أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن الجميع يثق في الله وأن بلادنا محفوظة وأرضنا مباركة، ووعد الله لنا "مبارك شعبي مصر"، ونسأله أن ينهي أزمة فيروس كورونا عاجلًا وسريعًا، ونصلي من أجل المسئولين والطاقم الطبي الذين يبذلون جهود كبيرة في ظل هذه الأجواء. وقال قداسة البابا تواضروس الثاني – خلال عظة الأحد التى القاها اليوم من المقر البابوي ونقلتها مجموعة من القنوات لافضائية - إن وباء كورونا رسالة من الله لكي يستيقظ الإنسان الذي عاش في حروب ومجاعات واستعراض قوة وتخزين أسلحة وصار جمع المال والثروات شهوة حتى انتشرت الحروب والعنف والإرهاب، وأصيب العالم بالضعف الأخلاقي والفساد، وانتشرت أفكار مثل الإلحاد والشذوذ الجنسي. وأضاف البابا تواضروس أن الإنسان انصرف عن الله الخالق ولم يتوقع أن فيروس صغير مثل كورونا يؤثر في العالم بهذا الشكل ويخلق هلعًا وخوفا وتأخذ الدول والحكومات إجراءات استثنائية لمواجهة المرض. وطمأن البابا تواضروس المصريين قائلًا: كن مطمئنًا الله ضابط الكل يدير هذا العالم ومحب للبشر، متسائلًا: هل الله راضي عن الخليقة؟ وأجاب نعم مازال الله يحب العالم ولكن لا يحب الشر الذي في العالم، وتابع قائلا، في بلادنا إجراءات قوية وحاسمة والجميع يعمل لحفظ البلاد من شر هذا الفيروس، وهناك بلاد لم تستطع علاج مواطنيها، ولكن لدينا رجاء في المسيح الذي سيمد يده كطبيب حقيقي ليرفع عنا هذا الوباء المميت. وتابع قائلا، الله أعطانا عقلًا لنفكر به، ومن ثم تتخذ إجراءات غير معتادين عليها وبلادنا اتخذت إجراءات حاسمة لوقف الفيروس وانتهز الفرصة لأشكر الطاقم الطبي وهم جنود بواسل لحماية الشعب من الشرور. وشدد قداسة البابا تواضروس الثاني على ضرورة كسر سلسلة انتشار العدوى وهو إجراء غير معتاد، وأنه لابد من الابتعاد عن أي تجمع لأنه كفيل بنشر العدوى، وأن المشكلة أنه إلى الآن لا يوجد أدوية للقضاء على المرض. وناشد البابا تواضروس جموع المصريين قائلا، من فضلك أكسر دائرة العدوى ولا تلمس أية أسطح وأغسل يدك بالماء والصابون واستخدم المطهرات بحكمة بينما الماء والصابون أكثر وسيلة دفاعية أمانًا، إلى جانب خلق مسافة متر ونصف أو مترين بينك وبين الأخر،لافتا إلى أن إصابة كورونا لا تظهر إلا خلال ١٤ يوما ورغم بساطة هذه الإجراءات إلا أنها ذات أهمية بالغة، وأنه لا يوجد أغلى من الصحة فلا فائدة من وجود مجتمع مرضى أطلب لكم جميعا الصحة. ووصف البابا تواضروس قرار غلق الكنائس بالقرار الصعب مضيفًا: وشخصيا قرأت في كتب التاريخ لأعرف ماذا فعلوا في غلق الكنائس ولنتحمل قليلا من أجل السلامة والوقاية، مشيرا إلى أن بعض الكنائس تمارس سر الاعتراف بالتليفون وبعض اجتماعات الصلاة والتسبحة تتم اونلاين ونتمنى أن تمر هذه الفترة بسلام.
مشاركة :