لا أحد يختلف بأن منتخبنا الوطني لكرة القدم « الأزرق « لم يحسّن من أدائه ولم يضف شيئا جديدا على أسلوب لاعبيه و كان أداؤهم داخل الملعب أمام المنتخب اللبناني الشقيق في بداية مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى مونديال روسيا 2018 ونهائيات كأس آسيا بالإمارات 2019 عاديا غير مقنع . فالأزرق مازال لونه باهتا ولايمكن لمنتخب بمثل هذا الأداء وذاك المستوى كأفراد وكمجموعة و أيضا بمثل هذه الفوضى من الإعداد والتجهيز أن يحجزمكانا تنافسيا في أكبر بطولتين تعتبران هما المقياس الحقيقي لحال الكرة الكويتية . لايمكن من خلال الوضع الكروي الحالي للكرة الكويتية من حيث التخطيط والفكر والإستراتيجية وتنظيم المسابقات المحلية والمستوى الفني والإداري أن نخلق منتخبا قويا ينافس بشراسة على البطولات والتأهل لمراحل متقدمة . من المستحيل أن « نشد الظهر» ونفرح ونتفاءل بفريق كروي يرد لنا الروح ويثلج الصدر ونراهن عليه في تحقيق الفوز وضمان التنافس « راس براس» مع منتخبات تفصلنا عنها مسافات وأبعاد ومراحل في الإعداد والتجهيز والتفرغ ومراحل إضافية في الإعداد الذهني والنفسي وحسن اختيار لاعبي المنتخب المبني على المستوى والعطاء والمهارات وليس على المجاملات والتركيز على أندية النخبة في تشكيلة المنتخب كما هي عليها خلال ربع القرن الأخير ! اللاعب البارز في الأندية المظلومة والمغلوب على أمرها «لايشم ريحة « المنتخب حتى لو كان هدافا للدوري مالم يلعب ضمن فريق ناد جماهيري كبير عندها يحجز لنفسه المكان الذي يليق بناديه الجديد والأمثلة كثيرة يعرفها كل من يتابع اختيارات لاعبي المنتخب طوال المراحل الأخيرة . أمام من يملك ملف المنتخب الوطني الكويتي الأول خياران إما أن يحدد ماذا يريد ويهدف ويفكر ...هل يريد الفوز ببطولات والتأهل إلى نهائيات إقليمية ودولية أم يسعى ويخطط لتشكيل منتخب قوي جديد وينسى البطولات لمدة أربع سنوات . إذا كان كل تفكيره بأن يمثل المنتخب الحالي ونفس أغلب الوجوه الأساسية المكررة فعليه « أن يغسل إيده « فمعظم تلك الأسماء والوجوه ماقصرت وحان وقت اعتزالها وتكريمها التكريم التي تستحقه . إذا ليس أمام من يملك ملف «الأزرق «الأول إلا بناء منتخب شاب جديد مزيج من لاعبي المنتخب الأول الجدد ولاعبي المنتخبات الأولمبية والشباب والناشئين هذا إذا كان جاداً في بناء منتخب منافس للسنوات العشر المقبلة . وأنا أرى من خلال وجهة نظري الشخصية بأنه لو استقر مدرب المنتخب نبيل معلول في الكويت وتفرغ لمتابعة الدوري المحلي بأكمله دون زيارات خاطفة وطويلة لدولة قطر ويختار لاعبي المنتخب بنفسه لإعداد المنتخب دون توصيات وترشيحات شخصية وتدخلات ويتابع جميع مباريات وتدريبات فرق الأندية المحلية ومنح الوقت الكافي والصلاحية الكاملة من الممكن أن نحصل على منتخب نعتمد عليه . أما إذا استمر الوضع كما هو عليه « فالتوه» وفوضى وسوء إعداد وواسطات ومجاملات في الاختيار هذا يعنى « يبيلنا ربع قرن جديد» بعيداً عن المنافسات وإعادة الزمن الجميل للكرة الكويتية !
مشاركة :