حذرت منظمة الصحة العالمية من موجة تفش جديدة لمرض حمى الضنك في اليمن، بعد جهود كبيرة استمرت على مدى عشر سنوات لمكافحته، حصد فيها أرواح المئات من اليمنيين. وكشف المتحدث باسم المنظمة طارق جازاريفيتش، في مؤتمر صحفي عن وجود 3026 حالة إصابة بحمى الضنك في محافظات يمنية عدة، هي عدن، الحديدة، لحج، حضرموت، تعز، وشبوة. فيما لا يوجد لقاح للوقاية من حمي الضنك. وأكدت المنظمة الدولية أن تفشي المرضي الذي يعرف باسم "حمى الضنك النزفية" مرة أخرى في اليمن يأتي في أوضاع صعبة جدا، تتمثل في انهيار وتعطل النظام الصحي، ونزوح أكثر من مليون يمني، نتيجة للصراع والحرب التي تعيشها البلاد. مؤكدة أنها فعلت غرفة عمليات في وزارة الصحة لرصد الحالات الجديدة، كما عززت عمليات الرصد الوبائي في المحافظات المتضررة، وقامت بتوزيع اختبارات التشخيص السريع، و100 ألف وحدة من سوائل الحقن الوريدي وغيرها من الإمدادات اللازمة للعلاج في مستشفيات المدن المتضررة. ورغم إعلان المنظمة أن عدد الحالات قد تجاوز ثلاثة آلاف حالة، إلا أن عاملين في مجال الصحة أكدوا إلى "الوطن" أن الحالات قد تكون تجاوزت هذا الحد بأضعاف مضاعفة، خصوصا في المناطق التي باتت معزولة بفعل الحرب، وأن الكثيرون باتوا يجدون صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية نتيجة لهذه الأوضاع، الأمر الذي يدفعهم للاعتقاد بأن كثيرا من الحالات لم يتم تقييدها. ووفقاً لمسؤولين طبيين، فإن مرض حمى الضنك، انتشر بشكل كبير في المحافظات الجنوبية والشرقية، وقد تم تسجيل حالات وفاة بالعشرات خلال الفترة الماضية. وأن الأعداد قابلة للارتفاع بصورة أكبر. ونعى الوسط الإعلامي في عدن الجمعة الماضية وفاة الصحفي بوكالة الأنباء الحكومية وجدان الشاذلي، عقب إصابته بحمى الضنك. وفي محافظة شبوة، وتحديدا في مناطق جولة الريدة، وعزان، وجه الأهالي نداء استغاثة للتحذير من تفشي مرض حمى الضنك في صفوف السكان المحليين، حيث سجلت قرابة 800 حالة في مدينة جولة الريدة وحدها. وقالت مصادر طبية بمحافظة شبوة إن انعدام المحاليل الوريدية سيؤدي إلى وقوع الكثير من حالات الوفاة في صفوف المصابين، ما لم يكن هنالك تدخل من وزارة الصحة والمنظمات الدولية. أما في محافظة حضرموت فقد أشار إحصاء رسمي قدمه مكتب وزارة الصحة والسكان بساحل المحافظة، إلى رصد ما يقارب 130 حالة. ويقول خبراء في البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا إن السبب الرئيس لانتشار حمى الضنك يعود إلى انتشار مياه المجاري والصرف الصحي، وانتشار أكوام القمامة والقاذورات في شوارع المدن، نتيجة لتضرر منظومة الصرف الصحي جراء الحرب والصراع، ناهيك عن خزانات المياه غير النظيفة والمكشوفة، التي بات السكان يلجأون إليها لتوفير وتخزين احتياجاتهم من المياه، نتيجة الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية، وتدميرها لخزانات المياه الرئيسة في مناطق مثل عدن. وكانت تقارير رسمية يمنية صدرت خلال الفترة الماضية قد أكدت أن غالبية سكان محافظة تعز، التي تعد أكبر محافظات البلاد من حيث تعداد السكان، يعيشون في بيئات تعرضهم للإصابة بحمى الضنك.
مشاركة :