في الذكرى الثانية لرحيل الكاتب أحمد خالد توفيق، ومع الظروف التي تمر بها البلاد بل والعالم أجمع، بسبب إنتشار فيروس كورونا، تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أجزاء من أحد كتب الكاتب الراحل بعنوان "شربة الحاج داود"، يتحدث فيها عن ظهور فيروس كورونا (COVID-19) في مصر، وحول إن كان الفيروس سيسبب خطرا على المصريين أم لا، في شكل يرى فيه أغلب النشطاء أنه تنبؤ من الكاتب الراحل بظهور الفيروس فى مصر، كما تداولوا أجزاء عن حديثه عن الفيروسات والوباء بشكل عام. وقال توفيق في كتابه "شربة الحاج داود": "لا أشعر أن مشكلة فيروس "كورونا" خطيرة لهذا الحد إذا وصل إلى مصر والسبب سأشرحه حالًا: هناك درجة معينة من سوء الأحوال الاقتصادية قد تحميك من الأخطار، الأطفال الأفارقة تخزن أجسامهم "الافلاتوكسين" سم الفطريات، في صورة غير سامة في البداية، تحتاج هذه المادة إلى بروتين كي تعطينا السمية الكاملة، هذا لا يحدث بسسبب سوء التغذية وقلة البروتين، عندما تتحسن الأمور نوعًا ما يأكل الصبي اللحم، ينشط الافلانوكسين، ويحدث سرطان الكبد، هكذا تجد أن الجوع يحمي الأطفال السود من سرطان الكبد، فهل يحمينا جو مصر من الفيروس؟ يمكننا ما حدث". وأضاف: "عندما وصل الكورونا إلى مصر، كل يحمل هذا الاسم المخيف MERs-COومعناه (المتلازمة التنفسية الخاصة بالشرق الأوسط الناجمة عن كورونا)، هبط من الطائرة وهو يتحسس شاربه في ثقه كما يفعل مستر اكس في الأفلام، عندما يغزو البلاد وتمتلئ عنابر المستشفيات.. هل تذكر السارس الذى ارتجفنا من هوله منذ أعوام، والذى فتك بمكتشفه الطبيب الإيطالى كارلو أوربانى، إن فيروس سارس هو أخو فيروس كورونا، مع اختلاف بسيط، بل إنه يتذكر أوبئة الأنفلونزا الشهيرة وباء 1917 مثلا الذى لم يترك مخلوقا على ظهر الأرض إلا وأصابه، وقد دفنت قرى كاملة تحت الثلوج بعدما مات كل أهلها". وتابع: "لقد تعلم الكورونا أشياء كثيرة في مصر، منها أن الملاريا فيروس، كان يعتقد ان الملاريا حيوان وحيد الخلية، وهذا يتعلمه أي طفل في الصف الثانى الإعداى، لكنه اكتشف أن هذا غير صحيح". واستطرد: "حاول أن يحتمى في أعلى الجهاز الهضمى، لكنه فوجئ بكميات من اللبن المخلوط بالسيرامك واللحم منتهى الصلاحية، والزيتون الأسود المطلى بالورنيش، والجبن المحفوظ بالفورمالين، ثم غرق من ماء المجارى العطن، عرف أنها مياه معدنية ابتاعها صاحب الجسد ليشرب ماء نقيا غير عالم أنها مملوءة من الحنفية. وواصل: "فجاة ساد حر رهيب، وارتفعت الحرارة إلى حد غير مسبوق، بعد هذا أدرك الفيروس البائس أن الأمر يتكرر خمس مرات يوميا"، وتابع:"بعد قليل عرف أن وعيه ينسحب، الحياة تتسرب منه، سقط، لقد قضت مصر على الفيروس، كما ترى أنا مطمئن، هذا الفيروس الرقيق الواهن سوف يصاب بالتسمم ويموت، فلا مكان له في مصر، لا داعى للقلق. وفي كتابه عن الطيور نحكي من سلسلة سافاري يقول توفيق: "الكابوس الذي يطارد علماء الفيروسات في العالم كله هو أن يعود وباء إنفلونزا عام 1918 الذي أطلقوا عليه اسم ( الوباء الأسباني) إلى الظهور.. لقد فتك هذا الوباء بثلاثين مليونًا من البشر، أي أكثر من ضحايا الحرب العالمية الأولى، وعمليًا لم ينج إنسان على ظهر الكرة الأرضية من الإصابة به سواء كانت شديدة أو خفيفة، قاتلة أو غير قاتلة. وتابع: "أين يجتمع الخنزير والدجاجة؟ طبعًا عند كل فلاح صيني، كل فلاح صيني يخفي في حظيرته مختبرًا خطيرًا للتجارب البيولوجية، وفي هذه الحظيرة تنشأ أنواع فيروسات فريدة لم نسمع عنها من قبل، ولهذا لا نسمع عن أوبئة الإنفلونزا المريعة إلا من جنوب شرق آسيا حتى صار للفظة ( إنفلونزا آسيوية ) رنين يذكرنا بلفظة ( طاعون)، لكن د. ( شرودنج) و ( بارتلييه) يعرفان جيدًا أن الوباء الحقيقي المرعب قادم لا شك فيه، سيبدأ من مكان ما في الصين أو (هونج كونج)، ساعتها لن يكون لنا أمل إلا في رحمة الله، ثم البيولوجيا الجزيئية وسرعة تركيب اللقاح. كتاب "شربة الحاج داود" صدر عام 2014، عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات للكاتب والطبيب الراحل أحمد خالد توفيق، طبية وعلمية.
مشاركة :