نوه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - يرعاهما الله- بتطوير قطاعي الموانئ والخدمات اللوجستية، وحرصهما على تفعيل الشراكة بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص، مما أسهم في تحقيق القطاع قفزات نوعية متواصلة.جاء ذلك لدى رعاية سموه أمس توقيع أكبر عقد تخصيص منفرد في الموانئ، عبر الشبكة الافتراضية، بمشاركة وزير النقل م. صالح الجاسر، ووزير النقل بجمهورية سنغافورة كاو بوون وان، ورئيس الهيئة العامة للموانئ م. سعد الخلب، ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية العالمية للموانئ عبدالله الزامل.تمكين الرقمنةوأكد سمو أمير المنطقة الشرقية على ما رسمته رؤية المملكة 2030 من أهداف لاستثمار الموقع الإستراتيجي الذي تتميز به المملكة، وسعيها للربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتحقيق الاستثمار الأمثل لأصول الدولة عبر شراكات بين الهيئات والقطاع الخاص في المملكة، والشركات ذات الخبرة على مستوى العالم، مبينا سموه أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية يؤكد على أهمية تحويل المملكة إلى منصة لوجستية عالمية، مما يتطلب بذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق هذه الغاية، والسعي نحو تمكين الرقمنة في القطاع اللوجستي، مع الحرص على الشراكات الفاعلة مع مختلف القطاعات، مؤكدا أن تعزيز دور القطاع اللوجستي سيسهم في تمكين القطاع الصناعي في التحول من الإنتاج للسوق المحلي إلى التصدير إلى الأسواق العالمية، ويعزز الميزان التجاري للمملكة، ويسهم في تنويع فرص الاقتصاد، وتوفير فرص العمل للمواطنين، متمنيا سموه لمنسوبي منظومة النقل والهيئة العامة للموانئ التوفيق.ويعد العقد الموقع بين الهيئة العامة للموانئ والشركة السعودية العالمية للموانئ أكبر عقد تخصيص منفرد في الموانئ السعودية، ويعد إضافة في تمكين الشراكة مع القطاع الخاص، وصولا إلى الريادة الإقليمية والمنافسة الدولية.علامة بارزةمن جانبه أكد وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ م. صالح الجاسر، أن توقيع عقد الإسناد الجديد بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام يشكل علامة بارزة في تاريخ قطاع موانئ المملكة، مما يسهم في تعزيز دوره الرائد في حركة التجارة البحرية.وأضاف: إن ذلك يأتي في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة خادم الحرمين الشريفين نحو تطوير منظومة النقل في المملكة، وتحقيق رؤية سمو ولي العهد في الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي كمركز رئيسي للتجارة العالمية ومحور ربط بين القارات الثلاث.وأشار إلى أن هذه المرحلة من التطوير، ستقودها شراكة رائدة بين القطاع العام ممثلا بالهيئة العامة للموانئ، والقطاع الخاص ممثلا بالشركة السعودية العالمية للموانئ، باستثمارات تتجاوز قيمتها 7 مليارات ريال سعودي عبر عقود إسناد تمتد لفترة 30 عاما، وفقا لصيغة البناء والتشغيل والنقل «BOT».أثر اقتصاديولفت وزير النقل النظر إلى الجدوى والأثر الاقتصادي المتوقع من هذه العقود الجديدة عبر تعزيز الخدمات اللوجستية ورفع موثوقية سلاسل الإمداد، ودعم التجارة الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى الإسهام في رفع التصنيف الدولي للمملكة بمؤشر أداء الخدمات اللوجستية، وكذلك جذب استثمارات جديدة للاقتصاد الوطني، ودعم المحتوى المحلي والصناعات الوطنية، إلى جانب زيادة الصادرات الوطنية والواردات التي تسهم في خلق الفرص الاستثمارية الواعدة.تطوير الأرصفةمن جهته أوضح رئيس «الهيئة العامة للموانئ» م. سعد الخلب أن عقد الإسناد الجديد بميناء الملك عبدالعزيز يأتي استكمالا للعقود التي أبرمتها الهيئة في ديسمبر الماضي لتطوير محطات الحاويات بميناء جدة الإسلامي، مبينا أن إجمالي قيمة الاستثمارات المتوقعة في ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام تناهز 17 مليار ريال.وأضاف: إن هذه العقود الجديدة ستساهم بشكل رئيسي في تطوير الأرصفة وزيادة الطاقة الاستيعابية لمحطات الحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز بأكثر من 120%، وتوفير حلول متكاملة لتشغيل محطات الحاويات، بالإضافة إلى تحقيق التكامل التكنولوجي - المعلوماتي وأتمتة أنظمة التشغيل، وتبني ممارسات التشغيل الصديقة للبيئة، مما يسهم في تعزيز دوره الرائد في حركة الملاحة البحرية العالمية ودعم منظومة عمليات الاستيراد والتصدير.رفع الكفاءةوأشار م. الخلب إلى أن «موانئ» تسعى من خلال مبادراتها ضمن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب» وفقا لرؤية المملكة 2030 إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وزيادة فرص الاستثمار من القطاع الخاص بعقود طويلة الأمد، لرفع الكفاءة والقدرة التشغيلية للبنى التحتية والفوقية، وذلك في إطار تطوير ممارسة الأعمال التجارية في قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية.نقل الغذاءبدوره ثمن الوزير المنسق للبنية التحتية وزير النقل السنغافوري كاو بوون ون هذه الشراكة، معتبرا أنها تدعيم للعلاقات المتميزة بين المملكة وجمهورية سنغافورة، واستمرار للتعاون المشترك بين البلدين الصديقين، مضيفا أن الموانئ تلعب دورا حاسما في ضمان تدفق البضائع واستمرار عمل سلاسل التوريد العالمية، ويزداد هذا الأمر أهمية في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، مما يتطلب نقل الغذاء والإمدادات الطبية والعديد من الإمدادات الأساسية.من جهته قال رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية العالمية للموانئ م. عبدالله الزامل: نفخر اليوم بتوقيع أكبر عقد تخصيص منفرد في المملكة لتطوير محطات الحاويات بميناء الملك عبدالعزيز، مؤكدا أنها أحد أهم إنجازات رؤية المملكة 2030 في مجال النقل البحري ولحظة تاريخية لميناء الملك عبدالعزيز بالدمام البوابة الشرقية للمملكة.وأضاف: إن تشغيل محطتي الحاويات والتوسعات الجديدة بميناء الملك عبدالعزيز سيسهم في تسريع وتيرة العمليات وسيعزز حركة التجارة وسيولد تنوعا اقتصاديا يضاهي قطاع النفط والغاز.
مشاركة :