تقرير يكشف دوراً للاستخبارات الإيرانية في التحريض على اغتيال معارض في إسطنبول

  • 3/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت مصادر أمنية تركية إن التحقيقات لا تزال مستمرة في واقعة اغتيال المعارض الإيراني مسعود مولوي وردنجاني، الذي قُتل بالرصاص في أحد شوارع إسطنبول في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وإن هناك اتصالات بين السلطات التركية والإيرانية حول الواقعة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولَين تركيين، لم تحددهما، أن ضابطي مخابرات في القنصلية الإيرانية في إسطنبول حرّضا على قتله.وقُتل وردنجاني، الذي كان يعتقد أنه في منتصف الثلاثينات من العمر، عندما كان يسير مع أحد أصدقائه في حي شيشلي في وسط إسطنبول، حسبما ذكرت وكالة «ديميروران» الخاصة للأنباء، القريبة من الحكومة التركية، في 26 نوفمبر 2019، قائلة إنه كان يدير موقعاً معارضاً للتواصل الاجتماعي، وإنه قُتل بالرصاص في 14 من الشهر ذاته. وكان قد عُثر على غلاف رصاصات في مكان الحادث. وأظهرت تسجيلات مصورة نشرتها وكالة «إخلاص» التركية الخاصة للأنباء، ما يبدو أنها لحظة القتل. وكان مولوي يساعد في إدارة قناة على تطبيق «تلغرام» تدعى «الصندوق الأسود»، كانت تنشر اتهامات بالفساد بحق أعضاء في الحكومة وجهازي القضاء والاستخبارات في إيران، وتقول إن لها صلات داخل «الحرس الثوري» الإيراني.وقالت الشرطة التركية، وقتها، إنها تحقق في الواقعة ولا تملك معلومات في الوقت الحاضر عن خلفية مولوي. وفي 28 نوفمبر، أعلنت الشرطة التركية القبض على 5 أشخاص يشتبه في تورطهم في قتل وردنجاني من بينهم الشخص الذي يُعتقد أنه منفذ عملية الاغتيال عن طريق إطلاق الرصاص عليه من سيارة، وأن الأربعة الآخرين قدموا له المساعدة في قتله.وقالت وسائل إعلام تركية إن مولوي كان موظفاً سابقاً بالاستخبارات الإيرانية قبل أن يصبح معارضاً. وذكر تقرير للشرطة التركية بشأن حادث القتل، نُشر قبل نحو أسبوعين، أن وردنجاني كان يعمل في الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع الإيرانية وتحول إلى منتقد قوي للسلطات الإيرانية، وأنه نشر رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد «الحرس الثوري» الإيراني في أغسطس (آب) 2019، قبل ثلاثة أشهر من قتله، جاء فيها: «سوف أجتث قادة المافيا الفاسدين». وأضاف: «أدعوا الله ألا يقتلوني قبل أن أفعل ذلك».ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين تركيين كبيرين، لم تحددهما بالأسماء، أن ضابطي مخابرات في القنصلية الإيرانية في إسطنبول حرّضا على قتل وردنجاني. ولم تتهم الحكومة التركية إيران علناً بالضلوع في قتل وردنجاني. لكنّ المسؤولين قالا إن الحكومة ستتحدث مع إيران بشأن مقتله. وقال أحدهما إن ممثلي الادعاء الأتراك يتابعون القضية أيضاً. وقال المسؤول الأول إن المسلح المشتبه به وعدداً آخر من المشتبه بهم، ومن بينهم أتراك وإيرانيون اعتُقلوا في الأسابيع التي أعقبت الحادث، أبلغوا السلطات أنهم تصرفوا بأوامر ضابطي مخابرات في القنصلية الإيرانية. وذكر الثاني أن الأدلة التي شملت روايات المشتبه بهم تشير إلى أن «مواطنين إيرانيين لعبوا دوراً خطيراً في التحريض والتنسيق» في عملية القتل.وأضاف المسؤولان أن أنقرة ستقدم لإيران قريباً مذكرة رسمية بخصوص مقتل وردنجاني والدور الذي قام به مسؤولون يحملون جوازات سفر دبلوماسية.وأشارت الوكالة، نقلاً عن مصدرين أمنيين إيرانيين، إلى أن وردنجاني تحدى تحذيراً من «الحرس الثوري» بعدم التعاون مع شركات تركية في مشروعات متعلقة بالطائرات المسيّرة، دون مزيد من التفاصيل. وقالا إنه اتصل أيضاً بالولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معها. قائلة إنه لم يتسنّ لها التحقق من صحة ذلك. وقال أحد المصدرين الإيرانيين إن وردنجاني نشر وثائق على الإنترنت مفادها أنه نفّذ عملية تسلل إلكتروني أو حصل على معلومات من معارف له في إيران وإنه تجاهل طلبات الاتصال بالسفارة الإيرانية في أنقرة والتقى مع أميركيين ودبلوماسي إسرائيلي. ولم يذكر المصدر تفاصيل حول الوثائق أو اجتماعاته. وذكر المصدر الإيراني الثاني أيضاً أن وردنجاني تم تحذيره من مغبّة اتصالاته مع دبلوماسيين أجانب.كانت لقطات مصورة بثها التلفزيون التركي بعد مقتل وردنجاني، قد أظهرت مسلحاً يركض متجاوزاً رجلين في أثناء سيرهما بأحد أحياء وسط إسطنبول في الساعة العاشرة من مساء يوم 14 نوفمبر 2019، وأطلق المسلح عدة طلقات على أحدهما ليسقط على الأرض بينما كان رفيقه يختبئ.ومن المعروف أن لأجهزة الاستخبارات الإيرانية وجوداً ملحوظاً في تركيا المجاورة، حيث يقيم العديد من الإيرانيين في المنفى، ويأتي عدد كبير لتمضية عطلاتهم. وفي أبريل (نيسان) 2017 قُتل سعيد كريميان الذي كان يملك قناة ترفيه شهيرة ناطقة بالفارسية، هي «جيم تي في» بإطلاق النار عليه في سيارته من مجهولين في إسطنبول. وكان كريميان يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، ويدير تلفزيون «جيم» من دبي، ويقدم برامج غربية لمشاهدين ناطقين بالفارسية، بينها برامج ألعاب أميركية ومسلسلات تركية طويلة. ولم تتوصل السلطات التركية حتى الآن إلى الفاعلين، بعدما أحرقوا سيارة استخدموها في الحادث وُجدت على أطراف إسطنبول.

مشاركة :