زخرت السينما العالمية مؤخراً بالعديد من الأعمال السينمائية التي عكست الوجه القبيح للطبقية كل على حسب إطاره الثقافي والسياسي المحكوم به، وأيضاً باعتماد أساليب وتيمات فنية مختلفة. فبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الصراع الأزلي استحوذ – بشكل ملحوظ العام الماضي - على المزاج العام لكثير من صناع السينما حول العالم، وهو ما يبرر الحضور القوي لموضوعاته في المحافل السينمائية الدولية كمهرجانات كان وفينيسيا وبالتأكيد جوائز الأوسكار.ففي فيلم الدراما الأمريكي «Joker»، ناقش مخرجه تود فيليبس الطبقية من منظور سودوي بما يتناسب مع طبيعة المرض النفسي للبطل والمجتمع. وحرص الفرنسي لادج لي، في شريطه «Les Miserables» على طرح رؤية معاصرة للطبقية متأثرا برواية فيكور هوجو "البؤساء" والمعاناة التي عاصرها في الأحياء الباريسية الفقيرة منذ طفولته. أما الفيلم البرازيلي «Bacurau» للمخرجين كليبر ميندوزا فيلهو وجوليانو دورنيلز، تناول نفس الفكرة معتمداً على التجريب ودمج أكثر من نوع سينمائي، وهو ما فعله أيضاً الكوري الجنوبي بونج جون هو، في تحفته المتوجة بالأوسكار «Parasite»، لكنه يأتي في مرتبة متقدمة عن الأفلام السابق ذكرها بسبب الذكاء في توظيف عناصر السيناريو، ما جعل موضوعه غير مقتصراً على المجتمع الكوري وحسب وإنما يصلح لكل زمان ومكان.ويأتي الفيلم الإسباني «The Platform» للمخرج الباسكي جالدير جازتيلو أورتيا، والفائز بجائزة تصويت الجمهور في قسم "جنون منتصف الليل" بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي العام الماضي، ليشكل لبنة أخرى في جدار البناء الطبقي المعقد للمجتمعات. ولكن إذا كان صناع السينما قد قتلوا موضوع الطبقية بحثاً خلال العام الماضي وبأنماط وقصص متنوعة، ما الذي يجعل هذا الفيلم مميزاً إذن؟ وهل ثمة رابط بينه وبين ما يشهده العالم حالياً من كارثة كورونا؟
مشاركة :