رد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأسى شديد أمس على خطة مركز نوبل للسلام لإنهاء تعاونه مع الـ«فيفا» فيما يتعلق بمبادرة «المصافحة من أجل السلام» قائلاً إن قرار المركز «لا يمت للعب النظيف بصلة». ADVERTISING وفي بيان صيغ بعبارات قوية على نحو غير معتاد قال الاتحاد الدولي للعبة إنه محبط ويرفض القبول بهذه الخطوة التي علم بها من وسائل الإعلام. وأضاف الـ«فيفا» في بيان أمس: «نشعر بالإحباط لعلمنا من وسائل الإعلام بنية مركز نوبل للسلام إنهاء تعاونه مع الـ(فيفا) فيما يتعلق بمبادرة المصافحة من أجل السلام». وأضاف البيان «يرفض الـ(فيفا) القبول بهذا النهج الأحادي في التعامل مع مبادرة مشتركة بين أسرة كرة القدم ومركز نوبل للسلام». وتابع: «لا يجسد هذا التصرف روح اللعب النظيف خاصة مع عرقلته للترويج للمبادئ الأساسية لبناء السلام ومناهضة التمييز». وأعلن مركز نوبل للسلام الاثنين أنه أنهى ارتباطه مع الاتحاد الدولي للعبة والذي ابتلي بعدد من فضائح الفساد في الآونة الأخيرة وذلك دون الكشف عن سبب محدد. وقال بينتي إريكسن المدير التنفيذي لمركز نوبل للسلام في النرويج: «ما زلنا نؤمن بمبادرة المصافحة من أجل السلام، ونتمنى أن تستمر مستقبلا». ومن جانبه، أعلن الـ«فيفا» أن المصافحة ستستمر كما هو مخططا له في كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) المقامة حاليا في نيوزيلندا وكذلك في كأس العالم للسيدات المقامة في كندا وبطولات مستقبلية أخرى. وقالت مونيكا هوسير مديرة إدارة الإعلام والاتصال ببطولة كأس العالم للشباب والمكلفة من قبل الـ«فيفا»: «لم نتلق أي اتصال من مركز نوبل للسلام لذا فإننا سنواصل في الوقت الحالي القيام بذلك (المصافحة) خلال ما تبقى من مباريات البطولة. إذا ما تغير أي شيء فإننا سنبلغكم». وأضافت هوسير أن الفرق المشاركة في بطولة كأس العالم للسيدات في كندا ستواصل أيضا سياسة المصافحة، مشيرة إلى أن طاقم العاملين بالـ«فيفا» الموجود في نيوزيلندا في حالة «اتصال مستمر» مع المقر الرئيسي في زيوريخ وزملائهم في كندا. وكان مركز نوبل الذي يتخذ من أوسلو مقرا له يقف خلف المبادرة التي لاقت ترويجا ودعما كبيرا من بلاتر على مدار السنوات الثلاث الماضية. وتولى الـ«فيفا» الترويج للمبادرة بشكل كبير على مختلف المستويات، وتقضي بمصافحة قائدي الفريقين والحكام في البداية، وبعد صافرة النهاية أيضا، وطبقت خلال كأس العالم 2014 بالبرازيل. وقال الـ«فيفا»: «تمزج مبادرة المصافحة من أجل السلام بين قدرة كرة القدم على الوصول على الصعيد الدولي ولفتة بسيطة تتمثل في المصافحة للترويج للسلام واللعب النظيف». وأضاف: «في البطولات التي تقام تحت لواء الـ(فيفا) يستخدم اللاعبون والمسؤولون مبادرة المصافحة من أجل السلام لضرب مثال جيد أمام جماهير كلا الفريقين داخل الاستاد والجماهير الأكبر في الخارج والذين يتابعون المباريات عبر شاشات التلفزيون». وقال الـ«فيفا» إن المبادرة ستظل بروتوكولا معمولا به في كأس العالم تحت 20 عاما في نيوزيلندا وكأس العالم للسيدات في كندا. وجاء إعلان مركز نوبل للسلام عقب ثلاثة أيام من تعليق الشرطة الدولية (الإنتربول) العمل باتفاق «النزاهة الرياضية» مع الاتحاد الدولي والبالغ قيمته 20 مليون يورو (22 مليون دولار) والهادف لمكافحة التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات غير المشروعة، وذلك في ظل توالي فضائح الفساد على المؤسسة الكروية العالمية. وتم الشهر الماضي