أشاد وكيل وزارة النفط الكويتية الشيخ الدكتور نمر فهد الصباح بالاتفاق التاريخي الذي أبرمته دول «أوبك +» «منظمة البلدان المصدرة للبترول ودول من خارج المنظمة» بإجراء أكبر خفض في التاريخ بواقع 9.7 ملايين برميل يومياً اعتباراً من بداية مايو لمدة شهرين بهدف وقف انخفاض أسعار النفط في ظل أزمة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19». وهنأ الشيخ نمر في تصريح صحفي اليوم الاثنين وزير النفط ووزير الكهرباء والماء بالوكالة الدكتور خالد الفاضل على هذا القرار التاريخي الذي سيصب في مصلحة دول «أوبك +» وسعيها لدعم استقرار أسعار النفط، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الكويت منذ بداية عقد الاجتماع وخلال المشاورات والمحادثات المستمرة بين الدول على مدار الأيام الماضية. وأوضح أن قرار الخفض غير المسبوق للانتاج الذي يعادل نحو 10% من المعروض العالمي من شأنه دعم أسعار النفط الخام المتهاوية وسيكون له أثر كبير في إعادة التوازن للأسواق في خضم جائحة فيروس كورونا. وكان أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ومنتجون مستقلون من خارجها اتفقوا في اجتماع جديد على خفض معدلات الإنتاج من النفط بواقع 9.7 مليون برميل يومياً اعتباراً من الأول من مايو القادم ولفترة أولية تستمر شهرين تنتهي في 30 يونيو 2020. وأوضح بيان رسمي صدر فجر اليوم الاثنين أن هذا الاتفاق جاء في ختام الاجتماع العاشر غير العادي لأعضاء «أوبك» ومنتجي النفط المتحالفين معها في إطار مجموعة «أوبك +» الذي عقد أمس الأحد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة برئاسة وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان والرئيس المشارك وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. وذكر البيان أنه تقرر أيضاً خفض مستويات الإنتاج للفترة اللاحقة الممتدة ستة أشهر من الأول من يوليو القادم إلى 31 ديسمبر 2020 بمقدار 7.7 مليون برميل يومياً وسيتبع ذلك تعديل 5.8 مليون برميل في اليوم لمدة 16 شهراً من 1 يناير 2021 إلى 30 أبريل 2022. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون خط الأساس لحساب التعديلات هو إنتاج النفط في أكتوبر 2018 باستثناء المملكة العربية السعودية وروسيا وكليهما بنفس مستوى خط الأساس الذي يبلغ 11 مليون برميل يومياً. كما تقرر أن يكون الاتفاق ساري المفعول حتى 30 أبريل مع مراجعة تمديده خلال ديسمبر 2021 وأكد الاجتماع مجدداً التزام الدول المنتجة المشاركة في «إعلان التعاون» بضمان سوق مستقر والحفاظ على المصالح المشتركة للدول المنتجة وكفاءة وإمدادات اقتصادية وآمنة للمستهلكين وعائد عادل على رأس المال المستثمر. وأوضح البيان أن الاجتماع شدد على القرار المهم والمسؤول بتعديل الإنتاج الذي تمت الموافقة عليه خلال الاجتماع الوزاري التاسع غير العادي لمنظمة «أوبك» والدول غير الأعضاء المتحالفة معها الذي عقد في التاسع من أبريل الجاري. وذكر أنه تمت كذلك إحاطة الاجتماع العاشر لمجموعة «أوبك +» علماً بنتائج اجتماع وزراء الطاقة الاستثنائي لمجموعة العشرين الذي عقد في 10 أبريل الجاري وأقر بالتزام المنتجين في مجموعة «أوبك +» باستقرار أسواق الطاقة وبأهمية التعاون الدولي في ضمان مرونة أنظمة الطاقة. ودعا الاجتماع جميع المنتجين الرئيسيين إلى دعم الجهود الرامية إلى تحقيق التوازن والاستقرار في سوق النفط العالمية. كما تمت إعادة تأكيد وتمديد تفويض لجنة المراقبة الوزارية المشتركة وأعضائها لمراجعة ظروف السوق العامة ومستويات إنتاج النفط ومستوى التوافق مع قرارات مجموعة العشرين وبمساعدة اللجنة الفنية المشتركة وأمانة «أوبك». ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الوزاري القادم لتحالف «أوبك +» في العاشر من يونيو المقبل عبر التداول بالفيديو لتحديد إجراءات أخرى حسب الحاجة لتحقيق التوازن في السوق النفطية العالمية. يذكر أن الاتفاق على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يومياً في شهري مايو ويونيو المقبلين جاء بعد التوصل إلى حل وسط مع المكسيك التي أبدت في وقت سابق استعدادها خفض إنتاجها من النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا في الشهرين المقبلين وليس 400 ألف برميل كما اقترحت عليها دول مجموعة «أوبك +» في اجتماعها الاستثنائي السابق يوم الجمعة الماضي.
مشاركة :