسهم محاصرين بإرادة دولية قوية.. فإنهم قد يضعون الأمم المتحدة أمام سيناريوهات معقدة وهي: •• أولاً المطالبة بإجراء استفتاء للشعب اليمني لتحديد موقعه.. واختيار نظامه الذي يريده.. وسوف يعملون على أن تجيء نتيجة هذا الاستفتاء لصالحهم بحكم وجودهم على الأرض وتحكمهم في مقاليد الأمور وتوظيفهم للأحداث الجارية لصالحهم.. حتى وإن أوهموا الأمم المتحدة بإجراء هذه الانتخابات تحت إشرافها.. •• ثانياً تشكيل مجلس رئاسي يدير شؤون البلاد خلال مدة لا تتجاوز عاماً واحداً.. ويتكون المجلس من عناصر قيادية يتم الاتفاق عليها.. وتكون مهمة هذا المجلس هي التحضير لإعداد دستور جديد.. وإجراء انتخابات برلمانية تمكنهم من الاتيان بمن يريدونهم حتى يُدار اليمن بالصورة التي تحقق برنامجهم.. ويتم عن طريق هذا البرلمان انتخاب رئيس ضعيف بسلطات محدودة وتكون السلطة في يد رئاسة مجلس الوزراء التي سيختارون من يتولاها بعناية وبالمواصفات التي تحقق مخططاتهم المستقبلية.. •• وثالثاً سوف يلجأون في حالة سقوط المقترحين السابقين وعدم تمكنهم من تمرير أحدهما أو تمريرهما معاً.. إلى التلويح بفصل الشمال عن الجنوب (عملياً) وإن بصورة غير مباشرة.. عن طريق المطالبة بإقرار مشروع فيدرالية يمنية بين مكونين اثنين فقط هما شمال اليمن وجنوبه بعد إعادة رسم خارطة هذا المكون الجديد ويهدف ثلاثي المأساة اليمنية بهذا المقترح على وجه التحديد إلى خلخلة اليمن من الداخل والتلاعب بمشاعر اليمنيين ولا سيما في الجنوب وإيهامهم بأنهم يستجيبون بذلك لما يطالب به الكثيرون فيه بعد معاناتهم الكبيرة منذ الوحدة وحتى اليوم.. •• هذه المشروعات الخطيرة التي لا نكشف سراً عندما نقول إن الرئيس المخلوع وإيران والحوثي قد تدارسوها بعناية خلال الفترة الماضية.. وطبخوها بهدوء من قبل في بيروت لوضع المجتمعين في جنيف غداً امام خيارات صعبة وإظهارهم بمظهر الطرف الراغب في التسوية في الوقت الذي يهدفون من وراء ذلك كله إلى فرض النظام الذي يحقق أجندة سلخ اليمن عن أمته.. ومنطقته.. وثقافته وتحويله إلى "خنجر" قاتل في ظهر جيرانه ويتحقق في النهاية المخطط الذي يجري تنفيذه في شمال الجزيرة العربية وشرقها وغربها حتى تقوم في النهاية دولة الولي الفقيه.. •• وبكل تأكيد.. فإن هذه المخططات المسمومة لن تجد من يقبل بها.. أو يقبل حتى التحاور بشأنها لأن الهدف منها في النهاية هو إلغاء قرارات مجلس الأمن الخمسة الصادرة بشأن الوضع في اليمن وآخرها القرار الأخير 2216.. الذي وافقت الشرعية اليمنية على عقد لقاء جنيف بهدف تطبيقه وليس الالتفاف عليه وإلغاءه.. •• ولذلك أقول.. إن لعبة استغراق الوقت سوف تستمر حتى بعد جنيف.. وبالذات عندما تطرح فكرة تنفيذ هدنة كاملة خلال شهر رمضان.. وإلقام الجميع طُعماً جديداً يتمكن في ظله الأشرار الثلاثة من التمكين لهم والسيطرة على ما تبقى من الأراضي المستعصية عليهم.. ووضع المجتمع الدولي أمام خيار أصعب.. •• فإما أن تنطلي عليه هذه الألاعيب.. وهذا ما لا أتوقعه.. وإما أن يحزم أمره.. ويمضي في تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.. ويتم بذلك استخدام القوة ضد ثلاثي الشر وإعادة اليمن إلى حاضنة أمته.. وتأمين سلامة شعبه.. ويكون فيه وضع جديد يرضى به الشعب ويفرضه على الجميع. • ضمير مستتر : •• لا أمان لليمن.. إذا لم يُقطع رأس الأفعى الخارجي قبل أذنابها في الداخل..

مشاركة :