بعقوبة، العراق 6 أبريل 2020 (شينخوا) في أطراف منطقة قزانية ذات الطبيعية الريفية الجميلة والتي تقع على الحدود العراقية - الإيرانية شرقي العراق، يقف خليل اللامي وهو من هواة صيد الغزلان، ليتصل بصديقه في محافظة البصرة أقصى جنوب العراق ويخبره بتأجيل موسم صيد الغزلان البرية إلى إشعار آخر بسبب تفشي فيروس كورونا وما رافقه من إجراءات حظر التجول بمختلف انحاء البلاد. وقال اللامي وهو في بداية العقد السادس من عمره لوكالة أنباء (شينخوا) " منذ عقود وأنا أمارس صيد الغزلان مع بداية شهر إبريل في تلال عميقة تقع قرب الحدود بين العراق وإيران ضمن الحدود الإدارية لقزانية، إلا أن تفشي فيروس كورونا الخطير أجبرنا على تأجيل هذا الموسم"، لافتا إلى أن موسم الصيد يجلب العشرات من الأصدقاء من محافظات أخرى ومنهم صديقي من أهالي محافظة البصرة". وأضاف، أن" ظهور تنظيمي القاعدة وداعش خلال السنوات الماضية لم يمنعنا من صيد الغزلان، لكن تفشي فيروس كورونا، حرمنا من ممارسة هواية الصيد، خصوصا وأننا ننتظر بفارغ الصبر حلول موسم الصيد"، مبينا أن التجول في الوديان وصيد الغزلان أصبح غير ممكن بسبب إجراءات حظر التجول، كما أن وصول الصيادين من المحافظات الأخرى أصبح مستحيلا في هذه الظروف. وتعد بادية قزانية وتلالها المرتفعة من أهم وأكبر المواقع التي تشتهر بوجود قطعان غزال الريم الذي يعد من أشهر أنواع الغزلان البرية في العراق. وأكد مازن الخزاعي، المسؤول الإداري لمنطقة قزانية (97كم) شرق مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالي، بأن" موسم صيد الغزلان البرية أجل إلى إشعار آخر وربما لن يجري هذا العام، إذا ما بقيت التحديات الصحية في وضعها الراهن"، مبينا أن الإجراءات الوقائية لا تهاون بها لتفادي تفشي الفيروس بين الأهالي. وأضاف، أن" موسم صيد الغزلان وخاصة الريم لم يعد موسم لأجل الصيد بقدر ما هو هواية يحبها الكثيرين وتمثل موسم للالتقاء خاصة في أجواء الربيع وجمال الطبيعة في التلال وبادية قزانية الرائعة"، لافتا إلى أن أغلب الصيادين كانوا يتفاعلون مع قرار التأجيل لكونه له بعد صحي يمنع انتقال الفيروس إلى داخل قزانية وقراها بسبب الاختلاط وتدفق أناس من محافظات اخرى ". أما علوان هادي وهو صياد غزلان يبلغ من العمر 59 عاما فقال" لم يجر تأجيل موسم صيد الغزلان منذ أن وضعت الحرب العراقية-الايرانية أوزارها عام 1988 ، حيث عادت مهنة الصيد بعد أشهر من توقف الحرب، ومنذ ذلك التأريخ استمر هواة الصيد بمطاردة الغزلان في المنطقة الحدودية مع إيران والتي تعد من أهم مناطق الصيد في المحافظة والعراق عامة لما تمتاز به من طبيعة خلابة وامتداد للأودية لمسافات طويلة تساعد على رصد حركة قطعان الغزال. وأضاف، أن" قطعان الغزلان في انخفاض كبير، ورغم ذلك فإن عمليات الصيد مستمرة لانها توفر متعة لا تنتهي كما أنها فرصة لالتقاء الأصدقاء من محافظات البلاد المختلفة"، لافتا إلى أن هواية صيد الغزلان تحتاج إلى مهارات خاصة وصبر وتحمل ولياقة بدنية عالية، لأن الصياد يتعامل مع الغزال الذي يتصف بسرعته وخفة حركته وإمكانياته العالية بالهرب عند ملاحظته لأي شيء غير طبيعي. ويرتبط العراق وإيران بحدود مشتركة ضمن محافظة ديالي تصل إلى أكثر من 200 كلم وتتميز بتضاريسها المعقدة وكثرة التلال العالية والوديان والتموجات الأرضية الصعبة ما جعلها تشكل مكانا آمنا للعديد من الحيوانات والطيور البرية. وتتميز الحدود الفاصلة بين العراق وإيران بأنها ماوى للعديد من أنواع الغزلان البرية ومنها الريم الإ أن أعدادها انخفضت بشكل كبير نتيجة أسباب متعددة منها تأثير الحروب والصيد الجائر. إلى ذلك بين المهندس الزراعي عبدالله حسن بأنه كان لديه دراسة عن قطعان الغزلان وخاصة الريم في المناطق الحدودية بين العراق وإيران والتي انخفضت أعدادها بنسبة تفوق الـ 80 بالمائة بسبب الصيد الجائز وعدم وجود آليات تنظم عمل الصيادين من خلال منع الصيد أثناء فترات التزواج والتكاثر بالإضافة إلى منع صيد الأناث والصغار". وأضاف، أن" واحدا من كل عشرة صيادين ينجح في صيد غزال وهذا ما يبين التناقص الهائل في أعدادها"، مبينا أن "كورونا رغم خطورتها لكنها ستوفر فرصة جيدة لتكاثر نوع نادر من الغزلان والمعروف بالريم والذي تعرض إلى أبشع فترة صيد خاصة بعد 2003 ". وطالب حسن الحكومة العراقية بإصدار تعليمات مشددة للحفاظ على التوازن الطبيعي للبيئة وعدم السماح بممارسة الصيد الجائر الذي يقود إلى انقراض بعض الحيوانات النادرة، وفي مقدمتها الغزلان البرية، لافتا إلى أن تأجيل موسم صيد الغزلان وربما عدم تنظيمه هذا العام بسبب تفشي فيروس كورونا سيعطي الغزلان متنفسا للتكاثر ويبعدها عن سطوة الصيادين. وكانت السلطات العراقية إتخذت عدة قرارات لمجابهة انتشار فيروس كورونا المستجد من ضمنها غلق الحدود وتعطيل الدوام في المؤسسات التربوية والجامعات، وفرض حظر التجوال في عموم البلاد حتى 19 من هذا الشهر.
مشاركة :