أكد المحلل النفطي كامل الحرمي ضرورة أن تتخذ الكويت قرارا بخفض إنتاجها النفطي حاليا، نظرا للظروف المحيطة بالأسواق المتشبعة بالخام، إضافة إلى قلة الطلب على الخام عالميا، بسبب توقف النشاط الصناعي في غالبية الدول المستهلكة للنفط، نظرا لانتشار فيروس كورونا حول العالم، خاصة في الدول الصناعية. وقال الحرمي، لـ"الجريدة"، إن قيمة شحن الخام زادت من 40 سنتا الى دولار للبرميل، مما يعني أن كلفة الإنتاج زادت بمعدل لافت، لافتا إلى أن هذا الأمر يعني زيادة تبلغ نحو 100 ألف دولار يوميا في قيمة الشحن إذا افترضنا تصدير مليوني برميل يوميا. وأشار إلى أن "هذا يعني بالضرورة أن نخفض معدل التكرير في مصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله؛ إذ إننا سنحقق بذلك خسائر في قطاع التكرير". وتابع: "إذا افترضنا جدلا أن قيمة إنتاج النفط الكويتي في حدود 7 دولارات مضافا إليه 8 دولارات مصاريف الشحن والتأمين، إضافة إلى الخصم لمنافسة منتجي النفط الصخري، أي ما يعادل 15 دولارا، أي بخسارة دولار لكل برميل أو أكثر، ويعتمد على سعر الوصول عن التفريغ، وكذلك الحال بالنسبة لبقية نفط دول الخليج ونفوط العالم". وشدد الحرمي على "ضرورة الاكتفاء محليا بإنتاج كميات العقود طويلة الاجل والمبرمة مسبقا، والتزام المشترين بالشراء بدلا من التخزين من النفط الخام والمشتقات النفطية المكررة، خاصة اننا لم نصل الى ذروة الاستهلاك حاليا، كون الأسواق النفطية لديها فائض كبير مع قلة خزائن وصهاريج التخزين". وبين أن هناك أكثر من 35 مليون برميل على ناقلات النفط العملاقة، التي أصبحت الآن عوامات تخزين وبكلفة تقارب 200 ألف دولار في اليوم، لافتا الى أن الأسواق النفطية لم تر القاع حتى الآن؛ وهذه الحالة ستستمر الى ما يقارب سنة، ستشهد فيها أسعار النفط هبوطا غير مسبوق.
مشاركة :