الرقة - ا ف ب: بدأ عدد من اللاجئين السوريين ألى تركيا بالعودة أمس إلى مدينة تل أبيض في شمال سوريا، غداة سيطرة المقاتلين الأكراد على هذه المنطقة الحدودية فيما شكل ضربة قاسية لتنظيم داعش. واجتاز حوالي 200 رجل وامرأة وطفل يحملون أمتعة قليلة معبر اقجه قلعة التركي صباح امس في طريقهم إلى تل أبيض، بحسب ما ذكر صحفيون. وكانت المعارك في تل أبيض ومحيطها التي استمرت أيامًا عدة دفعت أكثر من 23 ألف سوري إلى النزوح نحو تركيا. وقالت فخرية (40 عامًا) "أنا عائدة، تركت زوجي هناك في تل أبيض. لكنني ما زلت مرتعبة من القصف. من لا يخشى القصف؟". وأضافت: "أخاف كذلك من عودة تنظيم داعش. سأعود وأقرّر مع عائلتي إذا بإمكاننا البقاء أم لا". ورأى محمود وهو مزارع من تل أبيض قبل عبوره السياج الحديدي الفاصل بين تركيا وسوريا أن "الوضع ليس جيدًا هنا، ليس كما في ديارنا". وأضاف: "نريد تمضية شهر رمضان المبارك في بلدنا". وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية وكتائب في المعارضة السورية صباح الثلاثاء بشكل كامل على مدينة تل أبيض الواقعة في محافظة الرقة بمؤازرة غارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وقال محللون إن هزيمة التنظيم تعد "الانهيار الأكبر" له منذ تصاعد نفوذه في سوريا. وقطعت السيطرة على تل أبيض طريق إمداد رئيسيًا للتنظيم إلى مدينة الرقة، مركز المحافظة ومعقله الأبرز في سوريا. وكان يستخدمه لنقل المقاتلين والسلاح والسلع إلى الأراضي الخاضعة لسيطرته في سوريا. وبات على مقاتلي التنظيم المتواجدين في دير الزور في شرق سوريا ومحافظة الرقة اجتياز مئات الكيلومترات للوصول عبر حلب (شمال)، بعد أن بات الأكراد يسيطرون على شريط حدودي بطول 400 كيلومتر يمتدّ من ريف حلب الشمالي الشرقي عين العرب وصولاً إلى الحدود العراقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مشاركة :