يقول الصينيون إن “الصداقة تعرف عند الشدائد” , ويقول المثل العريي: أفضل المعروف إغاثة الملهوف . يقول القرآن : إن الله يحب المحسنين . إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. يقول المثل الصيني : عندما تحل صعوبات بموقع ما، تنصب عليه المساعدات من كل مكان . كان عام 2020 عاما لا ينسى، حيث شهدنا خلال هذا العام لحظات حزينة. في عام 2020 وفي عيد الربيع الصيني، تواكب اندلاع الوباء مع رأس السنة الصينية التقليدية، وصادفنا تحديات شديدة أكبر خلال المئة سنة الأخيرة، ولكن وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد يعد تهديداً خطيراً على سلامة أرواح المواطنين الصينيين وصحتهم، ويشكل تحديا كبيرا للصحة العامة العالمية . وخلال هذا العام، لدينا فرح ولكن أيضا حزن ، وغيرها من الحوادث أدت إلى مقتل الكثير من المواطنين, الأمر الذي يثير حزن الناس العميق. ونحن هنا نفتقدهم كثيرا ونقدم تعازينا للضحايا . لا حدود جغرافية للفيروس، ولا تعرف الصداقة الحقيقية إلا عند الشدة، لم تكن الصين تقاتل فيروس كورونا المستجد الشرس بوحدها، إلا أنها حصلت على دعم ومساندة واسعة النطاق من المجتمع الدولى، حتى الآن، قد أعرب أكثر من 170 رؤساء الدول والحكومات عن تضامن دعمهم للصين. تجسد كل التحركات الدول العربية المماثلة، موقف الشعب العربي من مشاركة الشعب الصيني في السراء والضراء. فهي رهن للدماء والعرق من أبناء الشعوب بمختلف جنسياتهم في الدول العربية، مما رسخ عزيمتنا وثقتنا بالمضي قدما إلى الأمام. لبلورة توافق دولي واسع النطاق حول ضرورة التآزر والتضامن في مكافحة الوباء كانت الصين و العرب ، لما لديهما من المعاناة المتشابهة والمهمة المشتركة، تتضامنان وتتآزران في الماضي، بروح فريق واحد, فقد أصبح الجانبان منذ زمن يعملان لتحقيق مجتمع مصير مشترك يتشاطر السراء والضراء, مَن عانى من الصعاب يعرف قيمة السلام والصداقة في البداية. دعونا ننتهز فرصة بناء “الحزام والطريق” ونلتزم بالصداقة التقليدية ومبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونبذل جهودا مشتركة لدفع علاقات التعاون الاستراتيجى بين الصين والدول العربية إلى الأمام . ” وبكل ذلك التعاون المشترك المكثف، يصبح الشعبان الصيني والعربي أكثر ترابطا وتقاربا كما يصفه بيت شعري صيني قائلا: “الصديق العزيز جار قريب وإن كان بعيدا . وهو ما يمكننا تحقيقه معاً وقف الجائحة والوباء وإنقاذ الأرواح بفضل دعمكم ومرة أخرى، آن الأوان للتضامن العالمي، التضامن السياسي والتضامن التقني والتضامن المالي. فهو السبيل الوحيد للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح. أشكركم مرة أخرى على انضمامكم إلينا. بل كلنا معنيون، ويمكننا إنقاذ الأرواح فقط بتضامننا . كما أشار إليه االرئيس الصيني شي جينبينغ أن الأمة الصينية اجتازت محن كثيرة في تاريخها، لكنها لم تنكسر يوما، بل تخرج منها أكثر شجاعة وقوة وصمودا. نحن على ثقة تامة بأنه تحت التوجيه الشخصي للأمين العام شي جينبينغ والقيادة القوية للجنة المركزية والريادة الجريئة لجميع أعضاء الحزب وتضامن جميع أبناء الشعب الصيني بقلب رجل واحد، سننتصر على كل الصعوبات والتحديات. لنلتف بشكل أوثق حول اللجنة المركزية ونواتها الرفيق شي جينبينغ، ونعمل بمعنوية أعلى ومسؤولية أكبر وجهود أكثر، حتى نحقق انتصارا نهائيا في المعركة ضد الوباء، لنبذل جهودا دؤوبة لتحقيق “هدفي مائة السنة” وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وبعد انهيار الفيروس، لن يسجل التاريخ فقط بسالة الشعب الصينى وصموده ونجاحه فى التغلب على الفيروس، بل سيسجل أيضا التضامن والتكاتف بين الصين و الدول العربية المختلفة في مواجهة التحدى المشترك، وإن الصين على استعداد تام لمواصلة العمل مع الدول العربية على حماية الصحة العامة العالمية وتوطيد الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية العربية وتعميق التعاون العملى بينهما، بما يجعل أبناء الشعب الصيني والشعب الدول العربية ينعمون بثمار تلك الصداقة الثمينة. *عضو معهد العلوم التقاليد الصينية للثقافية الدولية، عضو مجمع الكتب الثقافي الصيني الدولي، خبير في شؤون الشرق الأوسط
مشاركة :