لا خلاف على ان الشارع الرياضي في الكويت استبشر خيرا بعد توقيع التونسي نبيل معلول عقدا لتدريب المنتخب الاول لكرة القدم لمدة 18 شهرا مع إمكانية التجديد وذلك قبيل انطلاق نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في أستراليا مطلع 2015. صحيح ان «الازرق» لم يحقق المراد في «العرس القاري» بخسارته ثلاث مباريات في الدور الاول الا ان معلول كان معذوراً لانه لم يحظ بفترة تجيز له التعرف على اللاعبين وإيجاد الآلية التي تناسب التشكيلة وفق فكره التكتيكي الذي انعكس إيجاباً على الفريق من خلال مبارياته الودية. وعلى الرغم من الصعوبة التي واجهها المنتخب امام مضيفه اللبناني في صيدا في انطلاق مشاركته ضمن منافسات المجموعة السابعة للتصفيات المشتركة لكأس العالم 2018 في روسيا وكأس اسيا 2019 في دولة الإمارات، الا ان الفوز «رقّع» كل السلبيات خصوصا ان «منتخب الأرز» شهد تطورا مطّردا في السنوات الاخيرة. عانى معلول كثيراً في الكويت وتحديداً من الناحية اللوجستية كأرضيات الملاعب التي شكلت هاجسه والمباريات الودية التي اعتادت على التأجيل، فيما أخذ عليه البعض كثرة أسفاره الى العاصمة القطرية الدوحة لتحليل المباريات لمصلحة قنوات «بي ان سبورتس» على الرغم من اتفاقه مسبقاً مع الاتحاد المحلي للعبة على ذلك. ويبدو ان الاستقرار النسبي الذي عاشه «الازرق» منذ وصول معلول خلفاً للبرازيلي جورفان فييرا الذي جرى إنهاء عقده بعد الإخفاق في «خليجي 22» في السعودية وخروجه من الدور الأول إثر الخسارة الكبيرة أمام عمان بخماسية نظيفة، والآمال التي عقدت عليه لوضع الفريق على خط التأهل الى «آسيا 2019» والمرحلة الحاسمة من تصفيات مونديال 2018 بالاضافة الى احياء الآمال في امكان احراز لقب «خليجي 23» الذي ما زالت مسألة تنظيمه في الكويت بنهاية ديسمبر المقبل موضع شك، بدأ يتحول سراباً. فقد علمت «الراي» بأن معلول تلقّى عرضاً مغرياً لتدريب الفريق الأفريقي التونسي فوراً وأن إمكانية تخليه عن «الأزرق» باتت احتمالاً قوياً، انطلاقاً من مبدأ الاحتراف الذي يؤمن به المدرب. العرض الذي وصل الى معلول جاء من المليونير سليم الرياحي (43 عاما) رئيس النادي الأفريقي الذي يريد التعاقد مع نبيل وجهازه الفني كاملاً بما فيه مساعده الكويتي د. محمد مشعان بأي ثمن بغية احراز الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس التونسيين ودوري ابطال افريقيا) والتي سبق للمدرب ان حققها مع ناديه الأم الترجي في العام 2011. يبدو معلول متحمساً للفكرة وهو منكبّ على دراسة العرض بجدية على الرغم من ان الاتحاد الكويتي لن يرضى بتحريره في الوقت الراهن الذي ينتظر فيه الفريق خوض مباراتين وإن كانتا سهلتين امام ميانمار في الكويت ولاوس خارج الديار في 3 و8 سبتمبر المقبل على التوالي في التصفيات المشتركة. «الراي» تواصلت مع معلول المتواجد حاليا مع «الازرق» في معسكر تركيا، فأكد وجود عرض تونسي جدي وشدد: «لم أوافق ولم ارفض، وتبقى المسألة مفتوحة على الاحتمالات كافة». وأضاف: «تركيزي منصبّ حالياً على مباراتي ميانمار ولاوس في التصفيات. اريد تحقيق تسع نقاط من المباريات الثلاث الاولى للفريق في التصفيات، وعندها فقط سأتخذ القرار او ربما أبدي رأيي الرسمي في المسألة، لكن كل شيء يبقى ممكناً في عالم كرة القدم». يذكر ان معلول (54 عاما في 25 ديسمبر المقبل) ينتمي عاطفيا الى نادي الترجي كما أكد مرارا وتكرارا بيد ان فكرة تولي قيادة غريمه التقليدي الأفريقي تروق له، لذا ينبغي على الاتحاد الكويتي إيجاد بديل طوارئ لان الاستحقاقات التي تنتظر المنتخب متلاحقة بشكل كبير، وربما عليه الجلوس مع المدرب التونسي فوراً لحسم امر بقائه من عدمه. يملك معلول سيرة ذاتية حافلة كلاعب حيث دافع عن ألوان الترجي (1975-1989 و1991-1994) والنادي البنزرتي (1994-1995) والنادي الأفريقي (1995-1999) وهانوفر الألماني (1989-1991) وأهلي جدة السعودي (1999-2000) قبل أن يمتهن التدريب كمدرب مساعد للمنتخب التونسي في عهد الفرنسي روجيه لومير خلال كأس أمم أفريقيا 2004 التي توج «نسور قرطاج» بلقبها، ثم شغل المنصب ذاته في سبتمبر 2006 إلى جانب طارق ثابت. كما شهدت مسيرته تدريب النادي البنزرتي في بداية الموسم 2005-2006 ثم الترجي وقاده إلى ثلاثية تاريخية العام 2011. استقال من منصبه في العام ذاته قبل أن يعود بعد أشهر قليلة ليخلف السويسري ميشال دوكاستيل وينجح في قيادة الفريق إلى اللقب المحلي والدور النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا حيث خسر أمام الأهلي المصري. توج كلاعب بلقب الدوري التونسي 6 مرات مع الترجي (1982 و1985 و1988 و1989 و1993 و1994) ومرة واحدة مع النادي الأفريقي (1996)، وكأس تونس مرتين (1986 و1989) والكأس السوبر المحلية ودوري أبطال العرب مع الفريق ذاته (1993) وكأس الكؤوس العربية مع النادي الأفريقي عام 1995، وخاض 74 مباراة دولية.
مشاركة :