أسواق المال العالمية تشهد شد حبال بين المتفائلين والمتشائمين بشأن الجائحة

  • 4/11/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سجلت أسواق الأسهم في آسيا ارتفاعا أمس، غداة مكاسب حققتها بورصة وول ستريت مدفوعة بإجراءات التحفيز الأمريكية الأخيرة للتصدي لانعكاسات فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة. وبحسب "الفرنسية"، فإنه في إطار مساعيه الأخيرة للتخفيف من التداعيات الاقتصادية لوباء "كوفيد - 19"، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "البنك المركزي" عزمه ضخ 2.3 تريليون دولار من خلال برامج إقراض جديدة. وأودى الوباء بحياة أكثر من 94 ألف شخص حتى الآن، وسدد ضربة للاقتصادات ودفع بالحكومات والبنوك المركزية لوضع تدابير طوارئ واسعة غير مسبوقة. وعقب مكاسب قوية سجلتها "وول ستريت" لدى الإغلاق، سجل مؤشر نيكاي ارتفاعا في بورصة طوكيو 0.8 في المائة لدى الإغلاق. ولا تزال أسواق المال تشهد شد حبال بين أولئك المتفائلين بخصوص الوباء وسواهم المتشائمين.. فهم لا يريدون تفويت أي فرصة نادرة لشراء الأسهم بأسعار منخفضة، وفق كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى مؤسسة راكوتن للخدمات المالية موتسومي كاجاوا. وسجلت بورصة سيئول ارتفاعا 1.3 في المائة وتايبيه 0.4 في المائة، لكن بورصة شنغهاي انخفضت 1 في المائة. أما بورصات هونج كونج وسيدني وولينجتون وسنغافورة فهي مغلقة أمس بسبب عطلة رسمية. و"الاحتياطي الفيدرالي" يقوم على ما يبدو "بمهمة لفتح ثغرات في كل سد يمنع تدفق الأموال" بحسب ستيفن إينيس، المحلل لدى مجموعة أكسيكورب. ويضيف الخبير "ويبدو حتما أن لديهم وسائل هائلة في حال اضطروا للقيام بذلك". وفقدت ملايين الوظائف خلال الجائحة، وأظهرت أرقام نشرت أمس الأول، أن 17 مليون شخص خسروا وظائفهم في الولايات المتحدة وحدها منذ منتصف آذار (مارس). وتأتي تدابير الطوارئ الأخيرة في وقت حذر صندوق النقد الدولي من أن 170 من أعضائه البالغ عددهم 180، سيسجلون تراجعا في دخل الفرد لديهم هذا العام. وقالت كريستالينا جورجييفا مدير عام الصندوق، "نتوقع أسوأ عواقب اقتصادية منذ الكساد الكبير" وحضت الحكومات على توفير الحماية للشركات والأشخاص محذرة من أن الوضع "قد يصبح أسوأ". وبحسب "رويترز"، أغلقت الأسهم اليابانية على ارتفاع أمس، فيما قادت البنوك المكاسب بفضل برنامج بقيمة 2.3 تريليون دولار من مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" لدعم الحكومات والشركات المحلية، لكن التداولات كانت باهتة بسبب عطلة عيد الفصح في الخارج. ومحا مؤشر نيكاي القياسي خسائر مبكرة ليغلق مرتفعا 0.8 في المائة عند 19498.50 نقطة، وهو أفضل مستوى إغلاق منذ 25 آذار (مارس)، إذ اقتدى المؤشر بمكاسب حققتها "وول ستريت". وفي الأسبوع، صعد مؤشر نيكاي 9.4 في المائة، مسجلا ثاني أكبر مكسب أسبوعي منذ كانون الأول (ديسمبر) 2009. وأضاف مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.9 في المائة إلى 1430.04 نقطة، لكن ستة مؤشرات للقطاعات الفرعية في بورصة طوكيو من بين 33 أغلقت على انخفاض. وتصدرت البنوك قائمة القطاعات الأفضل أداء، ليرتفع مؤشرها 3.6 في المائة بما يتماشى مع ما حققته نظيرتها الأمريكية بعد أن تعهد مجلس الاحتياطي الاتحادي بنهج فعل "كل ما يتطلبه الأمر" للإبقاء على تدفق الائتمان إلى الشركات والأسر. وارتفعت أسهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية ومجموعة ميزوهو المالية ما يراوح بين 3.6 في المائة و4.4 في المائة. وصعد سهم فاست للتجزئة 2.6 في المائة بعد أن قالت الشركة المالكة لسلسلة يونيكلو للملابس غير الرسمية إنها تتوقع انخفاضا 44 في المائة في أرباح العام بالكامل مع تضرر المبيعات في الصين جراء تفشي فيروس كورونا. وانخفض سهم شركة النفط والغاز الكبرى إنبكس كورب 3.1 في المائة مع تراجع أسعار النفط بفعل شكوك في أن اتفاقا بين "أوبك" وحلفائها لتنفيذ خفض قياسي لإمدادات النفط سيكفي لتعويض أثر انهيار في طلب الوقود العالمي ناجم عن جائحة فيروس كورونا. يشار إلى أن أسواق الأسهم الأوروبية ارتفعت للجلسة الرابعة على التوالي أمس الأول، مع تعزز المعنويات بفضل أحدث جولة تحفيز من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي وآمال في أن جائحة فيروس كورونا تقترب من ذروتها. وأغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي أمس الأول مرتفعا 1.6 في المائة ليختم أسبوعا اختصرته العطلات على صعود 7.4 في المائة - هو الأفضل له منذ 2011. وتصدر مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن مكاسب البورصات الأوروبية الرئيسة، بصعوده 2.9 في المائة. وتدعمت الثقة ببيانات تظهر تباطؤ وفيات فيروس كورونا في المستشفيات الفرنسية وانحسار عدد حالات الإصابة الجديدة في إسبانيا، لكن عامل الدعم الرئيس تمثل في قفزة مؤشرات الأسهم الأمريكية بعد أن أطلق مجلس الاحتياطي برنامجا قيمته 2.3 تريليون دولار لمساعدة الحكومات المحلية والشركات. وطغى ذلك على بيانات تظهر تجاوز طلبات إعانة البطالة الأمريكية عتبة ستة ملايين طلب للأسبوع الثاني على التوالي. وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا نيويورك، "مجلس الاحتياطي سيشتري الدين عالي المخاطر ومن المتوقع أن يبقي ذلك موجة الانتعاش الحاد هذه فترة أطول بعض الشيء".

مشاركة :