حوار: مها عادل فرضت الظروف الراهنة التي ألقت بظلالها على العالم أجمع؛ لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، تحدياً جديداً على مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، مما دفعها مستعينة بخبرتها وحرصها على طلابها وتكاتف اختصاصييها والعاملين فيها، إلى اتخاذ مجموعة من التدابير؛ لخدمة طلابها وتوعيتهم وتعليمهم عن بُعد، بما ينسجم مع أفضل الممارسات العالمية، وبما يتوافق كلياً مع إجراءات الوقاية والأمن والسلامة التي أقرتها الإمارات؛ وذلك انطلاقاً من حرصها علي مواصلة نجاحها وتميزها طوال 4 عقود في احتواءِ ومناصرة وتمكين وتعليم ودمج الأشخاص من ذوي الإعاقة وتوعية المجتمع بقضاياهم وحقوقهم في مختلف المجالات. في السطور التالية تطلعنا منى عبد الكريم اليافعي مديرة المدينة على التدابير التي تبنتها؛ لمواجهة فيروس «كورونا». تستهل اليافعي حديثها عن آليات التدخل السريع؛ لحماية ذوي الإعاقة وتوعيتهم قائلة: منذ بداية الأزمة وضعت إدارة المدينة خطة؛ لمواجهة الظروف المستجدة وأسست البنية التحتية لكل العمليات الإدارية والمالية والتعليمية، ونفذت كل الإجراءات التي أقرتها الدولة ومنها: تعليق دوام الأطفال في مركز التدخل المبكر وروضة الأمل للصم وألغت كل الأنشطة والفعاليات، كما قامت الكوادر التعليمية بتدريب الطلبة من ذوي الإعاقة على الإجراءات الخاصة بالمحافظة على النظافة الشخصية والعامة والحرص على غسل اليدين بشكل جيد مع مراعاة الفروق والقدرات الفردية بين الطلبة واستخدام الصور ومقاطع الفيديو التمثيلية؛ كي تصل الفكرة بالشكل الصحيح. منصة إلكترونية عن آليات تطبيق عملية التعليم عن بُعد للأشخاص من ذوي الإعاقة ومخاطبة كل فئة منها بأسلوب يلائم احتياجاتها أوضحت: استفدنا كثيراً من خبرتنا السابقة في هذا المجال، والمدينة كانت سبّاقة في تبني سياسة التعليم عن بُعد؛ من خلال منصتها الإلكترونية والفيديوهات التعليمية والتدريبية، وبذلنا كل الجهود التي تمكننا من ضمان نجاح هذه التجربة؛ عبر تدريب المعلمين وتحديد الأهداف وفق الخطط الفردية، كما تم إعداد الفيديوهات التعليمية والتدريبية الملائمة لكل إعاقة، وتجهيز منصة إلكترونية خاصة بأولياء الأمور؛ ليستفيدوا عبرها من المقاطع المسجلة وليتواصلوا مع الاختصاصيين. وبالنسبة لمدرسة الأمل للصم فاتبعت منهج التعليم عن بُعد من خلال البرنامج التدريبي الخاص بهيئة الشارقة للتعليم الخاص تحت شعار (مدارس الشارقة تستعد). ويلتزم المعلمون والطلبة ضمن برنامج التعليم عن بُعد بالخطط الدراسية وساعات التعليم المقررة؛ بحيث يكون المعلم والطلبة على اتصال عبر الأجهزة الذكية في نفس الوقت؛ لشرح الدروس وتطبيق المعلومات والإجابة عن الاستفسارات. ولمدرسة الأمل تجربة سابقة وناجحة في مجال التعليم عن بُعد بتطبيق برنامج التعلم الذكي منذ سنوات عبر بوابة التعليم الذكية ضمن برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، وتتوفر فيها مناهج خاصة بكل إعاقة وفئة عمرية. وتؤكد اليافعي أهمية التعاون مع أولياء الأمور قائلة: التواصل والتعاون مع أولياء الأمور مستمر وهو من ركائز النجاح، فهم حلقة الوصل بين المدينة والطلبة خاصة لذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد ويستطيع ولي الأمر من خلال المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وأرقام الهواتف المعتمدة أن يتواصل مع الاختصاصي، وتحرص المدينة على تنظيم مجموعات إلكترونية لأولياء الأمور حسب الفصول ونوع الإعاقة، كما باستطاعة ولي الأمر إرسال الفيديوهات التي يصورها للتطبيق العملي في المنزل مع الطالب، ويناقش الاختصاصي في تقييمها. أبرز الصعوبات عن الصعوبات والتحديات التي تواجهها المدينة، تؤكد اليافعي: على الرغم من أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سبّاقة في مجال التعليم عن بُعد وكان استعدادها لهذه العملية مبنياً على أسس متينة، لكن ذلك لا يمنع وجود بعض التحديات خاصة تلك المتعلقة بتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد عن بُعد لهذا كان على المدينة بجميع أقسامها وفروعها أن تزيد من تدريب وتعليم اختصاصييها ومعلميها؛ لتحقيق أفضل النتائج، بإضافة إلى توفير الأجهزة الذكية المناسبة، وهنا تكمن واحدة من أبرز الصعوبات التي واجهتها المدينة؛ إذ إن بعض الأسر ليس لديها أجهزة كمبيوتر محمول أو أجهزة اتصال ذكية أو وسائل تواصل اجتماعي وبذلت المدينة جهدها لتوفير هذه الأجهزة للجميع بالتعاون مع عدد من الجهات؛ حرصاً منها على استمرار تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة أسوة بأقرانهم غير المعاقين. وتضيف: وضعت إدارة الاتصال المؤسسي في المدينة خطة إعلامية تواكب من خلالها آخر التطورات العالمية بالمجال التوعوي وتحقيق الأهداف المنشودة عبر بث الفيديوهات ذات المواضيع المتنوعة التي تفيد أسر الأشخاص من ذوي الإعاقة والمجتمع بشكل عام ومنها بعض الأساسيات في العلاج الوظيفي وكيفية اختيار اللعبة المناسبة والنطق واللغة والتواصل عن قرب، إضافة إلى أساسيات لغة الإشارة. وعن نوعية المقاطع المصورة الموجهة للطلاب لتنمية مهاراتهم وهواياتهم وتحسين حالتهم المزاجية تقول: نحرص من خلال المقاطع على الجوانب التعليمية والتدريبية والتوعوية؛ لأنها موجهة إلى جميع الطلبة في مختلف الأقسام واالفروع ولا تقتصر على المهارات الأكاديمية وحسب؛ بل تحرص المدينة على إعداد الفيديوهات الفنية والرياضية وفيديوهات التدبير المنزلي ومحاضرات عن العلاج بالموسيقا وتجويد القرآن الكريم وتكمن الفكرة الأساسية في توعية المجتمع بشكل عام وأولياء الأمور بشكل خاص حول تقنيات واستراتيجيات تعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة؛ لتطوير مهاراتهم وتحسين حياتهم.
مشاركة :