يعد الكاتب أحمد خالد توفيق الذي تحل اليوم، الخميس 2 أبريل، الذكرى الثانية لرحيله، أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي ولقب بالعراب. بدأت الرحلة الأدبية، لـ أحمد خالد توفيق، المولود في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، مع كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة، ورغم أن أدب الرعب لم يكن سائدًا في ذلك الوقت فإن السلسلة حققت نجاحًا كبيرًا واستقبالًا جيدًا من الجمهور، ما شجعه على استكمالها، وأصدر بعدها سلسلة فانتازيا عام 1995 وسلسلة سفاري عام 1996، في عام 2006 أصدر سلسلة WWW. ألف أحمد توفيق روايات حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، وأشهرها "رواية يوتوبيا" عام 2008 وقد تُرجمت إلى عدة لغات وأعيد نشرها في أعوام لاحقة، وكذلك "رواية السنجة" التي صدرت عام 2012، و"رواية مثل إيكاروس" عام 2015 ثم رواية في ممر الفئران التي صدرت عام 2016 بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل: "قصاصات قابلة للحرق" و"عقل بلا جسد" و"الآن نفتح الصندوق" التي صدرت على ثلاثة أجزاء. اشتهر أيضًا بالكتابات الصحفية، فقد انضم عام 2004 إلى مجلة الشباب التي تصدر عن مؤسسة الأهرام، وكذلك كانت له منشورات عبر جريدة التحرير وعديد من المجلات الأخرى. كان له أيضًا نشاط في الترجمة، فنشر سلسلة رجفة الخوف وهي روايات رعب مترجمة، وكذلك ترجم "رواية نادي القتال" الشهيرة من تأليف تشاك بولانيك، وكذلك ترجمة رواية "ديرمافوريا" عام 2010 وترجمة رواية "عداء الطائرة الورقية" عام 2012. استمر نشاطه الأدبي مع مزاولته مهنة الطب، فقد كان عضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في كلية الطب "جامعة طنطا" كلية الطب جامعة طنطا. بدأ أحمد خالد توفيق، حياته العملية في المؤسسة العربية الحديثة عام 1992 ككاتب رعب لسلسلة ما وراء الطبيعة وقدم أولى رواياته تحت اسم "أسطورة مصاص الدماء"، لكن واجهتها اعتراضات كثيرة داخل المؤسسة العربية الحديثة، ما جعله يصاب بإحباط شديد بعد رفض الرواية ونصحه البعض بالكتابة في الأدب البوليسي، إلا أن أحمد المقدم، أحد مسئولي المؤسسة العربية الحديثة، نصحه باستكمال الكتابة في أدب الرعب وساعده على مقابلة حمدي مصطفى، مدير المؤسسة، الذي عرض قصته على لجنة لاستبيان قوتها، لكن اللجنة انتقدت فكرة الرواية والأسلوب. وتمسك حمدي مصطفى بعرض القصة على لجنة أخرى، وفوجئ أحمد خالد توفيق برأي اللجنة الثانية ينصف الرواية ويصفها بأنها ذات أسلوب ممتاز، وبها حبكة روائية وإثارة وتشويق، وكانت المفاجأة الثانية أن قرار اللجنة موقع من دكتور نبيل فاروق الذي قال عنه توفيق: "لن أنسى لدكتور نبيل فاروق أنه كان سببًا مباشرًا في دخولي المؤسسة، وإلا فإنني كنت سأتوقف عن الكتابة بعد عام على الأكثر". وقدم أحمد خالد توفيق ستة سلاسل للروايات وصلت إلى ما يقرب من 236 عددًا، وقد ترجم عددًا من الروايات الأجنبية ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب، كما قدّم أيضًا خارج هذه السلسلة الترجمات العربية الوحيدة للروايات الثلاث نادي القتال "fight club" للروائي الأمريكي تشاك بولانيك وديرمافوريا "رواية لكريج كليفنجر" وكتاب المقابر "نيل جايمان"، بالإضافة إلى ترجمة الرواية الطويلة "عداء الطائرة الورقية للأفغاني خالد حسيني" إلى رواية مصورة، وله بعض التجارب الشعرية. وفي نوفمبر 2004 انضم إلى مجلة الشباب ليكتب فيها قصصًا في صفحة ثابتة له تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، كما أنه كتب في عديد من الإصدارات الدورية. توفي في 2 من أبريل عام 2018 عن عمر ناهز 55 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة، إلا أنه ما زال باقيًا في قلوب الآلاف من محبيه، وعشاق الأدب سواء في مصر، أو الوطن العربي، وتحقق أعماله التي أثرى بها المكتبة العربية مبيعات عالية، حيث تشهد إقبالا كبيرًا من الجمهور عليها.
مشاركة :