أصل الموضوع كان الحيرة في كنه مخلوقات العنف والتطرف،الذين انحدروا بالأمّة إلى حضيض ترثي لحالنا فيه الحيوانات، فالمأساة متعدّدة المفاجآت. من ناحية لم نكن نتصوّر أن العالم العربيّ الذي ضنّ علينا بالعبقريات، قادر على إبداع كل هذه الأفلام المرعبة. ومن ناحية ثانية، هؤلاء لا يرتكبونها إلا خدمة لأعدائنا. والثالثة أن من بني جلدتنا من تهون عليه الأرض العربية والعرب، إلى حدّ تقديمهم قرباناً على مذبح ساحقي حاضرنا ومستقبلنا. والرابعة أن هؤلاء قلّة من الأغبياء، ولكن المخططات الجهنميّة جعلتهم يجمّدون الدماء في عروق مئات الملايين. وسيكون العالم العربيّ هو الغارب، إذا ألقى الحبل على الغارب. هذه المشاهد مريبة، لهول الشلل الذي أصاب إرادة الشعوب في مقتل، وغريبة لتضاؤل الذكاء العربيّ، أمام همجيّة المخططين المقنّعة. لكن باب الفرج انفتح،صببت جام غضبي على منظومات الأسرة والتعليم والثقافة والمجتمع المدني، التي لم تنشئ الفرد على إدراك كنه قيمته في الوجود. تذكّرت مقولة الفيلسوف العالم الفرنسيّ ديكارت: أنا أفكّر، إذاً أنا موجود. ورثيت لحاله لأنه مات وهو لا يدري أن أبعاد عبارته اليوم تساوي مليون مرّة ما كان يقصده. والسبب هو أن العلم لم يكن متطوراً في القرن السابع عشر، مثلما هو اليوم، ففي بداية الكون كان الوضع فوضى بالمفهوم العلميّ، لم تكن هنالك ذرّات ولا جزيئات ولو ما فوقها من المركّبات. كانت مكوّنات الذرّات لا يجمعها شيء. بعد حوالي عشرة مليارات سنة بدأت الحياة تظهر على الأرض. لكن، قبل وجود شمسنا، كان على اندماج مجرّات كعناق الغيوم أن يصنع الماء من النار، حتى يأتي الماء من جذوة النار. وعندما يقول المرء اليوم: أنا أفكر، إذاً أنا موجود، لا يسأل نفسه: ما الذي حدث عبر قرابة أربعة عشر مليار سنة، حتى صارت الكواركات التي لم يكن يجمعها شيء في بداية الكون، تشكل هذا الآدميّ اليوم، وتستطيع أن تفكّر وتشعر بوجودها؟ لزوم ما يلزم: النتيجة المنطقية: يخرب بيت رايس، كيف أدركت أن الفوضى في ديار العرب يمكن أن تكون خلاّقة لدى الأمريكان؟ abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :