هذا الكتاب وعنوانه «الطاوية والفلسفة الدينية للصين»، للدكتور فؤاد الغزيزر، هو أول محاولة عربية بحثية ترمي إلى وضع حجر في أساس الدراسات الصينية بعيون عربية، كما أنه التجربة الأولى التي تتناول فلسفة دينية مهمة في العالم، وذلك نظراً لعدد المتأثرين بها، فالكتاب يتناول «الطاوية» كنموذج للفكر الفلسفي الصيني، حيث يأتي العمل في قسمين أولهما: الحديث عن الطاوية المفهوم والنشأة والتطور ومراحل التغير والاندماج والتوطن داخل العقلية الصينية، وهو ما يعرفنا كيف نشأ مفهوم الفكر الطاوي، وأسباب استمراره، ولماذا كانت الصين في حاجة إليه؟ ثم ينتقل الكتاب إلى القسم الثاني الذي يختص بالحديث عن مضمون الطاوية، مثل أفكارها وفلسفتها وتعاليمها. يوضح الكتاب، أن الفكر الديني الصيني عرف تطوراً مستمراً منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا، فكان للثورات والتحولات السياسية التي عرفها المجتمع انعكاسات عميقة على الأفكار الدينية، لتكون قادرة على الاندماج في الإطار القديم دون كسرها، وعكس الإصلاح الذي عرفته بعض الدول الغربية، الذي جعل الكثير من المعتقدات القديمة تختفي لم يتبق منها إلا بعض الأفكار العامة، وربما حتى طريقة للشعور أكثر منها اعتقاداً واضحاً، والتي استبدل بها مفاهيم جديدة، فإن الصينيين لم يشعروا بالانفصال المفاجئ عن الماضي والمعتقدات السابقة، فالدين الحالي لا يزال هو الدين القديم، لقد جمعت الفلسفة الصينية بين الواقعية والمثالية القائمة على أسس أخلاقية قويمة. يهدف هذا الكتاب إلى الاطلاع على بعض الأفكار والمعتقدات، التي انتشرت في الصين في عهد الفيلسوف لاوتسي في محاولة لفهم تأثيره في الفكر الديني الصيني، الذي لا يقل أهمية عن باقي الأفكار الدينية الأخرى.
مشاركة :