القبض على تسعة مسؤولين حاليين وسابقين بالـ«فيفا» وخمسة مسؤولين تنفيذيين بسبب اتهامات تتعلق بالفساد. وأعيد انتخاب بلاتر لولاية خامسة في مايو (أيار) الماضي ليعلن بعدها بأربعة أيام أنه سيستقيل داعيا لإجراء انتخابات جديدة. من جهة أخرى ألغى بلاتر رئيس رحلته التي كانت مقررة إلى نيوزيلندا لحضور المباراة النهائية لكأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) المقررة في العشرين من الشهر الحالي في أوكلاند. وكان بلاتر (79 عاما) أعلن في وقت سابق من هذا الشهر أنه ينوي الاستقالة، وذلك في ظل الأزمة التي يعيشها الـ«فيفا» والتي تفاقمت بعد القبض على كثير من مسؤوليه البارزين في تحقيقات باتهامات فساد. وقالت متحدثة باسم مونديال الشباب في نيوزيلندا: «نظرا لارتباطاته في زيوريخ، لن يستطيع رئيس الـ(فيفا) السفر إلى نيوزيلندا وحضور نهائي مونديال الشباب». وفي تطور آخر، قال جاك وارنر نائب رئيس الـ«فيفا» السابق أمس إنه ليس هناك ما يخشاه بلاتر إزاء ما وعد وارنر بالكشف عنه، فيما يتعلق بفترة عمله بالـ«فيفا». وقال وارنر في تصريحات لوسائل الإعلام نشرتها صحيفة «غارديان» في ترينيداد وتوباغو: «لقد عملت مع بلاتر طوال 30 عاما. عرفت شيئا اسمه الولاء وإنني ربما أعاني تحت أي ظروف أو في ظل أي محنة، أعرف ما هو الولاء، وبالتالي عندما يسقط رجل أو يبدو على حافة السقوط، لا أدفعه لأسفل.. وإنما سأمد له يد المساعدة». وجاءت تصريحات وارنر في إشارة إلى الوعد الذي أصدره قبل أسبوعين حيث قال إنه سيكشف عن كثير بشأن الأمور المالية لـ«فيفا» ومدى دراية بلاتر بالأحداث في الـ«فيفا» الذي يواجه أكبر أزمة في تاريخه. وقال وارنر: «هناك أناس في هذا البلد تحب تشويه سمعة الناس. أنا لست كذلك، وبالتالي لا تتوقعوا مني أن أخبر أحدا بشيء عن الـ(فيفا) أو بلاتر». يذكر أن وارنر واحد من 14 مسؤولا بارزا من أنحاء العالم، يخضعون لتحقيقات من قبل الولايات المتحدة في قضايا فساد وكسب غير مشروع. ونفى وارنر، الرئيس السابق لاتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، عن نفسه ادعاءات الفساد. وطلبت الولايات المتحدة من ترينيداد وتوباغو تسليم وارنر، والآن أطلق سراحه في بلاده بعد دفع كفالة قيمتها 5.2 مليون دولار. وكان بلاتر قد وعد بالاستقالة من رئاسة الـ«فيفا» بعد أربعة أيام فقط من انتخابه لفترة خامسة، من خلال تصويت في اجتماع الجمعية العمومية (كونغرس الفيفا) بمدينة زيوريخ السويسرية. وقال بلاتر إنه سيعمل على تطبيق برنامج إصلاحات بالتعاون مع دومينيكو سكالا رئيس لجنة التدقيق المستقلة، لحين انتخاب من يرأس الـ«فيفا» بعده، من خلال كونغرس استثنائي في أواخر العام الحالي أو أوائل العام المقبل. من ناحية أخرى أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أنه لا يبالي بالتقارير التي أشارت لمحاولة بلاتر البقاء كرئيس لـ«فيفا» رغم الإعلان عن استقالته من منصبه تحت وطأة فضيحة فساد كبرى. وذكرت صحيفة «شفايتس إم سونتاغ» السويسرية أن بلاتر لم يستبعد البقاء في منصبه بعد رسائل دعم من الاتحادين الأفريقي والآسيوي. ودائما ما نال بلاتر مساندة قوية في آسيا التي تملك 46 عضوا في الـ«فيفا» لكن الاتحاد الآسيوي رفض الإعلان عن أي دعم لبقاء المسؤول السويسري في منصبه. وقال كالوشا بواليا عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لـ«رويترز»: «لم نسمع على مستوى الاتحاد الأفريقي عن أي دول أفريقية أرسلت لبلاتر تطالبه بالبقاء».
مشاركة :