قبل ثلاثة أيام نشرت صحيفة (سبق) تعقيبًا من إدارة المرور يؤكد نجاح (نظام ساهر الإلكتروني) في الحدّ من المخالفات والحوادث المرورية! فبحسب ذلك التعقيب انخفضت أعداد الحوادث المرورية بنسبة (43%) كما ظهر ذلك من خلال مراقبة أحد الطرق الرئيسة! أيضًا قلت معدلات الوفيات والإصابات جراء الحوادث في المدن الرئيسة التي طُـبِّـق فيها (نظام ساهر) في عام 1435هـ عنها في العام الذي قبله!! ففي عام 1434هـ كان عدد المتوّفين (1422)، والإصابات (7582 إصابة)، بينما بلغ مجموع الوفيات سنة 1435هـ (1056) والإصابات (5611)!! وهنا مع تحفظي على لغة الإحصاءات التي كان المفترض أن تكون أشمل وأكثر دقة وكشفًا للحقائق إلا أنه من باب الإنصاف التأكيد بأن (نظام ساهر) ساهم في المحافظة على الأنظمة المرورية ولاسيما ما يتعلق بالالتزام بالإشارات والسّرعات المحددّة، حتى أصبح ذلك سلوكًا فرضته القوة الإلكترونية، مع الأمل أن يكون ذلك عادة مجتمعية حضارية في المستقبل!! ولكن بدايات تطبيق هذا النظام كانت تفتقد للتوعية، وكان فيها نوع من الـترصد والجشع التجاري الذي خلق روحًا عدائية بينه وبين عامة المواطنين، ووصفهم له بـ(الـسّـارق)، حتى وصل الأمر لإحراق عدة مركبات لـه، وتكسير لكاميراته في مناطق مختلفة! وبالتالي أجزم أن المرحلة السابقة تحتاج لتقييم صادق، يحاول تفادي السلبيات، وفتح صفحات جديدة للنظام مع المجتمع، تكون واضحة وبعيدة عن سياسة الاختباء وراء الأشجار والجسور! ولعل من المهم في هذا الميدان إعادة النظر في تراكم المخالفات على بعض السائقين حيث وصلت لعشرات الألوف من الريالات، فلعلها تُـسقط أو يُـعَـوّض عنها بعقوبات بديلة كالخدمة في المستشفيات ومراكز التأهيل وغيرها! فإن تعذر ذلك فالأقل تُخفض تلك المبالغ أو تُـقَســط حيث أصبحت عائقًا يحرم المُتلبسين بها من الـخدمات، وهذا وربما اضطرهم لارتكاب مخالفات تمسّ أمن الوطن! أيضًا أتمنى من إدارة المرور أن تعالج بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة الأسباب الأخرى للحوادث البعيدة عن (السائق) كعيوب تصنيع المركبات وسوء الطرق، وإدارة الحركة المرورية! أخيرًا أرجو عودة برامج التوعية المرورية (الغائبة) عن المشهد، وتكثيفها عبر القنوات الفضائية والبرامج والتطبيقات الإلكترونية فهي إنّ لم تؤثر في الكبار لابد أن تزرع بذور المحافظة على النظام في نفوس الـصّغار!. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :