تقلصت نسبة تلوث الهواء في الأجواء الأوروبية، في وقت تعيش دول القارة حجرا صحيا، تقلص معه نسق حركة النقل ومستوى الإنتاج، وذلك بعد الاجراءات التي اتخذت في سياق مكافحة انتشار وباء كوفيد-19 (كورونا). ورغم ذلك فإنه من المبكر قياس آثار هذا التراجع في نسبة التلوث على المدى البعيد. وتظهر صور للأقمار الصناعية الفرق، بين نسبة تركز الغازات الدفيئة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا خلال شهر آذار/مارس الحالي. وكانت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أظهرت خلال الشهر الماضي كيف أن انبعاثات الغازات الدفيئة انخفضت إلى درجة كبيرة في مدينة ووهان الصينية، التي تعد بؤرة انتشار فيروس كورونا (مرض كوفيد-19)، إذ تحول لون الخريطة الصينية من اللون الأحمر/البرتقالي إلى اللون الأزرق. من جانبها لاحظت وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) الظاهرة نفسها في إيطاليا منذ بداية الشهر الحالي، حيث يعيش السكان تحت الحجر الصحي منذ 9آذار/مارس الحالي. وبحسب الوكالة الأوروبية لليئة فإن مدن مدريد وبرشلونة الإسبانيتين تتبعان المنحى نفسه، حيث يعيش الناس هناك حجرا صحيا فرض بشروط صارمة منذ منتصف الشهر الحالي. وفي إيطاليا تراجعت نسبة تركز التلوث من الغازات الدفيئة إلى النصف، وفق أحد العاملين في برنامج كوبرنيكوس الأوروبي لمراقبة الارض. (ونشر مستخدم على تويتر تراجع حركة النقل الجوي خلال الشهر الماضي، في شبكة "أوبن سكاي").ماذا بعد؟ أما بالنسبة إلى دول او مناطق أخرى ممن قررت فرض الحجر الصحي، مثل فرنسا وبلجيكا والارجنتين وكاليفورنيا وتونس وبفاريا وكولومبيا، فإن الباحثين ينتظرون التطورات. ومع ذلك فإن هذا لا يعني أن الهواء نظيف، فقد اختبرت بيكين سلسلة من الجزيئات الدقيقة الملوثة الشهر الماضي، بحسب مرصد الأرض التابع للوكالة الأمريكية (ناسا). والشيء نفسه جرى في باريس، حيث سجل مؤشر لمعدل نسبة التلوث بسبب الجزيئات الدقيقة أيضا، رغم الحجر الصحي. ويمكن لدرجة تركز التلوث أن تتفاوت بحسب حالة الطقس، "لأن بعض مصادر الطاقة مثل طاقة المصانع/الإنتاج، أو تلك المرتبطة بالمنازل لا تنخفض بشكل واضح، بما أن معظم الناس يوجدون في منازلهم". ومع ذلك فإن الجسيمات المعلقة في غلاف الأرض الجوي، من الفئة التي يتراوح قطرها بين 2.5 ميكرومتر و10 ميكرومتر، إلى جاتب أحادي اكسيد الكربون، ستنخفض مع مرور الوقت، بسبب تراجع حركة النقل والصناعة بصفة خاصة.أي أثر لمثل هذه الاستراحة في السكان؟ يؤدي تلوث الهواء وفق دراسة حديثة إلى 8.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا، في مختلف انحاء العالم. فما أثر مثل هذه الظروف الغير عادية؟ يقول الأخصائي الفرنسي في علاج أمراض الرئة برونو هوسيه: "إن أي انخفاض للتلوث هو امر جيد". فعلى المدى القصير يتسبب التلوث بفعل الجزيئات الدقيقة تقرحا على مستوى العينين والحنجرة، وعدم ارتياح على مستوى الجهاز التنفسي. وقد يكون العلاج ضروريا بالنسبة لكبار السن أو المصابين بالربو او بأمراض القلب، خلال الأيام او الأسابيع التي تلي تعرضم للجزيئات. وعلى المدى الطويل يمكن أن يتسبب في أمراض مزمنة تصيب الجهاز التنفسي او القلبن أو تتسبب في سرطان الرئتين. ويمكن للبقاء في الحجر أن يقلص المؤثرات المسببة للالتهابات، ولو أن نوعية الهواء داخل البيوت تتوقف على الهواء المتأتي من الخارج.دراسة بيانات عالمية تربط بين تلوث الهواء والكآبة والانتحار تلوث الهواء يكلف الاقتصاد 2,9 تريليون دولار في السنة
مشاركة :