خالد الشناوي يكتب: المهدي المنتظر

  • 4/14/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هوس كثير أصاب عقول البعض حين انتهى بهم المطاف ووصل بهم الحال إلى ادعاء المهدية!مئات من الأشخاص بل الآلاف عبر مراحل التاريخ ادعوا المهدية وسقطوا من مضبطة التاريخ  فتناستهم العقول فأصبحوا بلا حس أو خبر!وإزاء هذا الكم الوفير من هؤلاء الأدعياء للمهدية لم نشاهد من يخرج علينا معلنا ولو لمرة واحدة أنه المسيح الدجال!وإذا كان المسيح الدجال أعور ويحتاج إلى إنسان أعور ليتقمص شخصيتهفالأمر ليس من الصعوبة بمكان لكثرة العور في مجتمعاتنا!إن جميع المسلمين يتفقون أساسا على فكرة قيام المهدي وما سيعم الأرض في عهده من العدل والأمن والخير العميم ، وإن كان هناك من اختلاف يذكر في مضمون هذا الأمر العظيم ، والحلم المنشود ، فإنه قد لا يتجاوز في أهم نقاطه الحدود الأساسية المرتكز عليها ، والتي تتمحور أهمها في تحديد ولادته ( عليه السلام ) ، فإن الأكثرية من أهل السنة يقولون بأنه سيولد في آخر الزمان .قال سبحانه : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }. هذا ما اتفق عليه المسلمون في الصدر الأول والأزمنة اللاحقة ، وقد تضافر مضمون قول الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا".إن الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين ، إلا من أصمه الله ، فكل من كان له إلمام بالحديث يقف على تواتر البشارة عن النبي وآله وأصحابه ، بظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم ، ونشر أعلام العلم والعدل ، وإعلاء كلمة الحق ، وإظهار الدين كله ، ولو كره المشركون ،ويحقق الله بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله :{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُم الْفَاسِقُونَ}.ومن الذين أفردوا أحاديث المهدي بالتآليف السيوطي، فقد جمع فيه جزءًا سمّاه العرف الوردي في أخبار المهدي، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه. قال في أوّله: (الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا جزء جمعتُ فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهدي، لخّصتُ فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم، وزدتُ على مافاته، وأشرت عليه.والأحاديث التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المائتين، تلك الأحاديث فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، وإذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كلّ من الذين خرّجوه، فيقول _ مثلًا _ في الحديث الواحد: (أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أمّ سلمة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة).خلاصة القول إن الكلام في مسألة الإمام المهدي عليه السلام باتت من ضروريات الدين غير مقتصرةٍ على فرقةٍ دون فرقة أو مذهبٍ دون مذهب، ومعها فإن البحث في علامات الظهور إحدى ملازمات هذه القضية، فبقدر الاعتقاد بصحة ظهور الإمام المهدي عليه السلام تندرج مسألة البحث في علامات الظهور بنفس الأهمية والخطورة لدى جميع المذاهب الإسلامية ..لا كما يزعم الشيعة أنه دخل في سرداب ويُنتظر خروجه..فهذا محض افتراء وهوس فكري لا أساس له من الصحة والدليل.ولكي نكون منصفين..يجب أن نعلم أن قضية المهدي_حقيقة لا خيال_وجاءت به النصوص قطعية الثبوت وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة من سواد العلماء والفقهاء الذين هم أهل الحل والعقد من المجتهدين والمقلدين لهم في كل زمان ومكان.فعندما تتمادى الفتن وتتسع لتشمل الناس، يصبح المهدي هو المخرج الوحيد من سلسلة الفتن التي لا تنقطع وأن تمادي الفتن علامة بارزة من علامات ظهور المهدي المنتظر.._أفيقوا يا سادة فالتاريخ لا يرحم نريد تحقيق المهدية في قلوبنا وأخلاقنا فيكون كل منا مهديا في مكانه عملا وفكرا ..ابداعا وسلوكًا وقيما إنسانية ....وحسبنا ردحا حول حضارة الغرب الزائفة فقد كشفت الأيام لنا مدى هشاشتها وضعفها!فلا ننبهر بالتقنية المسلوبة من أدمغة العالم الفقير و بعقول المسلمين!فبأي عين نرى؟علينا أن نكون منصفين ..كفانا تقزمًا أمام عملاق هش آيل للسقوط!فالمهدي قادم لا محالة ومن قبل مقدمه أين نحن من مراد المهدي فينا؟

مشاركة :