تحقيق إخباري: تفشي مرض كورونا يطيح بسوق الصناعات المنزلية شرقي العراق

  • 6/14/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعقوبة ، العراق 13 يونيو 2020 (شينخوا) أدى تفشي مرض فيروس كورونا الجديد والإجراءات الوقائية التي فرضتها السلطات للوقاية من هذا المرض إلى انهيار قطاع أقتصادي مهم يعتمد عليه مئات العوائل في محافظة ديالي شرقي العراق، لتدبير شؤون حياتهم اليومية، وهو الصناعات المنزلية، او ما يطلق عليه محليا (مهن المنازل). وفي هذا السياق قال، الدكتور ياسر حسن، استاذ بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة ديالي، لوكالة أنباء (شينخوا) إن إجراءات حظر التجول المشدد في محافظة ديالي شرقي العراق والتي أتخذت لمنع تفشي كوفيد 19 في المحافظة، أدت إلى انهيار قطاع اقتصادي بدأ ينمو في السنوات الأخيرة يطلق عليه الكثيرون هنا (مهن المنازل) وهي مجموعة من الصناعات البسيطة، والتي وفرت فرص عمل للكثير من العوائل وخصوصا النساء الأرامل اللواتي أصبحن بدون معيل لأسباب مختلفة". وأضاف أن" المهن المنزلية قطاع ظهر في السنوات الأخيرة بسبب التدهور الاقتصادي وقلة فرص العمل وأصبح يمثل بارقة أمل لشرائح متعددة من المجتمع، من خلال صناعة مواد غذائية أو كمالية أو صناعات خفيفة وبيعها في الأسواق لجني المال". وتابع حسن، أن 90 % من منتجات تلك المهن تعتمد في الأساس على التسويق الالكتروني و لها زبائن دائمين، لكن حظر التجول المتكرر وصعوبة الحركة من منطقة إلى أخرى وعزوف الكثير من المشترين من الذهاب إلى الأسواق خشية الإصابة بكورونا، كلها عوامل دفعت إلى حدوث انكماش كبير في نشاط المهن المنزلية وتراجع أعمالها بنسبة عالية جدا". ومن جانبها قالت انتصار قيس، ارملة (45 عاما) تسكن في مدينة بعقوبة، مركز المحافظة، لـ (شينخوا)، إن" مرض كورونا تسبب في توقف شبه كامل لمهنتي في صناعة الكيك والحلويات العراقية المعروفة وانخفض عملي بنسبة تقارب 95% "، لافتة إلى أن "مهنتها تنهار أمام عينيها الأن". وأضافت أن" عملها في مجال تصنيع الحلويات والمعجنات، وفر لها مصدر كسب جيد على مدار سبع سنوات جعلها قادرة على تأمين المصاريف اليومية لابنائها الأربعة بعد مصرع زوجها بحادث سير"، مبينة أن مهنة الصناعة المنزلية، تواجه اليوم تحديات كبيرة وإذا استمر الوضع سيكون مأساويا خاصة وأنها لا تملك أي مصدر مالي أخر لتأمين قوت عيالها. أما حمدي القيسي الذي يعمل في مجال صناعة الألبان ومشتقاتها بمنزله في أحد القرى الزراعية بمنطقة بهرز(6 كم) جنوب بعقوبة، فقال إن" حظر التجول يمنعه من الوصول إلى أسواق بعقوبة، حيث يبيع بضاعته هناك، كما أن معظم الاشخاص المتعاملين معه لايمكنهم الوصول اليه وهذا الإمر أجبره على تقليص عمله بنسبة تصل إلى 70 %". وأوضح أن" الأيام الأخيرة كانت صعبة جدا ولم يبع سوى 10% من انتاجه بسب التشديد الأمني"، مشيرا إلى أن الحظر الشامل إذا ما استمر سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على صناعته التي تؤمن لقمة العيش لأسرته التي تتألف من 8 أفراد". وأكد عثمان العبيدي، الذي يصنع الأجبان العراقية في منزله المتواضع بمنطقة المرادية (10كم) جنوب غرب بعقوبة، أن تصريف 80 % من انتاجه من الاجبان يعتمد على أسواق مدينة بعقوبة التي أصبح الوصول اليها شبه مستحيل بسبب إجراءات الحظر الصحي، فيما يقوم بتصريف 20 % في منطقته والقرى المجاورة لها. وتابع العبيدي، أنه" هو ومثله مئات ممن يعتمدون على الصناعات المنزلية يواجهون صعوبات كبيرة منذ نحو ثلاث أشهر متتالية، لكنها بدت أكثر قساوة في يونيو الجاري بسبب التشديد في التنقل بين المناطق بسبب المخاوف من تفشي مرض كورونا". وأعتبر عبدالله الحيالي، قائم مقام مدينة بعقوبة، أعلى مسؤول إداري في المدينة،وهو عضو في خلية الأزمة الحكومية، أن " أصحاب المهن المنزلية بالفعل تعرضوا إلى ضرر بالغ، لكن ما باليد حيلة، لآن تطبيق الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي هي ضرورة فرضها تفشي مرض فيروس كورونا الذي حصد ارواح العديد من أبناء المحافظة". وأشار إلى أن الإيام الماضية شهدت تسجيل معدلات عالية من الإصابات بمرض كورونا في ديالى، ما دفع إلى التشديد في الإجراءات لحماية الناس، مبينا أنه تم تسجيل 20 حالة وفاة و296 إصابة في مدن المحافظة، وهذه الحقائق والأرقام هي التي دفعتنا إلى فرض المزيد من القيود على حركة المواطنين بين مدن ومناطق المحافظة. وكانت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية التي يترأسها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قررت يوم السبت الماضي تمديد فرض الحظر الشامل في عموم البلاد لمدة أسبوع على خلفية ارتفاع أعداد المصابين بمرض (كوفيد 19). وفي 26 أبريل الماضي غادر فريق طبي صيني العراق بعد أن أمضى فيه 50 يوما، نقل فيها الكثير من الخبرات الصينية للكوادر الصحية العراقية وقام بانشاء المختبر البيولوجي الجزيئي، والمختبر الفرعي لمدينة الطب وساهم بزيادة قدرات العراق المختبرية والتشخيصية لمجابهة مرض (كوفيد-19).

مشاركة :