مظاهر مزعجة في حج هذا العام | أ.د. نجاح أحمد الظهار

  • 11/1/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ما سيتحدث عنه مقال اليوم؛ لا يتنافى أبدًا مع ما ذكرته في مقالي السابق من نجاحٍ باهر لحج هذا العام، إنَّما هي سلوكيات سيئة من قِبَل البعض؛ لو استمرت ولم يُقضَ عليها في حينها، فإنَّها سوف تستفحل وتتجذَّر، فيصعب بعد ذلك التخلص منها. ولعل من أعظم هذه المظاهر، وأكثرها تفشيًا هذا العام، ظاهرة الشحاذة، وانتشار الشحاذين بجميع الأشكال ومختلف الحيل دون خوف أو وجل، فكانوا يتمركزون في منى على جسر الجمرات بجميع طوابقه، ومن الملاحظ أن هناك جنسيتين تسيطران على الوضع، هم الأفارقة ثم الهنود أو الأفغان -كما قيل لي- وكانوا يقفون بكل جرأة وتحدٍ في الطرقات زرافات ووحدانًا، عوائل بكاملها خرجت للشحاذة من الشيخ الهرم إلى الطفل الرضيع، بل الطفل المولود لساعات فقد شاهدت أمًا تضع مولودها في كرتون ورقي، ومازالت آثار الولادة بادية على جسمه، ما أثار شفقة الحجيج فانهالوا عليه بالصدقات، فمن العجيب أن تتبدد عاطفة الأمومة أمام الشحاذة. فأين حقوق الطفل؟ وأين حقوق الإنسان؟! والدليل على استفحال الأمر أنَّ أقلامًا كثيرة تطرقت لهذا الموضوع، لماذا أقول إنَّها ظاهرة خطيرة، وذلك لانتشارها بشكل فجائي ومكثف، بل ومدروس ومخطط له، ما يوحي بأنَّ هناك تنظيمًا مؤسسيًا للشحاذة في الحج، استغل القائمون على ذلك التنظيم انشغال الأجهزة العاملة في الحج بمراقبة التصاريح، والقضاء على الازدحام، والافتراش، كما درسوا الوضع بأنه آمن ومريح لهم، وكأن الجهات العاملة في الحج أرهقت نفسها في القضاء على الازدحام من أجل تهيئة مناخ الشحاذة لهم. كذلك انتقلت عدوى الشحاذة إلى عمال النظافة، حيث أغرتهم تلك الغنائم التي يشاهدونها في أيدي وجيوب الشحاذين فتركوا أعمالهم، وانجرفوا مع شهوة الشحاذة، ففي الأعوام الماضية كان مستوى النظافة أفضل بكثير من هذه السنة، بدليل أنَّ الحاج كان يبحث عن جمرات وهو في طريقه للرمي فلا يكاد يعثر عليها، أما في هذه السنة فإنَّ الحصى وزجاجات الماء الفارغة وبقايا الطعام كانت تنتشر بكثافة على جسر الجمرات، بل كانت هذه المخلفات تُعرقل سير الحجيج. إنَّ الأسئلة التي تُصدِّع الرأس تتمثل في أين عين الرقيب؟ من هي الجهة الرقابية المسؤولة، ولماذا غاب دورها؟ أليست مكافحة التسول هي المسؤولة؟ هل من المعقول أن يأخذ جميع موظفي هذه الجهة المهمة إجازة رسمية في موسم يُعَدُّ من أكبر مواسم العمل؟ ليس هذا فحسب، بل إنَّ مكافحة التسول جهة غائبة عن العمل، وليس لها دور فاعل ونشط في المجتمع طوال العام، فالشحاذة أصبحت معلمًا من معالمنا غير الحضارية. نأمل تطوير هيئة مكافحة التسول، وَعَدَّها من الهيئات المهمة في المجتمع، وتحسين كادرها، وتزويدها بما تحتاجه من موظفين ومراقبين، فتهميشها هو تهميش للوضع القائم. d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :